أسامة مهدي: شدد المرشد الأعلى الايراني علي خامنئي على ان وجود عراق ذي عزة وقوي ومستقل ومتطور يعد أمرا مفيدا جدا لايران، فيما اكد الرئيس العراقي برهم صالح ان العراق لن يكون جزءا من الية الحصار ضد ايران او تطبيق اي نوع من السياسات العدائية لها. داعيا الى بلورة منظومة اقليمية جديدة تخدم شعوب المنطقة يكون للبلدين دور مهم فيها.

وخلال اجتماع مع الرئيس العراقي برهم صالح في طهران السبت فقد اكد المرشد الاعلى للثورة الايرانية على خامنئي ان ايران تحرص على وجود عراق قوي ومستقل ومتطور.

وقال "ان وجود عراق ذي عزة وقوي ومستقل ومتطوريعد أمرا مفيدا جدا لايران"، كما نقلت عنه وسائل اعلام ايرانية تابعتها "إيلاف".

واضاف "ان طريقة التغلب على المشاكل ومواجهة مؤامرات ضامري السوء، يكمن في صون الوحدة الوطنية في العراق والمعرفة الصحيحة للصديق والعدو والتصدي للعدو الصلف والاعتماد على القوى الشبابية وحفظ وتعزيز الارتباط مع المرجعية".

ووصف الاواصر بين الشعبين العراقي والايراني بأنها فريدة من نوعها، وانموذجها البارز مسيرة الاربعين الكبرى للامام الحسين في كربلاء نهاية الشهر الماضي ومشاركة مليوني ايراني فيها.

ونوه بمعاناة الشعب العراقي في الماضي وقال "حاليا وبعد ان اصبح الشعب العراقي هو صاحب البلاد بعد الحقبة الاستبدادية، ويتمتع بالاستقلال والحق في التصويت والانتخابات، فان بعض الدول والحكومات المغرضة تحاول ان لا يتذوق الشعب العراقي طعم هذا الانتصار والانجاز العظيم، وان لا ينعم العراق والمنطقة بالاستقرار."

واضاف خامنئي ان السبيل الوحيد لمواجهة هذه المؤامرات، يكمن في تعزيز الوحدة بين مختلف مكونات الشعب العراقي من العرب والاكراد والشيعة والسنة.

ومن جهته اعتبر الرئيس العراقي صالح ان زيارته لطهران تحمل رسالة صريحة وواضحة بان العوامل التي تربط بين الشعبين الايراني والعراقي لها جذور تاريخية وغير قابلة للتغيير. واشار الى محادثاته في طهران، مؤكدا ان بلاده تسعى الى توسيع التعاون مع ايران في شتى المجالات اكثر من السابق &والارتقاء بها بما يليق بمكانة العلاقات الاجتماعية والثقافية والمصالح المشتركة للشعبين.

واكد ان العراق لن ينسى مطلقا المساعدات واشكال الدعم الذي قدمته ايران خلال فترة مقارعة نظام صدام الدكتاتوري وخلال فترة محاربة الارهاب التكفيري .. معتبرا حكمة وعقلانية وتدبير المرجعية الشيعية نعمة كبرى لاستقرار وتطور العراق.

واوضح الرئيس العراقي ان أهم اولوية للمسؤولين العراقيين خلال المرحلة الجديدة هي اعادة بناء البنى التحتية ومكافحة الفساد وتقديم الخدمات المناسبة للشعب العراقي، وتنفيذ اصلاحات داخلية وتعزيز الوحدة الوطنية، والتخطيط لتحويل العراق الى بلد قوي في المنطقة .. معربا عن أمله في الاستفادة من تعاون ايران وقدراتها لاعادة بناء العراق أكثر من أي وقت مضى.

صالح: لن نكون جزءا من الحصار والسياسات المعادية لايران

وخلال جلسة مباحثات عراقية ايرانية موسعة في طهران السبت برآسة رئيسي البلدين فقد أكّد الرئيس العراقي برهم صالح علي اهمية تعزيز العلاقات التاريخية والاجتماعية والثقافية التي تربط البلدين والشعبين مشيداً بدعم ايران لبلده في مكافحة الارهاب والقضاء علي داعش.

وشدد على ان العراق "بالتاكيد لن يكون جزءا من الية الحظر ضد ايران او تطبيق اي نوع من السياسات العدائية ضد هذا البلد".

واشار الي العمل على تنمية التعاون الثنائي في المجالات التجارية والاقتصادية والبني التحتية وقال ان مد خط السكك الحديد يربط البلدين بانه يصب في مصلحة تنمية العلاقات الاقتصادية فضلا عن تاكيده علي ايجاد مناطق تجارية وصناعية حرة بين البلدين.

ودعا صالح الي ايجاد ظروف جديدة ونظام اقليمي جديد يقوم علي الثبات والاستقرار وتآزر دول المنطقة وتوفير مصالحها، مشيراً الي الدور الايراني المصيري والمحوري في هذا الشأن.

ومن جهته أشار الرئيس الايراني حسن روحاني الي الحظر الاميركي على بلاده ووصفه بالظالم موضحا ان هذا الحصار فضح أمر الأميركيين وعرّف الجميع بعجزهم خلافاً لما كان يظنه العالم عنهم.

وقال إنّ العلاقات السياسية والأمنية والأخوية والثقافية بين ايران والعراق آخذة في التنامي داعياً الي تسهيل الإستثمار المشترك وتنمية التجارة الثنائية. وشدد روحاني على إنّ ايران تقف الي جانب العراق وشعبه في توفير الأمن واستتبابه، واصفاً الأمن والتنمية العراقية بأنهما يعودان بالنفع علي الشعبين وعلي المنطقة.

واكد إستعداد ايران لتنمية علاقاتها مع العراق في مجال الغاز والكهرباء وتنمية البني التحتية والمواصلات السككية والبرية فضلا عن ايجاد منطقة تجارية وصناعية حرة مشتركة بين البلدين.. مشيرا الى أهمية التعاون البيئي ومكافحة ظاهرة الاتربة والغبار والتصحُّر في جنوب البلدين وتعاونهما في شؤون المنطقة علي مستوي وزراء الخارجية.

صالح لروحاني: لن ننسى دعم ايران لمواجهتنا صدام وداعش

وعلى الصعيد نفسه فقد شدد الرئيس العراقي على ان الوقت قد حان لبلورة منظومة اقليمية جديدة تخدم شعوب المنطقة .. مؤكدا بالقول "نريد للعراق أن يكون ساحة تلاقٍ وتوافق بين دول المنطقة لا ساحة صراع". واضاف " نحن نسعى في العراق لان يكون ساحة بناء واعمار وليس ساحة صراع".. منوها الى اهمية انشاء منظومة امنية للمنطقة يكون دورالعراق و ايران فيها مبني على الاحترام المتبادل بين دولها.

واشار صالح خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الايراني روحاني الى ان العراق لا ينسي الدعم الإيراني لمحاربة صدام والإرهابيين والجمهورية الإسلامية لعبت بدعمها لنا دورا كبيرا في هزيمة الإرهابيين. وبين ان علاقات العراق مع ايران وعلى مختلف الاصعدة & تربطهما وشائج دينية واجتماعية واقتصادية اضافة لجغرافية الجوار والعراق يسعى حاليا الى الانطلاق الى مستويات اعلى خدمة للشعبين الجارين.

واوضح ان العراق وبعد الانتصار على داعش ينطلق نحو البناء والاعمار ويتطلع لمبادرات سياسية واصلاحية داخلية.

وقال "وجهنا وزارتي الخارجية والصناعة لتعزيز التعاول والتبادل التجاري بين البلدين وتشكيل المناطق الصناعية على الحدود مهم وربط خط سكك الحديد كجزء من البنى التحتية مهم ايضا للعراق وان يشمل هذا التعاون دول المنطقة".

واضاف الرئيس صالح قائلا "اتيت من بغداد برسالة صريحة مفادها ان بلاده تدرك اهمية العلاقات العميقة مع ايران وانها علاقات متينة ومترسخة." واوضح ان التعاون في مجال البيئة مهم جدا لشعبي البلدين وللاجيال القادمة كما هو الحال بالنسبة لقضية المياه وسائر الامور المشتركة الاخرى.
من جانبه اكد الرئيس روحاني إهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية بين طهران وبغداد مشيرا الى ان البلدين يمكنهما رفع حجم التبادل الاقتصادي والتجاري بينهما ليصل إلى 20 مليار دولار سنويا في المستقبل القريب. وقال ان "حجم التبادل الاقتصادي والتجاري بين البلدين يصل الآن إلى 12 مليار دولار، ويمكننا أن نرفعه إلى 20 مليار دولار في المستقبل القريب".

وأضاف روحاني انه بحث مع نظيره العراقي القضايا المشتركة والتعاون في مجال النفط والغاز والمنتجات النفطية والتنقيب عن النفط اضافة الى مشروع السكك الحديدة الرابط بين البلدين خاصة في الجنوب وهذا المشروع يمكننا من عمليات نقل البضائع والمسافرين بسهولة أكبر.

واضاف ان البلدين يسعيان لتعزيز التعاون بينهما بمجال النفط والغاز والتنقيب المشترك والعلاقات بمجال السكة الحديدية بين الشلامجة والبصرة لنقل المسافرين والبضائع والزيارة الاربعية بكلفة اقل .. موضحا انه في المجال البيئي نحتاج الى تعاون اكثر بين البلدين ونامل ان نحرر الشعبين من العوائق الترابية مثلما تحرر من ارهاب داعش . وقال ان البلدين اتفقا على انشاء مراكز تجارية مشتركة ومناطق حرة بين حدود البلدين.

العراق متنفس ايران الاقتصادي

ويسعى الايرانيون خلال الزيارة الى اقناع العراقيين بزيادة التبادل التجاري بين البلدين وتصديرالمزيد من السلع والبضائع الى العراق للتخفيف من اثار الحصار الاقتصادي الدولي على ايران حيث يعتبر العراق متنفس طهران التجاري.

وترتبط بغداد بعلاقة قوية مع واشنطن وتنسق معها حول الأمن والسياسة والحكم لكن اقتصادها متشابك بشكل كبير مع اقتصاد إيران.

ولا تنتج المصانع العراقية سوى القليل جدا من المنتجات إثر الحصار الدولي الذي فرضته الولايات المتحدة في مطلع التسعينات والغزو الذي قادته ضد العراق في عام 2003 وبدلا من ذلك تغزو حاليا المنتجات الايرانية الأسواق العراقية ابتداءا من المعلبات الغذائية مثل الألبان الى السجاد والسيارات.

وفي السادس من الشهر الحالي اعلن السفير الإيراني في العراق إيرج مسجدي عن وصول حجم التبادل التجاري بين العراق وإيران إلى ثمانية مليارات ونصف المليار دولار سنوياً.. مبيناً أن هناك 79 شركة إيرانية مختلفة الاختصاصات تعمل في العراق في مجالات الطاقة والبناء والسياحة والبنى التحتية وان حجم مشاريع تلك الشركات بلغ عشرة مليارات دولار.

ويضم الوفد المرافق لصالح في زيارته إيران السادة وزيري الخارجية محمد الحكيم والصناعة صالح الجبوري، وممثلي وزارتي النفط والكهرباء فلاح العامري وخالد عطية بالإضافة الى محافظ البصرة أسعد العيداني وعدد &من المستشارين والخبراء.