إيلاف من نيويورك: انتهت رحلة الديمقراطيين في الانتخابات النصفية الأميركية بإنتصار في مجلس&النواب، وخسارة متوقعة في مجلس الشيوخ، لتشخص الأعين منذ الآن نحو الحدث الأهم القادم في 2020.

وساهمت نتائج الانتخابات النصفية في تقديم صورة أوضح للحزب الديمقراطي الذي يعاني كثيرا منذ نكسة 2016 والتي اخرجته خالي الوفاض من واشنطن وكشفت الصراعات الداخلية الكبيرة بين الجناحين الليبرالي والتقدمي.

رحلة العودة

رحلة عودة الديمقراطيين الى البيت الأبيض بدأت من خلال جوجلة أسماء الشخصيات القادرة &على تدارك الأخطاء التي وقعت بها هيلاري كلينتون، وأبرزها محاولة استعادة ثقة الناخبين من الطبقة العاملة البيضاء المعروفين بذوي الياقات الزرقاء، والذين يتواجدون بكثافة في ولايات حزام الصدأ.

حصان الديمقراطيين

ورغم تصدر اسم جو بايدن (75 عاما) بورصة الترشيحات نظرًا لقدرته على اجتذاب ناخبي هذه الطبقة، وجد الديمقراطيون مؤخرًا ضالتهم في شيرود براون الذي لا يتخلف كثيرا عن نائب الرئيس الأسبق من ناحية قدرة الاستنهاض ويرجح فارق السن كفته، فسناتور اوهايو يبلغ من العمر 66 عاما.

تقدمي ليبرالي وترمبي أيضا

وأشار موقع ذا هيل "إلى ان الديمقراطيين يقولون إن براون قادر على توحيد الحزب بظل النقاشات القائمة حول إيجابيات الانتقال الى الوسط او اليسار لاستعادة البيت الأبيض".

توجهات براون الداعمة لحقوق المثليين وحق الإجهاض تضعه في خانة التيار التقدمي، وهو أيضا لا يخاصم الليبراليين بل يتبنى آراءهم الاقتصادية القائمة على دعم رفع الحد الأدنى للأجور، ومعارضة سياسية التخفيض الضريبي، أما في القطاع التجاري فهو أقرب الى نهج ترمب، علما بأنه تمكن من تحقيق ارقام انتخابية جيدة في ولاية محسوبة على الرئيس الأميركي.

الترياق المثالي

شعبية سناتور أوهايو المتنامية جعلت الديمقراطيين يعتقدون وعلى نطاق واسع "انه عندما يتعلق الامر بمناقشة موضوع ترمب، فإن مرشحاً مثل براون قد يكون هو الحل"، واعتبر الاستراتيجي الديمقراطي جيم مانلي خلال تعليقه على إمكانية ترشحه "انه يشكل الترياق المثالي لترمب".

خيبة الامل السابقة

وبعدما نقل مقربون منه عن اصابته بخيبة امل عام 2016 نظرا لعدم اقدام هيلاري كلينتون على اختياره كنائب لها، وتفضيل سناتور فرجينيا تيم كاين عليه، أصبحت الفرصة متاحة امام براون ليترشح مباشرة لمنصب الرئيس، وأقر في مقابلة مع نيويورك تايمز الأسبوع الماضي، انه يفكر جديا بالترشح.

سمعته وسط الزملاء

عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي عن ولاية نيو مكسيكو، مارتن هاينريش، تحدث عن أهمية ترشح براون نظرا لقوته في المجتمعات الريفية، وقدرته على التواصل مع الناخبين من الطبقة العاملة.

ولا تقتصر شعبيته وسط زملائه في مجلس الشيوخ على هؤلاء غير المرشحين لخوض الانتخابات التمهيدية في الحزب الديمقراطي، فسناتور كاليفورنيا كامالا هاريس التي تعد من الوجوه البارزة حاليا قالت في سياق تعليقها على موضوع ترشيح براون، "احب شيرود واعتقد انه رائع، وسيقوم بعمل جيد في أي شيء يختاره".