يجمع صحافيون وكتاب تحدثوا مع "إيلاف" على أنّ خطاب العاهل السعودي في افتتاح دورة مجلس الشورى يوم الاثنين، كان مرجعيا وشاملا، رغم تركيزه على البعد التنموي بشكل واضح.

أحمد السيد من جدة وأحمد العياد من الرياض: اهتمّ عدد من الصحافيين والكتاب السعوديين بخطاب الملك سلمان الذي ألقاه في افتتاح أعمالة السنة الثالثة من الدورة السابعة لمجلس الشورى وتطرّق فيه إلى قضايا داخلية وأخرى عربية وإقليمية.

ويقول الصحافي السعودي أحمد عدنان لـ"إيلاف"، إنّ خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز "وجه الرسائل للقريب وللبعيد، فقد أكد أن القضية الفلسطينية ثابتة وراسخة في وجدان السعودية قيادة وشعبا، ومهما حاولت أجهزة الدعاية المعادية تصوير الأمر على نحو معاكس فلن تغير الحقائق والثوابت".

‏يضيف: " أشار الملك&كذلك إلى أنّ الخلاف والاختلاف مع إيران ليس شأنا إقليميا ضيقا، بل قضية دولية عادلة، فدعم إيران للإرهاب الموازي لمشروعها التوسعي تمتد آثاره المدمرة إلى دول العالم أجمع، فضلا عن أن جرائمها في العالم العربي لن يتم التغاضي عنها أو التساهل معها"، على حد تعبيره.

ويقول عدنان إنّ حديث الملك عن الملف اليمني جاء في وقته في ظل الضغوط التي تترى - بحسن نية او سوء نية - من أجل إيقاف حرب اليمن، فقال الملك إن عملية عاصفة الحزم وإعادة الأمل هي حرب من أجل اليمن وليست حربا على اليمن، وأن هذه العملية المباركة تمت بطلب الشرعية اليمنية، وبالتالي لا تتوقف إلا بطلب الشرعية بعد انتصار ناجز وكامل للدولة اليمنية ومنع قيام نسخة جديدة من ميليشيا حزب الله الإيرانية في اليمن".

يضيف: "شدد الملك على أهمية العلاقات السعودية العراقية لاستعادة العراق العظيم إلى أحضان العروبة، وتطور العلاقات بين البلدين مؤشر صريح وناصع على حرص العراقيين أنفسهم على العروبة بعد أن تجرعوا سموم المطامع الإيرانية وأشواكها، وحديث الملك عن سوريا وأزمتها وثورتها جدد التمسك بالثوابت السعودية في هذا الملف: حق الشعب السوري في الحياة وتحديد المصير في دولة مستقلة موحدة ومحررة من نفوذ إيران وعملائها وأتباعها وميليشياتها ومن مؤامرات الإرهاب وتوحشه الذي قتل المدنيين وهجرهم.

‏وختم أحمد عدنان حديثه بالقول إنّ النقطة اللافتة في خطاب الملك سلمان، وتحديدا في السياسة الخارجية، ربط هذه السياسة بفرص الاستثمار والنمو الاقتصادي في المنطقة، أي أنه قال بإيجاز، إن الخندق الإيراني مآله الدمار والفوضى، أما المشروع فمعناه وغايته الاستقرار والازدهار والدولة الراشدة الفعالة والقوية والراسخة.

من جانبه، يصف الكاتب الصحافي فضل أبو العينين المهتم بالأمور الاقتصادية، خطاب الملك سلمان بالشمولية لتناوله القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية والمجتمعية؛ بالاضافة الى الشؤون الدولية.&

وبالرغم من شمولية الخطاب الملكي؛ الا أن البعد التنموي الإقتصادي كان بارزا؛ وهذا يعزز نهج الملك سلمان في تركيزه على الجانب التنموي والرفع من رفاهية المواطنين واستكمال الخدمات وتعزيز الاقتصاد، على حد تعبير أبو العينين.

يضيف: "لعلي اركز على تشديده على أن المواطن محور التنمية والمحرك لها؛ واهمية تعزيز النمو وخلق مزيد من الوظائف لاستيعاب الشباب. وفِي المقابل، فان للتنمية البشرية دورا مهما في تحقيق ذلك الهدف لذا وجدنا في خطاب الملك الربط بين مجلس الشؤون الاقتصادية وتنمية الشباب معرفيا وتطوير قدراتهم.

ويرى الكاتب أبو العينين أنّ هناك تركيزا على رؤية 2030 ودورها في التنمية الاقتصادية؛ ورسم مستقبل البلاد وهذا امر مهم، حسب رأيه.

يضيف: "من المهم الإشارة الى عزم الحكومة على مواصلة دعم القطاع الخاص وتمكينه واعتباره شريكا رئيسا، أما على المستوى الدولي؛ فإن الإشارة الى السياسة النفطية ودور المملكة الثابت في تعزيز النمو العالمي من خلال ضمان الإمدادات واستقرار الاسواق النفطية وتحقيق مصلحة المنتجين والمستهلكين قدم رسالة للمجتمع الدولي الذي يتلقف كل ما يصدر عن المملكة من سياسات في شؤون النفط".&