الرباط: قال سعد الدين العثماني رئيس الحكومة المغربية إن وجهات نظر بلاده لعدد من القضايا تتطابق في وجهات نظر إسبانيا، مؤكدا أن هذا التطابق سيجعل العلاقات بين المملكتين في المستقبل "أقوى مما كانت عليه".

وأضاف العثماني في لقاء صحافي مع نظيره الإسباني بيدرو سانشيز، عقب المباحثات التي جمعتها الإثنين في الرباط، خلال زيارته الرسمية الأولى إلى المغرب، أن (الزيارة) "كانت ناجحة وخرجنا فيها بقرارات مهمة وبتدقيق لمواقفنا واكتشفنا تطابقها فيما يتعلق بالاستقرار والأمن والسلم سواء كان جهويا أو دوليا".

وأوضح العثماني أن قضية الهجرة شكلت موضع اتفاق بين الجانبين، حيث اعتبرها الجانبان "قضية معقدة ومركبة ولا يمكن أن تحل فقط بالوسائل الأمنية رغم أهميتها"، وقال ان مواجهتها تستدعي "مقاربة تنموية في المناطق التي تعد مصدرا للهجرة السرية"، مشددا على أنه اتفق مع نظيره الإسباني على التعاون بين "المغرب وإسبانيا لتكون التنمية في هذه المناطق".

وأوضح رئيس الحكومة المغربية بأن مبادرة ألميريا التي ربطت منذ سنوات بين التصحر والهجرة، تأتي في تناغم مع المبادرة المغربية - السنغالية التي أطلقت على هامش قمة المناخ (COP22) بمراكش، والتي تهدف إلى محاربة التصحر في عدد من المناطق والدول التي تعاني من التصحر ،وهي من المصادر الأساسية للهجرة في أفريقيا، مؤكدا ان رئيس الوزراء الإسباني عبر له عن "الاهتمام والدعم الإسباني لها ، والذي سيكون سياسيا وماديا وعمليا".

ونوه العثماني أيضا بالدعم الإسباني المستمر للمغرب في المحافل الأوروبية، "في دعم الاتفاقيات المطروحة بخصوص اتفاقية الصيد البحري والاتفاقية الفلاحية"، والتي قال إن بلاده تتطلع إلى اليوم الذي سيصادق البرلمان الأوروبي نهائيا عليهما.

وأشار العثماني الى أن الطرفين أكدا على ضرورة الحفاظ على "سيادة الدول على اساس أن هذا مبدأ أممي، ونحن عبرنا مرارا عن دعمنا لوحدة الأراضي الإسبانية والحفاظ على سيادتها"، وأضاف "نشكر إسبانيا على دعمها الحكومة المغربية في الانخراط في المسلسل الأممي لحل مشكلة الصحراء، وأيضا على الدعم الإسباني والاهتمام الذي أبداه لدعوة جلالة الملك إلى الحوار مع الشقيقة الجزائر وهو يندرج في إطار موقف المغرب من هذه القضايا".

من جهته، قال بيدرو سانشيز، رئيس الوزراء الإسباني، إن المغرب وإسبانيا تحذوهما "الرغبة المشتركة في تعزيز علاقاتنا والتعاون حول الهجرة"، معتبرا أن مواجهة الهجرة "مسؤولية مشتركة ويجب أن نركز على التعاون في هذا المجال".

وأكد سانشيز على أهمية الشراكة الاقتصادية التي تجمع بين البلدين، مبرزا أن البلدين اتفقا على "تنظيم منتدى اقتصادي مغربي - إسباني خاص برجال أعمال البلدين خلال النصف الأول من العام المقبل"، وسجل بأن هناك "الكثير من الشركات الإسبانية التي تستثمر في المغرب وتوفر فرص الشغل ،ونحتاج لتمتين العلاقات".

كما ركز المسؤول الإسباني على أهمية النهوض بالتعاون الثقافي بين البلدين وتطويره، حيث أعلن أن بلاده ستكون ضيف شرف النسخة المقبلة من المعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء، وأفاد بأن حكومته ستعمل على الزيادة في استقبال عدد الطلاب المغاربة لإكمال دراستهم في إسبانيا.

يشار إلى أن البلدين الجارين تربطهما علاقات سياسة واقتصادية قوية، حيث تعد إسبانيا الشريك التجاري الأول للمغرب، كما تستقبل جالية كبيرة من المغاربة الذين يشتغلون في عدد من القطاعات الاقتصادية.