خسر الحزب الديمقراطي الأميركي معركة مقعد مجلس الشيوخ في ولاية تكساس الواقعة على الحدود الجنوبية مع المكسيك، وفي المقابل حصد نقاطًا إيجابية، قد يكون لها بالغ الأثر في أي انتخابات مقبلة.

إيلاف من نيويورك: على الدوام كان المراقبون ينظرون إلى تكساس باعتبارها كأكبر ولاية أميركية محسوبة على الحزب الجمهوري، ولا يمتلك الديمقراطيون فيها أي بصيص أمل للفوز بأصوات مندوبيها في السباق الرئاسي.

انتصار خجول لكروز
نتائج 2018 الأخيرة كشفت عن جملة متغيرات لم يكن أشد المتفائلين للحزب الديمقراطي يتوقعها.&

فالنائب والمرشح السابق لعضوية مجلس الشيوخ، بيتو أوروك، كاد أن يُلحق هزيمة تاريخية بتيد كروز المدعوم من المؤسسة الجمهورية والبيت الأبيض (رمى ترمب بثقله لحشد الناخبين وكذلك فعل نجله دونالد) على حد سواء، فاقترب منه كثيرًا على صعيد الأرقام، قبل أن تحسم أصوات المناطق الريفية&لمصلحة السناتور الحالي.

ارتفاع نسبة الاقتراع
لكن الفوز الخجول لكروز فتح الأعين على أمور لم تكن في الحسبان، أولها نسبة المصوّتين. ففي مقارنة بين انتخابات 2018 و2014، ارتفع عدد المقترعين من حوالى أربعة ملايين وستمائة ألف إلى ثمانية ملايين وثلاثمائة ألف، أي بزيادة وصلت إلى ثلاثة ملايين وسبعمائة ألف صوت في غضون أربع سنوات فقط، وفي انتخابات نصفية، لا رئاسية، بحيث يصل التنافس والاستقطاب والتحشيد إلى أعلى المستويات.

تراجع كبير
في عام 2014 تمكن السناتور جون كورنين من اكتساح الديمقراطي ديفيد آلاميل بفارق تخطى 27 نقطة مئوية، حيث نال 2.855.068 صوتا، مقابل 1.594.252 لمنافسه.&

بينما قرعت النتائج الأخيرة ناقوس الخطر للجمهوريين، فالتفوق المليوني على صعيد الأصوات تراجع إلى مئتي وعشرين ألف صوت فقط لمصلحة كروز على أوروك 4.244.204 أصوات، مقابل 4.024.777، وانحدر فارق النقاط إلى ما دون الثلاثة بالمئة.

إيجابيات المعركة
موقع 538 المتخصص في أرقام الانتخابات واستطلاعات الرأي تحدث عن جملة فوائد إيجابية، خرج بها الديمقراطيون، فمرشحهم أوروك ثبت سيطرتهم في المقاطعات الخمس الأكثر اكتظاظًا بالسكان (هيوستن ودالاس وفورت وورث وأوستن وسان أنطونيو)، ونال أصواتًا فاقت ما حصلت عليه هيلاري كلينتون عام 2016، وكان أكثر منها فاعلية، والأهم جعل صفة الولاية المتأرجحة تقترب من تكساس، شرط أن يحافظ حزبه على الأرقام التي حققها، ولا يتراجع إلى النتائج التي حققتها المرشحة الديمقراطية في آخر سباق رئاسي.

مرشح فوق العادة للرئاسة
هذا على مستوى الولاية. أما على الصعيد الفردي فتمكن أوروك من تحقيق أفضل نتيجة لمتنافس ديمقراطي منذ فترة طويلة، وتميّز بنشاط انتخابي قد يكون غير مسبوق لناحية زيارته جميع مقاطعات تكساس، البالغ عددها 254، وتمكن بفضل أدائه من رفع نسبة الإقبال على التصويت، وجمع حوالى سبعين مليون دولار من المتبرعين، ووضع فعليًا مقعد السناتور الحالي جون كورنين في دائرة الخطر عام 2020، إذ نجح الديمقراطيون في سد ثغرات المناطق الريفية التي انحازت كعادتها إلى خصومهم.

النتائج الجيدة رغم الخسارة فتحت أبوابًا جديدة أمام بيتو أوروك، حيث بدأ الجميع يتداول اسمه كمرشح محتمل لانتخابات عام 2020، ووضعه استطلاع نشرته بوليتيكو ومورنينغ كونسلت أخيرًا في المرتبة الثالثة، خلف بيرني سندرز، وجو بايدن، كما جعل المتابعين يربطون بين صعوده وصعود باراك أوباما عام 2008.

هذه العوامل مجتمعة دفعت على ما يبدو بكبار المانحين الديمقراطيين إلى التريث في موضوع دعم المرشحين الرئاسيين، بانتظار معرفة موقف أوروك النهائي من الترشح للانتخابات التمهيدية في الحزب الديمقراطي.
&