ما هي تداعيات اعتبار بريطانيا لحزب الله "إرهابيًا" في الشق السياسي، وما الذي يدفع بريطانيا الى اتخاذ هكذا موقف من حزب الله والمعروف أن بريطانيا كانت تلعب دومًا دور الوسيط في المنطقة؟.

بيروت: ذكرت بعض المعلومات عن وجود نقاش داخل الإدارة البريطانية حيال نية الحكومة البريطانية وضع حزب الله بشقه السياسي هذه المرّة على لوائح "الإرهاب"، بعدما قامت بريطانيا بوضع ما سمّته "الجناح العسكري" على لوائح "الإرهاب".
تعقيبًا على الموضوع يؤكد الخبير الإقتصادي الدكتور لويس حبيقة ل"إيلاف" أن بريطانيا ترزح تحت وطأة البريكسيت، والإقتصاد البريطاني يواجه صعوبات بسببها، والوضع يزداد صعوبة في بريطانيا، وأميركا في موضوع حزب الله أعلنت أنه "إرهابيًا" منذ سنوات عدة، ولديها موقفها، ويتساءل حبيقة عن الأسباب الحقيقية وراء الموقف البريطاني الأخير حيال حزب الله، ويأمل حبيقة أن تتخذ بريطانيا الموقف المحايد في المنطقة، وأن تعود إلى دورها الوسيط الفاعل في هذا المجال، وبريطانيا تبقى الدولة الوحيدة التي تملك ثقة الولايات المتحدة الأميركية وثقة المستعمرات السابقة كلبنان.
دور بريطانيا
ويعتبر حبيقة أنه من الخطأ اليوم أن تنحاز بريطانيا إلى جهة من دون الأخرى، ويبقى مستقبل بريطانيا ووهجها الطبيعي وخبرتها في أن تكون الوسيط.
ويلفت حبيقة إلى قضية بريكسيت التي تثقل كاهل بريطانيا، ولكن موقفها اليوم يجب أن يكون في دورها كوسيط.
ويعتبر حبيقة أنه من ضد مصلحة بريطانيا أن تأخذ مواقف من المنطقة عمومًا ومن حزب الله، لأن المملكة المتحدة كوسيط تبقى الأهم في ما خص قضايا الشرق الأوسط في لبنان وفلسطين وسوريا وإيران.
وما اتخذته بريطانيا من مواقف ضد أميركا بالنسبة للعقوبات الأميركية ضد إيران هو ما يجب أن تقوم به.
ويتساءل حبيقة عن الأسباب الحقيقية الكامنة وراء ما سوف تتخذه بريطانيا من موقف ضد حزب الله في أن تعتبره "إرهابيًا".
لبنان
عن مدى تأثر لبنان جراء إمكانية اعتبار بريطانيا حزب الله "إرهابيًا" يشير حبيقة إلى أن لبنان يتأثر بمجمل الأمور، فأصبحنا كما يقول المثل الشعبي "نحن الغريق ولا نخشى من البلل"، فلا حكومة في لبنان حاليًا، والأمور تتعثر يوميًا.
وسوف تتعقد الأمور خصوصًا أن العلاقات اللبنانية الأوروبية قوية، ولكن الضرر سيكون على المستوى النفسي والثقافي أكثر، واتخاذ هكذا موقف من بريطانيا سيزعج لبنان من دون أن يعني بالضرورة ان الإقتصاد اللبناني سيتأثر بشكل كبير.
ومعنويًا سيتأثر لبنان كثيرًا
وبحسب حبيقة تبقى كل القصة أن إسرائيل لا تريد منطقة فيها تهديد لأمنها، ومن لا يستسلم لإسرائيل تعتبره الدول الغربية "إرهابيًا".
ويلفت حبيقة إلى أن اعتبار حزب الله "إرهابيًا" لن يؤثر بصورة مباشرة على لبنان، وبريطانيا بعد أخذ موقفها لن تتأثر سمعة لبنان، لكن الأسباب وراء ذلك قد يعود إلى الوضع المتأزم في بريطانيا ومسايرتها للولايات المتحدة من أجل المساعدة.
العقوبات الأميركية
ويؤكد حبيقة أنه مع وجود العقوبات الأميركية ضد حزب الله قد يكون الموقف البريطاني المستجد من أجل تأييد أميركا من أجل المساعدة، والتأثير سيكون معنويًا.
والخسارة على لبنان تبقى معنوية أكثر منها أمنية أو اقتصادية.