دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي المؤسسات الدينية الى القيام بثورة حقيقية نحو تصحيح تعليم الدين الإسلامي ونشر ثقافة وسنة الرسول (ص)، معتبرًا أن نشر قيم الأخلاق بين المجتمع أهم محاور تجديد الخطاب الديني.

إيلاف من القاهرة: قال الرئيس عبدالفتاح السيسي: "إن ديننا الحنيف علمنا أنه لا إكراه في الدين ليرسخ بذلك قيم التسامح وقبول الآخر".&

أضاف خلال كلمته للأمة بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف: "إنه من دواعي الأسف أن يكون من بيننا من لم يستوعب صحيح الدين وتعاليم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فأخطأ الفهم، وأساء التفسير، وهجر الوسطية والاعتدال، منحرفًا عن تعاليم الشريعة السمحة، ليتبع آراء جامحة ورؤى متطرفة، متجاوزًا بذلك ما جاء في القرآن الكريم وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم من حرمة النفس وقدسية حمايتها وصونها من الأذى والاعتداء". تابع مستطردًا: إن سلوكياتنا بعيدة عن صحيح الدين في الصدق والأمانة واحترام الآخرين والرحمة بالناس.

قال السيسي: "حد يقولي كام في المائة بين المصريين لم يكذب في حياته؟.. أوعوا تتصوروا إني أتحدث للأزهر والأوقاف فقط، هذا الكلام لكل المصريين.. للمرة الثالثة والرابعة أقول إن سلوكياتنا بعيدة عن صحيح الدين في الصدق والأمانة.. ووالله بشوف العجب من الناس أثناء إدارة الدول".

أكاديمية الأوقاف
وفي أول رد فعل تجاه مطالب الرئيس السيسي، أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن أكاديمية الأوقاف لتدريب وتأهيل الأئمة ستكون ترجمة عملية لما طلبه الرئيس عبد الفتاح السيسي، في تكوين رجل الدين المثقف المستنير.

وشدد على سرعة الاستجابة لما نوه إليه الرئيس من تدريب بعض شباب علماء الأوقاف بالأكاديمية الوطنية للتدريب، مؤكدًا سعيه إلى التعاون التام بين أكاديمية الأوقاف للتدريب والأكاديمية الوطنية للتدريب للإفادة من خبراتها، بما يسهم في تكوين الإمام المثقف المستنير الملم بعلوم العصر وقضاياه المتعددة.

وأشار إلى أن وزارة الأوقاف ستشكل جولات دعوية تجوب المحافظات لتنفيذ تعليمات الرئيس بخصوص نشر ثقافة الأخلاق بين أفراد المجتمع.

أهم القضايا
من جانبه قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية: "إن ملف تجديد الخطاب الديني من أهم القضايا الحالية، ويعد على رأس أولويات كل المؤسسات الدينية في الدولة المصرية".

أضاف مفتي الجمهورية في تصريحات له أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أصاب كبد الحقيقة في ما يخص تجديد الخطاب الديني، متابعًا: «نثمّن دعوة الرئيس بتجديد الخطاب الديني وتأهيل الشباب المقبل لمعرفة ثوابت الدين بشكل صحيح».

وأوضح أن الدولة تحتاج عرضًا عصريًا للمتغيرات التي تعد جزءًا كبيرًا في الشريعة الإسلامية، ويجب تجديد الخطاب الديني بما يتوافق مع العصر الحالي، معقبًا: «الرسول أوصانا بالتسامح ومكارم الأخلاق، ونحتاج ملء الفراغ في عقول الشباب بسبب تطور التكنولوجيا».

وأشار إلى إنشاء وحدة جديدة لمعالجة قضايا التطرف من خلال الرسوم المتحركة؛ لمواكبة التطور التكنولوجي، إضافة إلى مرصد الفتاوى؛ لعلاج التطرف الفكري، واجتذاب الطفل الصغير والشباب بأفكار تناسب عقول جميع الفئات.

مناسبات عديدة
منذ &إطلاق الرئيس السيسي دعوته إلى تجديد الخطاب الديني في الأول من يناير 2015، لم يترك مناسبة دينية أو سياسية إلا وتحدث خلالها عن ضرورة تجديد الخطاب الديني، وبلغ حجم المناسبات التي طالب فيها السيسي بتجديد الخطاب الديني ما يقرب من إحدى عشرة مناسبة، حيث كانت البداية في الأول من يناير 2015، خلال احتفال وزارة الأوقاف والأزهر الشريف بالمولد النبوي الشريف، حيث قال الرئيس: "إنه يحمّل الأزهر الشريف، إمامًا ودعاة، مسؤولية تجديد الخطاب الديني والدعوة بالحسنى وتصحيح الأفكار والمفاهيم التي ليست من ثوابت الدين"، مطالبًا بثورة دينية لتغيير المفاهيم الخاطئة.

وشهد ملف تجديد الخطاب الديني على مدار السنوات الثلاث الماضية تطورًا كبيرًا داخل المؤسسات، حيث قدر حجم إنفاق المؤسسات الدينية على تجديد الخطاب الديني ما يقرب من عشرين مليون جنيه تقريبًا.

خطوط عريضة
من جانبه، يرى الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الديني والدعوي في وزارة الأوقاف، أن كلمة الرئيس السيسي، خلال الاحتفال بالمولد النبوي الشريف وضعت الخطوط العريضة للمؤسسات الدينية في ملف تجديد الخطاب الديني.

وأكد "طايع" لـ"إيلاف" أن الفتوى يجب أن تلائم الظروف والعصور، وبالتالي يجب على جميع المؤسسات الحكومية العمل على نشر ثقافة قبول الآخر والرأي المعارض مهما كان.

وأشار إلى أن الوزارة تقوم بعقد دورات تدريبية للأئمة لتجديد الخطاب الديني داخل مصر وخارجها، للتعريف بأوجه التسامح في الرسالة المحمدية، لافتًا إلى أن الوزارة افتتحت أكبر مركز لتدريب الواعظين والواعظات مجهزة بأحدث الأجهزة؛ للرد على التغيّرات التي حدثت في المجتمع المصري، والرد على الآراء الشاذة الصادرة من قبل التيارات المتشددة والجماعات الإرهابية.

جهود مستمرة
كما أكد الدكتور محي الدين العفيفي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أن الأزهر قطع شوطًا كبيرًا في ملف تجديد الخطاب الديني، ووضع ملاحظات الرئيس السيسي في هذا الملف تحت التنفيذ، فقد شهدت الفترة الماضية القيام بأكبر حملة دعوية لطرق المصالح الحكومية والمقاهي والشوارع لعلاج المفاهيم الخاطئة السائدة لدى المواطنين، وتصحيح المفاهيم الخاطئة لدى البعض عن طريق تفسير السنة النبوية أو الآيات القرآنية.

وأوضح أننا بشكل مستمر نعمل على التوسع في المجال الدعوي ومساراته من خلال الندوات والمحاضرات والقوافل الدعوية التي تجوب محافظات مصر، والمراكز الإسلامية الثقافية، والمدارس القرآنية، ومكاتب التحفيظ.

&
&
&