انقرة: دعت تركيا الاثنين روسيا وأوكرانيا إلى التهدئة بعد تصعيد بين الدولتين قبالة سواحل القرم، مشددة على أهمية ضمان حرية الحركة في مضيق كيرتش الذي يربط بين البحر الاسود وبحر آزوف.

أورد بيان لوزارة الخارجية التركية أن الحكومة تبدي "قلقها إزاء تقارير عن تعرّض سفن أوكرانية لإطلاق نار ووقوع جرحى".
وتابع بيان الخارجية التركية "نشدد على أهمية عدم إعاقة حركة العبور في مضيق كيرتش".

ودعت الوزارة التركية إلى "التعقّل والاعتدال لتفادي التصعيد"، من دون أي إشارة إلى روسيا، مشددة على ضرورة احترام القانون الدولي.

واحتجزت البحرية الروسية الأحد ثلاث سفن تابعة للبحرية الأوكرانية في مضيق كيرتش، الممر البحري الوحيد بين البحر الأسود وبحر آزوف والذي يعتبر محوراً استراتيجياً بالغ الأهمية لكلّ من روسيا وأوكرانيا.

وكانت القوات البحرية الأوكرانية اتهمت الأحد روسيا بأنها صدمت سفينة أوكرانية ترافقها سفينتان بعدما أطلقت النار باتّجاهها وأعاقت الدخول الى بحر آزوف.

وأعلنت كييف جرح ستّة من أصل 23 بحارا، إصابة اثنين منهم خطرة، لكن جهاز الأمن الروسي أفاد عن تعرض ثلاثة فقط لإصابات غير قاتلة وتلقيهم العلاج.

تعتبر موسكو أن المياه الإقليمية قبالة سواحل القرم، التي ضمتها في 2014، خاضعة لسيادتها، وقد اتّهمت السفن الأوكرانية بالقيام بـ"أنشطة غير مشروعة في المياه الإقليمية الروسية". وأثارت الحادثة مخاوف من حصول تصعيد عسكري، وقد دعا مجلس الأمن في الأمم المتحدة الى عقد جلسة طارئة الاثنين.

ولا تعترف أوكرانيا بضم روسيا شبه جزيرة القرم، وتتّهمها بدعم الانفصاليين الموالين لموسكو الذين يسيطرون على جزء من الشرق الأوكراني.

وتتعاون أنقرة وموسكو بشكل وثيق في ملف النزاع السوري على الرغم من دعمهما جهات متحاربة متعارضة، وتسعيان إلى تعزيز علاقاتهما التجارية. وغالبا ما يتحادث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين هاتفيا، وقد التقيا مرارا.

لم تمنع عودة الحرارة للعلاقات الروسية التركية الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو من إجراء زيارتين لتركيا في هذا العام. وقد بحث في أبريل في اسطنبول مع إردوغان التعاون في مجال الطاقة مع تركيا وحليفتها قطر.
&