تراجيديا&بول مانافورت تتواصل&في الولايات المتحدة الأميركية، فالمدير السابق لحملة دونالد ترمب الانتخابية، إتُهم فأدانته المحكمة، وعاد فعقد اتفاقًا مع روبرت مولر، ثم انتهكه، بحسب فريق التحقيق الخاص في التدخل الروسي بالانتخابات الرئاسية عام 2016.

إيلاف من نيويورك: مانافورت تصدر العناوين منذ يوم الاثنين، واستُكملت الإثارة أمس الثلاثاء، بعد الكشف عن قيام محاميه بوضع الفريق القانوني للرئيس ترمب في أجواء التحقيقات التي يجريها فريق مولر مع موكله عقب توقيعه اتفاق التعاون، ثم خروج تقرير للغارديان البريطانية تحدثت خلاله عن لقاءات جمعت مدير حملة ترمب سابقًا بمؤسس ويكليكس جوليان أسانج في مقر إقامة الأخير في سفارة الإكوادور في لندن.

الاتفاق "الغامض"
مشهد التحقيقات ازداد تعقيدًا وإثارة في الوقت نفسه، فالتطورات الأخيرة أعادت إلى الأذهان ما جرى عقب إدانة محكمة فرجينيا لمانافورت، ثم الإعلان المفاجئ عن توصله إلى اتفاق مع المحققين قبل بدء الجولة الثانية من محاكمته في واشنطن، بتهم الاحتيال والتآمر، وطرحت تساؤلات كثيرة، فهل وقع فريق التحقيق الذي يقوده مولر في فخ ترمب، بوساطة مدير حملته السابق الذي عقد الاتفاق بغاية معرفة نوايا المحققين تجاه الرئيس والأمور التي يريدون معرفتها عنه؟.

حبل النجاة
يُدرك المدير السابق الذي اكتسب شهرة كبيرة من خلال عمله في عالم جماعات الضغط والتأثير أن ترمب وحده يُمسك بحبل نجاته من المكوث في السجن لبقية حياته، بفعل امتلاكه قوة إصدار عفو عنه.&

وكثيرًا ما أثير هذا الموضوع في الإعلان، وطُرح على الرئيس نفسه وفريقه القانوني، وفي كل مرة كان المعنيون يتجنبون إعطاء إجابة واضحة تنفي أو تؤكد هذه النقطة.

الاجتماع الشهير
منذ لحظة الإعلان عن اتفاق الطرفين (مولر ومانافورت) استذكر الجميع لقاء برج ترمب الشهير عام 2016 الذي جمع بين نجل ترمب وصهره، ومعهم مدير حملة الرئيس وشخصيات روسية، باعتباره العقدة التي يريد فريق التحقيق حلّها، من أجل معرفة ما إن كان الرئيس الأميركي حاليًا على علم مسبق بما يُخطط له دونالد ترمب جونيور.

عودة مانافورت
مرت الأيام، وخفت نجم مانافورت، بالتزامن مع تصعيد الرئيس ترمب موقفه ضد روبرت مولر، واتهامه وفريقه بتدمير حياة الأشخاص، ودفعهم إلى الاعتراف بما يريدون سماعه، غير أنه استعاد حضوره في الإعلام يوم الاثنين عندما تم الكشف عن وثيقة قضائية أشارت إلى أنه كذب على مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي)، بشأن مجموعة متنوعة من الموضوعات، مخالفًا ومنتهكًا بذلك اتفاقًا قد توصل إليه مع ممثلي الإدعاء ضده".

تنسيق مستمر
واستتبعت مفاجأة الاثنين بمفاجأة مدوية يوم الثلاثاء بعد كشف "نيويورك تايمز" عن قيام محامي مانافورت بإطلاع فريق الرئيس ترمب القانوني على مناقشات موكله مع المحققين الفيدراليين بشكل متكرر، وذلك بعد موافقة موكله على التعاون مع المحقق الخاص.

معلومات قيّمة
أثار هذا التنسيق توترًا مع فريق مولر، وفي الوقت الذي وضعه بعض القانونيين في إطار تعويل مانافورت على الحصول على عفو من جهة، والتمسك بالتعاون مع المحققين آملًا في الحصول على عقوبة مخففة، كان رودي جولياني محامي ترمب واضحًا عندما أكد بشكل صريح حدوث التنسيق الذي مكنهم من الحصول على معلومات قيمة تساعدهم في تشكل اسراتيجية للدفاع القانوني.

ترمب الهدف
وأشار جولياني إلى أن محامي مانافورت، كيفن داونينغ، أخبره بتركيز المحققين حول ما إذا كان الرئيس على علم باجتماع برج ترمب في يونيو 2016.&

وأضاف "إنه (مولر) يريد مانافورت لتجريم ترمب"، كما اتهم أندرو فايسمان أحد أعضاء فريق مولر بوضع مانافورت في الحبس&الانفرادي لدفعه إلى تقديم شهادة زور ضد ترمب.

مانافورت ليس فلين
ورغم أن محامي مانافورت لم ينتهك القانون على خلفية تنسيقه مع فريق ترمب، إلّا أن خطوته أربكت فريق التحقيق، الذي ربما كان ينتظر منه السير على درب فريق مايكل فلين القانوني، والذي قطع جميع الروابط مع محامي البيت الأبيض، بعد انخراط مستشار الأمن القومي السابق في التعاون مع المحققين.

قادم الأيام
الأيام القادمة ستكون مليئة بالأحداث، فالمحقق الخاص وصل إلى ربع الساعة الأخير، وسط حديث عن اقتراب موعد جهوزية التقرير الذي يعده فريقه، لكن مولر قد يعمد قبل خطوته الأخيرة إلى توجيه اتهامات إلى نجل ترمب أو صهره تتعلق بالكذب و/أو التواطؤ مع شخصيات خارجية للنيل من مواطنين أميركيين، مما سيؤدي إلى صراع قضائي مصحوبًا بعاصفة سياسية في البلاد.&
وعلى الضفة الأخرى يبدو أن ظروف ترمب في الوقت الحالي أفضل من الفترة التي سبقت الانتخابات النصفية، فالمشرف على مولر يُدعى ماثيو ويتكر أحد أشد منتقدي تحقيق مولر، لا رود روزنستاين الذي خرج بعد استقالة جيف سيشنز، كما إن فريقه القانوني استفاد من التنسيق مع محامي مانافورت لمعرفة توجهات المحققين وأهدافهم.


&