لندن: كشفت دراسة لا سابق لها حجم التحيز العراقي الذي يواجهه السود وذوو الأصول الآسيوية وأفراد الأقليات الاثنية الأخرى في بريطانيا القرن الحادي والعشرين مبيناً وجود هوة بين معاملة هؤلاء المواطنين ونظرائهم البيض.&
&
وتوصل استطلاع أجرته مؤسسة آي سي أم لصحيفة الغارديان وشمل 1000 مواطن بريطاني من أقليات اثنية إلى أنّ احتمالات أن يعيش هؤلاء في حياتهم اليومية خبرات سلبية أكبر دائماً من احتمالاتها بين البيض في استطلاع مقارن.&

ومن النتائج التي خرج بها الإستطلاع ان 43 في المئة من افراد الأقليات الاثنية حُرموا من الترقية في العمل بطريقة مجحفة خلال السنوات الخمس الماضية أو ما يزيد أكثر من مرتين على نسبة البيض الذين مروا بخبرة مماثلة ( 18 في المئة).&

وتبين النتائج ايضاً إن احتمالات طرد افراد الأقليات الاثنية من مطعم أو حانة أو نادٍ ليلي أو منعهم من دخولها تزيد ثلاث مرات على احتمالات أن يحدث ذلك مع مواطن أبيض، وان أكثر من ثلثيهم يعتقدون ان هناك مشكلة عرقية في بريطانيا.&

وركز الاستطلاع الذي أُجري تمهيداً لتحقيق يستمر مدة اسبوع في ظاهرة التمييز العنصري في بريطانيا، على الخبرات اليومية مع التحامل الذي يواجهه افراد الأقليات الإثنية.&

واكتشف الاستطلاع أدلة وافية تسند المخاوف القائلة ان التحيز العرقي غير الواعي يؤثر على حياة 8.5 مليون شخص في بريطانيا ينتمون إلى أقليات إثنية. ومن الأمثلة التي أوردتها صحيفة الغارديان في ضوء نتائج الاستطلاع:

ـ قال 57 في المئة انهم يشعرون إن عليهم أن يبذلوا مجهوداً مضاعفاً في العمل لكي ينجحوا بسبب أصولهم الإثنية فيما قال 40 في المئة انهم يتقاضون اجوراً أقل وآفاق تقدمهم في العمل أبعد للسبب نفسه.&
ـ قال 38 في المئة من افراد الأقليات الإثنية انهم إتُّهموا ظلماً بالسرقة من متاجر خلال السنوات الخمس الماضية، وخاصة السود، بالمقارنة مع 14 في المئة من البيض.
ـ قال 42 في المئة ان شخصاً أبيض افترض خلال العام الماضي انهم ليسوا بريطانيين بسبب اصولهم الإثنية.&
ـ تزيد احتمالات تعرض افراد الأقليات الإثنية إلى الشتيمة أو إلى سلوك فظ من غريب في مكان عام مرتين بالمقارنة مع البيض.&
ـ يرى 53 في المئة من أفراد الأقليات الإثنية انهم يُعاملون معاملة مختلفة بسبب شعرهم أو ملابسهم أو مظهرهم بالمقارنة مع 29 في المئة من البيض.&

وقالت مؤسسة رانيميد ترست للأبحاث المعنية بالمساواة العرقية ان نتائج الاستطلاع تبين إن الإعتداءات اليومية الصغيرة كهذه تؤثر تأثيراً عميقاً على البنية الاجتماعية لبريطانيا.&

ونقلت صحيفة الغارديان عن الدكتورة زبيدة حق نائبة مدير المؤسسة قولها "ان العنصرية والتمييز ضد السود والآسيويين وأفراد الأقليات الإثنية والدينية لا يقتصران على مجال واحد من مجالات الحياة".&

وأوضحت إن من لا يُسمح له بدخول مطعم بسبب لون بشرته من المستبعد أن يجد فرصة عمل في مطعم للسبب نفسه. ولاحظت حق ان من الصعب تشخيص العنصرية البنيوية والمؤسسية أو إثباتها لكنها أبلغ أثراً على فرص الفرد غير الأبيض في الحياة.&

قال نصف الذين شملهم الاستطلاع إنهم يعتقدون ان الآخرين لا يدركون احياناً انهم يعاملونهم معاملة مختلفة بسبب اصولهم الإثنية في مؤشر إلى تحيز غير شعوري إلى جانب العنصرية السافرة والمتعمدة. ولهذا تأثير عميق في الطريقة التي يُعامل بها ملايين ولدوا في بريطانيا أو هاجروا اليها.&

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الغارديان". الأصل منشور على الرابط التالي:

https://www.theguardian.com/uk-news/2018/dec/02/revealed-the-stark-evidence-of-everyday-racial-bias-in-britain