شهد المعرض الأول للصناعات العسكرية في القاهرة عرض العديد من الصناعات العسكرية المصرية، ومنها دبابات وعربات مدرعة، ومنظومة جديدة للحرب تعرف بـ"منظومة جندي القرن الحادي والعشرين"، ويختتم المعرض أعماله اليوم الأربعاء.

إيلاف من القاهرة: قدمت مصر العديد من منتجاتها العسكرية محلية الصنع، ضمن أعمال المعرض الأول للأمن والدفاع "إيديكس 2018"، وعرضت مصر للمرة الأولى منذ 28 عامًا الدبابة المصرية "M1A1"، التي تتولى إنتاجها منذ أكثر من 28 عامًا.

منظومة من خمسة عناصر
كما شهد المعرض تقديم ثلاث عربات مصفحة جديدة من الانتاج المصري، وهي "تمساح1"، "تمساح2"، و"تمساح3"، وأطلق الجيش المصري خلال المعرض منظومة عسكرية جديدة تعرف بـ"منظومة جندي القرن الحادي والعشرين".

منظومة جندي القرن الواحد والعشرين

تتكون المنظومة الجديدة من 5 عناصر أساسية هي: الأولى "مجموعة السلاح"، وتتألف من جهاز تنشين حراري متصل بالشاشة على خوذة القائد لنقل صورة الفيديو من خلال وحدة التحكم، وآخر نهاري متصل بالشاشة أيضًا.

المجموعة الثانية هي "الخوذة"، وتتألف من وحدتي مراقبة حرارية / كهروبصرية، إلى جانب شاشة عرض البيانات على العين اليُمنى للقائد. أما المجموعة الثالثة فهي، أجهزة التنشين النهاري والليلي لسلاح الجندي. والرابعة هي: وحدة التغذية الكهربية للقائد لتوليد الطاقة للمنظومات المُختلفة.

وتتكون المجموعة الخامسة، المعروفة بـ"الشدة والدرع الواقي"، من وحدة التحكم الالكتروني المسؤولة عن إدارة مكونات المنظومة وجهاز الاتصالات اللاسلكي الرقمي، الذي يمكنه نقل صور وبيانات أرض المعركة، ويوجد مع القائد، ومنظومة ملاحية مكونة من بوصلة منشورية مع الجندي وجهاز تحديد الموقع بالقمر الصناعي GPS مع القائد، وحاسب خدمات شاقة لنقل البيانات إلى المستويات الأعلى للقيادة وتخزين المعلومات ويوجد أيضا&مع القائد، وأخيرا الأفرول المُزود بالدرع المضاد للرصاص للحماية الأمامية والخلفية والجانبية للكتف والذراع، مع قدرة إضافة نظام MOLLE لحمل مخازن الذخيرة والقنابل اليدوية وأجهزة الاتصالات.

دخول العصر التكنولوجي
حسب الخبير الاستيراتيجي اللواء جمال مظلوم، فإن المعرض الأول للأمن والدفاع فرصة عظيمة للتأكيد على ريادة مصر، مشيرًا إلى أنه قدم نماذج رائعة من الصناعات العسكرية المصرية الخالصة، ودلل على أن مصر تتمتع بالأمن والاستقرار، وأنها ماضية على الطريق الصحيح.

أضاف لـ"إيلاف" أن مصر دخلت مرحلة إنتاج المعدات العسكرية الحديثة، ومنها الدبابات والطائرات، والعائمات البحرية، ومنها الفرقاطة "الشبحية"، التي تم تصنيعها محليًا بالتعاون مع فرنسا.

ولفت إلى أن الفرقاطة ليست معدة خفيفة، ليست زورقًا أو مركبًا صغيرًا، بل معدة ثقيلة، منوهًا بأن مصر دخلت مرحلة التكنولوجيا الحديثة، لأنها تضم أجهزة اتصال وأسلحة ورادارات وغيرها من التكنولوجيا المتقدمة.

اكتفاء عربي ذاتي
أشار إلى أن مصر تسعى إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي للمنطقة العربية، فبدلًا من الاعتماد على الغرب، يمكن أن تقدم مصر المعدات العسكرية إلى الدول العربية، لاسيما أنها تعتبر أكبر مستورد للأسلحة على المستوى الدولي.

وأوضح أن تصنيع الفرقاطة والدبابات والمدرعات يأتي في إطار إعادة تطوير قدرات القوات المسلحة في مختلف قطاعاتها وأسلحتها، كما هو حاصل في القوات الجوية والبحرية والبرية.

مدرعة مصرية

قال مظلوم إن مصر تأخرت كثيرًا في الدخول إلى مرحلة التصنيع العسكري الثقيل، مرجًعا ذلك إلى أنها خاضت العديد من الحروب الطويلة، منذ العام 1948، مشيرًا إلى أنها تعرّضت للانهاك.

تقليل الاستيراد
وأشار إلى أن مصر كانت تحتاج وقفة من أجل تحقيق النهوض والاستقرار للدولة، منوهًا بأن وجهات نظر بعض المثقفين والسياسيين، تقول إن مصر ليست في حاجة إلى استيراد الأسلحة أو دخول مجال التصنيع العسكري، لاسيما بعد إبرام اتفاقية السلام مع إسرائيل في العام 1979، بل إن بعض الأصوات كانت تنادي بضرورة تخفيض عدد قوات الجيش، مشيرًا إلى أن مصر تعرّضت لضغوط خارجية كثيرة في هذا الصدد، أيضًا، لعدم التوسع في الأسلحة أو عدد القوات.

وقال إن القوات المسلحة تعرّضت لهجمة شديدة في منتصف الثمانينات وأوائل التسعينات، تطالب بخفض الانفاق العسكري، وترى أنه لم تعد&هناك حاجة إلى التسليح بعد اتفاقية السلام، منوهًا بأن القوات المسلحة واجهت هذه الهجمة بصدر رحب، وتواصلت مع المثقفين عبر وسائل الإعلام، لتوضيح أهمية أن يكون الجيش قويًا ليحمي السلام، وحتى تكون مصر مستعدة لأية احتمالات.

أفاد بأن الأحداث التي تعرّضت لها مصر ودول المنطقة بعد ما يسمّى "الربيع العربي"، وانتشار الفوضى في دول، مثل ليبيا وسوريا واليمن والعراق، مما ساهم في تقوية شوكة التنظيمات الإرهابية، فرض على مصر ضرورة تطوير الجيش وزيادة تسليحه، بل والدخول في مرحلة التصنيع العسكري للمعدات الثقيلة، وتقليل الاعتماد على الاستيراد وتنويع مصادره.

لمواجهة الإرهاب
وذكر الخبير العسكري أن تلك التهديدات الإرهابية، داخليًا وخارجيًا، وسيادة الفوضى، وتصاعد حدة التحديات للدولة ومؤسساتها، عجل في دخول مصر مرحلة التصنيع العسكري.

يشارك في المعرض 10 وزراء للدفاع من الإمارات، وعمان، والسودان، وفرنسا، واليونان، وقبرص، وجنوب السودان، والكاميرون، وكوريا الجنوبية، والصومال، فضلًا عن 7 رؤساء أركان و7 وزراء للإنتاج الحربي من الدول الشقيقة، إضافة إلى 373 جهة عارضة من صناع أنظمة الدفاع والأمن، إلى جانب أكثر من 10 آلاف زائر، ويتضمن المعرض برنامجًا للمؤتمرات وبرامج لكبار الشخصيات.