أعلن المبعوث الأميركي الخاص لشؤون سوريا، جيمس جيفري، في أعقاب اجتماع "المجموعة المصغرة بشأن سوريا" أن الرئيس الاميركي دونالد ترمب قد يكرر استخدام إستراتيجية في سوريا سبق وأن استُخْدمت في العراق، رافضا التصريحات الروسية في أن واشنطن تدعم القوات الكردية وترغب بتقسيم سوريا&.

تصريحات جيفري تركت ردود فعل متناقضة بين أوساط المعارضة السورية، "إيلاف" رصدت عدة جوانب منها .

ليست صاحبة القرار&

وقال فاتح حسون القيادي في الجيش السوري الحر لـ"إيلاف"&تعليقا على تصريحات جيفري، إن " تصريحات جيمس جيفري يمكن وصفها بأنها محاولة للإيحاء بأن الولايات المتحدة هي صاحبة القرار في الملف السوري".

ولكنه اعتبر أن حقيقة الأمر "أنها حاليا ليست كذلك، فقد تركت الملف السوري بيد الإيرانيين ثم الروس لسنوات مضت، وعندما أرادت التدخل الفعلي دعمت الجهة الخاطئة من وجهة نظر الثورة، ولم تكتفِ بذلك بل أوقفت الدعم عن الجيش الحر وهو الحليف الأول لها".

وأشار الى أنها "صحيح أنها تدعم العملية السياسية، لكن هذا يحدث بطريقة غير مباشرة، فهي تعتبر نفسها كانت حاضرة في القمة الرباعية في اسطنبول لأنها ضمن تصرفات أصدقائها وحلفائها".

ورأى حسون أنه حقيقة "هذا لا يرتقي لدور مناط بدولة عظمى كالولايات المتحدة، ، فهي قادرة على لجم إجرام النظام وأعوانه بطريقة مختلفة، والتصريحات السياسية ما عادت تجدي نفعاً&مع قوات عسكرية لعدة دول انتشرت على الأراضي السورية، منها لصالح الشعب السوري ومنها ضده، فقد كانت تصريحات الادارة السابقة أشد صرامة، لكن لم تقدم سوى مزيد&من التدخل الإجرامي في سوريا للدول الحليفة للنظام".&

وأضاف حسون أنه "ما زالت أميركا تريد العمل بشكل غير مباشر وفعال، وتحاول أن لا تواجه روسيا ولا حتى إيران وجها لوجه، بل من وراء آخرين، قد تكون المصالح الأميركية تتطلب ذلك ، لكنها بالتأكيد لا تصب في صالح الشعب السوري الثائر الذي ذاق أشد أنواع القتل والتهجير" .&

وأكد أن "الولايات المتحدة تستطيع بكل بساطة ودون أن أي خسائر لها أن تقلب الطاولة تماما في سوريا، بأن تصفر مشاكلها مع تركيا، ويتلون اللون الأصفر على خريطة السيطرة في سوريا للون الأخضر" .

روسيا معادية&

من جانبه، قال &ابراهيم ابراهيم المنسق الاعلامي لمجلس سوريا الديمقراطية لـ"إيلاف" إنه "للاسف روسيا تتصرف منذ زمن كدولة معادية لمشروع الشمال السوري عامة والشعب الكردي خاصة، وتواطؤها في احتلال تركيا لعفرين خير دليل على ذلك. وهي في تصريحاتها الاخيرة إنما تشجع تركيا وتشحنها لرفع وتيرة حقدها والإقدام على حماقة قد تؤدي الى مضاعفات من شأنها تعيد الحرب الى درجة الصفر"..

واعتبر أن "الادارة الذاتية لم تدعُ أميركا الى دخول الاراضي السورية، بل ظروف انحسار الدولة وسيطرة الارهاب هما&اللذان&أدخلا اميركا، وحتى الان لم تعترف اميركا بالمشروع السياسي للادارة الذاتية ".

وتساءل ابراهيم "كيف يمكن ان تؤسس لكيان وهي لم تعترف أصلاً بها لا سياسياً ولا قانونياً وتتعامل معها على اساس التعاون العسكري لمحاربة الارهاب الذي روسيا تتعامل معه في ادلب وتجلس معه في الأستانة .".

واعتبر المسؤول الكردي أن "روسيا تحاول تصفية حساباتها الأيديولوجية مع اميركا على حساب مكونات الشمال السوري وهذا امر غير معقول وسيفشل".

وقال: " مشروع ما سمته روسيا وتركيا بالكيان الكردي هو مشروع مستحيل لاسباب ذاتية وموضوعية كثيرة، لاسيما وان الادارة الذاتية دعت ومازالت تدعو الدولة للحوار الجدي اذا كيف يمكن انشاء كيان منفصل والإدارة يومياً تطالب بالحوار من اجل سوريا جديدة".

ورأى أنه تستطيع "روسيا والنظام سحب البساط من تحت أقدام اميركا بالتنازل عن الاستعلاء والاعتراف بالشمال السوري وإدارتها كجزء من سوريا لامركزية، خاصة وان الادارة الذاتية أكدت وتؤكد انها جزء من سوريا ولا يمكن لها القبول بتقسيم سوريا"..

وقال أيضا " وإذا كانت روسيا صادقة، فلتخرج الارهابيين من عفرين وآدلب ولتوقف عمليات النهب والسرقة والقتل في عفرين وقتها يتأكد العالم من صدق موقف روسيا".

واشنطن متمسكة بسوريا موحدة&

وكان &جيفري قد قال: "لدى الرئيس الاميركي كقائد أعلى للقوات المسلحة ومدير سياساتنا الخارجية، خيارات مختلفة بشأن انخراط قواتنا، تذكروا كيف كنا موجودين ليس في شمال العراق، بل فوق أجوائه، خلال 13 عاما ضمن إطار عملية المراقبة الشمالية”.

ولفت جيفري إلى أن الولايات المتحدة لن تبقى في سوريا إلى الأبد، بل حتى تحقيق شروطها، وهي إلحاق هزيمة نهائية بتنظيم الدولة، وانسحاب القوات الإيرانية من جميع أنحاء سوريا.

ورفض جيفري الاتهامات الموجهة إلى الولايات المتحدة من قبل روسيا بالسعي إلى تقسيم سوريا عن طريق دعم الحركات الكردية الانفصالية، مؤكدا أن واشنطن متمسكة بوحدة الأراضي السورية ضمن حدودها الحالية.

اشراك الأكراد&

وكان مجلس سوريا الديمقراطية أصدر بيانا إلى الرأي العام قال فيه إنه "في إطار سلسلة من التصريحات التي يدلي بها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بما يخص التواجد الأميركي في شمال سوريا، يأتي تصريحه الأخير حول شرقي الفرات والقضية الكردية بشكل مريب ومثير للقلق".

وقال مجلس سوريا الديمقراطية، إنتا "كطرف سياسي نسعى لحل الأزمة السورية بالطرق السلمية والديمقراطية ، وننظر للقضية الكردية بصفتها قضية وطنية يجب حلها وفق المواثيق الدولية وأن تعالج دستوريا في إطار وحدة سوريا وتؤكد الحقوق المنوط بها مع &حقوق كافة المكونات كمبدأ أساسي لإحلال الأمن والسلام في البلاد" .

لذلك رفض مجلس سوريا الديمقراطية مثل هذه التصريحات التي لا تسهم إلا في إثارة القلاقل وزعزعة أمن واستقرار المنطقة التي حافظت على السلم الأهلي وحياة المواطنين، وحاربت الإرهاب ودحرت داعش في معاقله.

وأكد البيان على إستقلالية &قرار قوات سوريا الديمقراطية "وإرادتنا الوطنية السورية الحرة ، ورفضنا التام لإدخالنا في سياسات المحاور ، وإعتبارنا كأداة للتحريض والابتزاز".

وطالب "الحكومة الروسية بالالتفات نحو النتائج المدمرة للاتفاق الروسي - التركي بشأن عفرين ، ووقف الجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها المحتل التركي وأعوانه الإرهابيون&بحق عفرين وأهلها”، كما طالب الحكومة الروسية بالتعجيل للحل السياسي وعدم ترحيل الأزمة بتصريحات غير واقعية،
وشدد البيان &على ضرورة مشاركة الأكراد في العملية السياسية كحق لنا ، لإنهاء الأزمة في سوريا وتثبيت الأمن والاستقرار ووحدة البلاد.