يبدو فيلم&"الأرض المتجولة"، المقتبس من كتاب خيال علمي من تأليف كاتب صيني بارز، نقلة في آلية تناول مستقبل الأرض من زاوية الخيال العلمي، حيث لم يعد الأمر مقصوراً على الدول الغربية، وبات الاهتمام بالمسألة متنوعاً ومتعدداً.

أشرف أبوجلالة من القاهرة: في وقت تكثر فيه التكهنات التي يذهب إليها البعض بخصوص مستقبل الكرة الأرضية وما قد يحدث لها في ما هو قادم من سنوات، عقودا أو قرونا، فكما هو المعتاد يكون للسينما نصيبها في تناول تلك السيناريوهات المحتملة، وبالطبع ينطوي أغلبها على قدر كبير من الخيال العلمي الذي يقترن بالطبع بتوقعات كلها مخيفة.

آخر الأعمال، ذلك الفيلم الصيني المثير المنتمي لفئة "أفلام الخيال العلمي" وهو فيلم&"الأرض المتجولة"، المتوقع صدوره العام المقبل، وهو مقتبس من كتاب خيال علمي يحمل الاسم نفسه من تأليف الكاتب الصيني البارز، سيكسين ليو.

ويعدّ هذا الفيلم نقلة في آلية تناول مستقبل الأرض من زاوية الخيال العلمي، حيث لم يعد الأمر مقصوراً على الدول الغربية، وبات الاهتمام بالمسألة متنوعاً ومتعدداً، وها هو الخيال العلمي الصيني يفرض نفسه بقوة خلال السنوات الأخيرة، بنشر كتب بارزة مثل كتاب "مشكلة الجسم الثلاثي" للكاتب، سيكسين ليو، وذلك بالاتساق مع حالة الرواج التي تشهدها صناعة "الخيال العلمي" حول العالم في تلك الأثناء.

ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية عن مينغوي سونغ، الأستاذ المشارك في كلية ويلسلي المتخصصة في علوم الخيال العلمي والأدب الصيني، قوله "تحول الخيال العلمي الآن إلى ظاهرة عالمية، وبات واحداً من أهم التطورات الحاصلة في هذا النوع من الأعمال لأنه يتجاوز تلك الهيمنة الغربية وخصوصاً الأنجلو أميركية على هذا النوع".

وتابعت بي بي سي بلفتها إلى أن تلك الحركة الجديدة باتت متنوعة وباتت تضم كل شيء بدءًا من الروايات العلمية الروسية – التي تحظي بتاريخ ممتد حتى القرن ال 19 – وانتهاء بالحركة المستقبلية الإفريقية (Afrofuturism) المتجذرة في تجارب القمع الأسود، إلى جانب تغطيتها الكتب الصينية التي تتعامل مع المخلوقات الفضائية والتاريخ الثوري والأفلام المكسيكية المستقبلية عن الهجرة والتجارة الحرة.

فيما قالت أنينديتا بانيرجي وهي أستاذة مشاركة في جامعة كورنيل وتركز في أبحاثها على الخيال العلمي العالمي "تُنتَج الآن أعمال الخيال العلمي الأكثر إثارة للاهتمام بكافة أنواع الأماكن غير التقليدية. لكن تلك الظاهرة، التي بدأت تنطلق الآن من مناطق كالصين أو إفريقيا، تحظي أيضاً بتاريخ طويل يسبق الزهوة التي تشهدها اليوم".

ومضت بي بي سي تشير إلى أن شعبية أعمال الخيال العلمي الصينية بدأت تتزايد في الغرب خلال الوقت الراهن بفضل الترجمات الإنكليزية لكتاب من أمثال سيكسين ليو وهاو جينجفانج، موضحة أنه يُنظَر للخيال العلمي الصيني على أنه انعكاس لرواية الصين الصاعدة والمتطورة بسرعة، وهو ما بات منتشراً بشكل متزايد أيضاً في الغرب.

ثم تحدثت بي بي سي عن المستقبلية الإفريقية (Afrofuturism) بقولها إنها عبارة عن شكل فني يبحث عن الحقائق غير المرئية، ونقلت بهذا الصدد عن سوزانا موريس، الأستاذة المشاركة لدى معهد جورجيا للتكنولوجيا المتخصص في المستقبلية الإفريقية، قولها "إذا نظرت للأعمال التي تصور المستقبل، بدءًا من فيلم بليد رانر وانتهاءً بمسلسل ذا جتسونز، ستجد أن المستقبل غالباً ما ينطوي على الأناس الأكثر بياضاً، في حين أن الناس من باقي الأعراق غالباً ما يكونون&مفقودين. وتعني الحركة المستقبلية الإفريقية بإعادة تصور وإعادة تخيل ما قد يبدو عليه المشهد المستقبلي مع تمركز محور الاهتمام حول الأشخاص ذوي البشرة السوداء".

تلفت BBC إلى أن أعمال الخيال العلمي الروسية والشرق أوروبية تحظى&بتاريخ حافل ممتد حتى القرن التاسع عشر، حيث قدَّمَت كتاباً بارزين مثل الكاتب الروسي، يفغيني زامياتين، والبولندي، ستانيسلاف ليم، وألكسندر بوغدانوف.

وختمت بقولها إن هذا التطور الذي شهده الخيال العلمي حول العالم أثار تساؤلات حول الطريقة التي نفكر بها بشأن تطور هذا النوع من الأعمال.

وهنا عاودت أنينديتا بانيرجي لتقول "كانت النظرة التقليدية للخيال العلمي هي أنه امتد بالتوازي مع انتشار الرأسمالية الصناعية حول العالم. لذا من المفترض أنه انتقل من الغرب إلى بقية دول العالم، لأن الغرب كان أول مكان تترسخ فيه الرأسمالية الصناعية. وها هي تلك النظرة بدأت تتغير الآن، وبدأنا نفكر بشأن ما يحدث خارج الغرب".

أعدت "إيلاف" المادة نقلاً عن هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".