اعتبر وزير الخارجية الأميركي السابق ريكس تيلرسون في مقابلة تلفزيونية أن الرئيس دونالد ترمب "غير منضبط"، وأراد دائمًا خرق القانون، ليأتي رد الرئيس الأميركي الجمعة بشكل قوي، حيث وصف تيلرسون بأنه كان "غبيًا كصخرة".&

إيلاف من واشنطن: "شتم" الرئيس الأميركي دونالد ترمب علنًا الجمعة ريكس تيلرسون، ووصفه بأنه "غبي"، معبّرًا بذلك عن غضبه من انتقادات وجّهها إليه الرجل، الذي كان قد عيّنه من قبل وزيرًا للخارجية في إدارته.

الرئيس الأميركي معروف بتصريحاته الساخرة من خصومه والمقربين منه الذين يثيرون غضبه، لكن هذه التصريحات القاسية عن رجل شغل أحد أهم المناصب في إدارته لا سابق لها في التاريخ السياسي الحديث للولايات المتحدة.

غبي وكسول
كتب ترامب في تغريدة "مايك بومبيو يقوم بعمل رائع، وأنا فخور جدًا به". أضاف أن "سلفه ريكس تيلرسون لم يكن يتمتع بالقدرات العقلية اللازمة. كان غبيًا مثل صخرة، وكان يفترض أن أتخلص منه بسرعة أكبر"، مؤكدًا أنها "لعبة جديدة تمامًا الآن وروح عظيمة للدولة".

تابع ترمب في تغريداته عن الرئيس السابق لمجلس إدارة مجموعة إكسون موبيل "كان كسولًا جدًا". التناقض كبير بين هذه التصريحات والتغريدة التي كتبها قبل عامين، عندما عيّن تيلرسون وزيرًا للخارجية. وقد وصفه حينذاك بأنه "أحد أعظم رؤساء الشركات في العالم".

ويشغل وزير الخارجية في الإدارة الأميركية منصبًا أساسيًا. فهو مسؤول عن سبعين ألف دبلوماسي وموظف ومتعاقد، ويشرف على 250 سفارة وقنصلية في العالم.

تيلرسون، الذي طُرد من وظيفته في مارس الماضي، لم يحاول أبدًا أن يخفي علاقته السيئة مع ترمب خلال مقابلة نادرة الخميس، كجزء من عشاء خيري في مسقط رأسه تكساس.

اختلاف أساليب
ما أثار غضب الرئيس الأميركي هو مقابلة أجرتها شبكة "سي بي إس" مع وزير الخارجية السابق، الذي كان متحفظًا جدًا منذ إقالته فجأة في مارس الماضي.

قال ريكس تيلرسون "وجدت صعوبة أنا الآتي من مجموعة إكسون موبيل المنضبطة جدًا والصارمة جدًا في عملها، في العمل مع رجل غير منضبط، ولا يحب القراءة، ولا يقرأ التقارير، ولا يحب البحث في التفاصيل، لكنه يفضل أن يقول (هذا ما أفكر فيه)".

أضاف "كنت اضطر لأن أقول له (سيدي الرئيس أتفهم ما تريد أن تفعله، لكن لا يمكنكم فعله بهذه الطريقة، هذا مخالف قانونًا، وهذا ينتهك معاهدة). كان هذا يثير استياءه إلى حد كبير". تابع تيلرسون للصحافي المخضرم بوب شيفر على قناة "سي بي إس" التي بثت مقاطع من المقابلة "أعتقد أن جزءًا من ذلك يعود في الحقيقة إلى اختلاف أساليبنا في شكل صارخ".

أضاف "شعرت بإحباط كبير. أعتقد أنه سئم مني لكوني الرجل الذي يقول له كل يوم لا تستطيع فعل هذا، ودعنا نتكلم حول ما الذي نستطيع فعله".

وعندما كان تيلرسون وزيرًا للخارجية، كانت الخلافات بين الرجلين واضحة حول عدد كبير من القضايا، من المناخ إلى إيران.
ولم يسهل الرئيس الأميركي يومًا مهمة وزير الخارجية. فقد حرمه أولًا من الملف الفلسطيني الإسرائيلي، الذي يرتدي أهمية رمزية كبيرة، وعهد به إلى صهره جاريد كوشنير. بعد ذلك اتخذ مبادرات عديدة للابتعاد عن التعددية على الساحة الدولية.

في نهاية 2017، انتقد الرئيس ترمب علنًا وزير الخارجية في خطوة نادرة، لأنه تحدث عن وجود قنوات اتصال تهدف إلى سبر نوايا كوريا الشمالية. وكتب على تويتر "إنه يضيّع وقته في التفاوض". أضاف "إحتفظ بطاقتك ريكس سنفعل ما يجب علينا فعله".

وبات الخلاف يرتدي طابعًا شخصيًا أكبر عندما ذكرت شبكة التلفزيون الأميركية "إن بي سي" أن تيلرسون وصف في نهاية اجتماع في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، ترمب بأنه "متخلف عقليًا". واضطر وزير الخارجية بعد هذه الواقعة للتأكيد علنًا أنه يدعم الرئيس، و"يلتزم العمل من أجل نجاحه".

وقال آرون ديفيد ميلر الدبلوماسي السابق والمفاوض في عدد من الإدارات الديموقراطية والجمهورية، إن السؤال أصبح يتعلق بمعرفة ما إذا كان ريكس تيلرسون، الذي أهانه الرئيس على تويتر، "سيبدأ برواية كل شيء". أضاف ميلر في تغريدة على تويتر "لم ألتقه من قبل، لكنني أشك في ذلك".
&

&