كشف تقرير صحافي نشر في لندن أن أجهزة الاستخبارات البريطانية أعدّت قائمة تشمل ستة من رجال الأعمال الروس البارزين لعلاقاتهم بالرئيس فلاديمير بوتين، من بينهم مالك نادي تشيلسي لكرة القدم، رومان أبراموفيتش.

إيلاف: قالت صحيفة (دايلي تلغراف)، إن من بين رجال الأعمال الذين تراقب الاستخبارات البريطانية تحركاتهم، آليشر أوسمانوف، وهو من أثرياء صناعة الحديد، وباع في الصيف الماضي حصته في نادي (آرسنال) بقيمة 550 مليون جنيه إسترليني، كما إن شركته لها علاقة بنادي (إيفرتون).

تضيف الصحيفة أن أهمية مراقبة تحركات أبراموفيتش تكمن في أنه أبرز الشخصيات الروسية التي لديها استثمارات في بريطانيا، ووضعه على قائمة الاستخبارات يثير الشكوك في استمرار استحواذه على فريق تشيلسي.

وكانت السلطات البريطانية منعت أبراموفيتش من دخول البلاد على الرغم من أنه يملك ثلاثة منازل في لندن. وهو ما دفعه إلى طلب الجنسية الإسرائيلية ليتمكن من دخول بريطانيا من دون تأشيرة.

يعد أبراموفيتش واحدًا من أكبر أغنياء بريطانيا منذ اشترى نادي تشلسي الذي يلعب في الدوري الإنكليزي الممتاز عام 2003.

جنسية إسرائيلية
لم تتأكد إلى الآن عودة أبراموفيتش إلى بريطانيا منذ حصوله على الجنسية الإسرائيلية. وأثارت هذه الإجراءات البريطانية غضب الكرملين، الذي اتهم الحكومات الغربية بالأعمال العدائية.

وتشهد العلاقات الروسية البريطانية توترًا منذ حادث تسميم العميل المزدوج الروسي السابق سيرغي سكريبال في بريطانيا في شهر مارس 2018، واتهام لندن لموسكو بالضلوع فيه. ونفى الكرملين أي دور له في الحادث.

وكان موقع تابع لصحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية قال في مايو إن الملياردير أبراموفيتش مالك نادي تشلسي حصل على الجنسية الإسرائيلية. وقال موقع (واي نت) التابع للصحيفة، إن الملياردير حصل على وثائق تؤكد وضعه كمواطن إسرائيلي بعدما اشترى عقارًا كان فندقًا في السابق في حي قديم في تل أبيب قريب من شاطئ البحر المتوسط.

تمنح إسرائيل الجنسية إلى أي يهودي يرغب في الانتقال إليها، ويمكن إصدار جواز سفر للحاصل على الجنسية على الفور. كما يمكن لحاملي جواز السفر الإسرائيلي دخول بريطانيا من دون تأشيرة لفترات قصيرة، لكن العمل هناك يستلزم الحصول على تأشيرة.&

إمبراطور نفط
يذكر أن الملياردير أبراموفيتش المولود في العام 1966، هو أحد أباطرة النفط والألومونيوم والصلب في روسيا، وهو مالك نادي تشيلسي الإنكليزي، كما إنه المالك الرئيس أيضًا لشركة Millhouse Capital للاستثمار، ويعتبر أحد أبرز رموز الأوليغاركية في روسيا.&

وفي عام 2006 قدرت مجلة فوربس ثروته بنحو 18.2 مليار دولار، في حين قدّرتها مصادر أخرى عام 2007 بنحو 21 مليار دولار، ما يجعله أغنى رجل في روسيا، وثاني أغنى رجل في بريطانيا، كما إنه أحد أصغر مليارديرات العالم عمرًا.

وفقًا لمجلة فوربس - Forbes ، فإنه كانت لأبراموفيتش قيمة صافية بلغت 7.6 مليار دولار، في 2016، مما جعله في المرتبة 151 كأغنى شخص في العالم. وفي مارس 2017، قدرت بلومبرغ ثروته بمبلغ 10.4 مليار دولار.&

وقبل الأزمة المالية لعام 2008، كان أبراموفيتش يعتبر أغنى شخص يعيش داخل المملكة المتحدة. وفي وقت مبكر من عام 2009، قدرت صحيفة (التايمز) أنه بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية فقد ثلاثة مليارات جنيه إسترليني من ثروته التي بلغت 11.7 مليار جنيه إسترليني.
&
نبذة&
يشار إلى أن إبراموفيتش كان ولد لأسرة يهودية في ساراتوف في روسيا زمن الاتحاد السوفياتي السابق. ونشأ في طفولته يتيم الأبوين، كما لم يكمل تعليمه الجامعي، وهو مطلق، ولديه 5 أطفال.&

قام في بداية تسعينات القرن العشرين بجمع ثروته الهائلة عبر سلسلة من الصفقات، التي أثارت الكثير من الجدل حولها. وفي عام 1995 قام مع بوريس بيريزوفسكي بالاستحواذ على شركة النفط الروسية العملاقة السابقة سيبنفت مقابل دفع جزء صغير من قيمتها السوقية.

وحين فر بيريزوفسكي في العام 2000 من قضايا تحايل لاحقته في روسيا، وقام ببيع حصته في الشركة لأبراموفيتش الذي اشترى بعد ذلك نادي تشيلسي الإنكليزي.

وفي عامي 2003 و2004 باع إبراموفيتش حصته في قطاع الألومنيوم الروسي للملياردير أوليج دريباسكا مقابل 2 مليار دولار. وفي 2005 قام بتصفية أكبر أملاكه ببيعه حصته البالغة 72.6% من سيبنفت إلى شركة غازبروم مقابل 13 مليار دولار. لكنه في المقابل وسع استثماراته في قطاع الحديد الصلب.

مجلس الدوما
وكان إبراموفيتش انتخب العام 1999 عضوًا في مجلس الدوما. ومنذ العام 2000 أصبح إبراموفيتش حاكمًا لمنطقة تشوكوتكا (Chukotka) النائية في أقصى شمال شرق روسيا. وقد أعيد تنصيبه في المنصب عينه على خلاف إرادته مجددًا عام 2005.&

خلال فترة إدارته تلك تبرع بقرابة مليار دولار لمشاريع عديدة لتوفير الخدمات والبنية التحتية في تلك المنطقة. لكنه في المقابل استفاد من إعفاءات ضريبية كبيرة بمئات الملايين وفرتها له تشوكوتكا.

يذكر أن أبراموفيتش ينتمي إلى الطبقة الثرية التي تسمى (الأوليغارشية) التي سيطرت على روسيا قبل انهيار الاتحاد السوفياتي بقليل، وصارت تتحكم في القرار السياسي للدولة، وتسيّر عمل البلد وفقًا لأهدافها.&

وتشير التقارير إلى أن أبراموفيتش كان أحد أعضاء هذه الطبقة في عهد يلتسين، واتي تتمتع بقوة غير عادية بسبب تأثيرها الكبير داخل الكرملين، مما سمح لها بشراء أصول حكومية بأسعار متدنية جدًّا.

إمبراطورية
خلال سنوات حكم يلتسين كوّن أبراموفيتش إمبراطوريته التجارية في الصلب والطيران والتأمين والسيارات. ولم يكن معروفًا بشكل دقيق كيف حصل على هذه الثروة الضخمة.&

وفقًا لتصريحات سابقة لرجل الأعمال الروسي، فإنه قال إنه قام ببناء ثروته من خلال العمل الجاد والمخاطر المرتبطة بممارسة الأعمال التجارية في روسيا، لكن ما هو معروف أنه سرعان ما انتقل إلى تجارة النفط، التي يمكن القول إنها أعظم ثروات روسيا الطبيعية.

إلى ذلك، فإنه مع تسلم فلاديمير بوتين زمام السلطة بدعم من يلتسين، أخذ وعدًا بتحطيم أصنام الأوليغارشية وإعادة ثرواتهم إلى كنف الدولة. وواحدًا تلو الآخر تم إسقاط رجال الأعمال الطامعين في السلطة أيضًا بعد عدم اقتناعهم بقدرة بوتين بالسيطرة على البلاد وتشكيكهم في قوته المحلية.

وأصبحت حياة الأوليغارشية الروسية محفوفة بالمخاطر، لكن أبراموفيتش أدرك مبكرًا تلك الجدية والقسوة في وجه بوتين، وبسرعة وقف بمحاذاة الرئيس الجديد للبلاد بوتين، وقدم الولاء المطلق للحفاظ على ثرواته ومكانته من خلال مساهمته بملايين الدولارات في مشاريع لخدمة البلاد.

مكافأة&
ومكافأة له على دعم بوتين تستلم رومان منصب حاكم ولاية شوكوتكا، لكنه ترك منصبه بعد 7 أعوام، ورفض طلبًا مشابهًا مسبقًا قبل عامين من قبل الكرملين. وفي 2006 اعترف الملياردير الروسي بأن الخوف من تلقي مصير مشابه للذين رفضوا التعاون مع الرئيس قد لعب دورًا في قرار قبوله للمنصب مستشهدًا على ذلك بمثل روسي يقول: "لن تكون في مأمن أبدًا من السجن والفقر".

ورغم تخلي رومان أبراموفيتش عن منصبه الحكومي الرفيع في بلاده ومغادرته للبلاد، فإنه حافظ على علاقة جيدة مع بوتين، فكان قد استثمر في أكاديمية كونوبليوف لكرة القدم لتجهيز جيل كروي روسي قادر على المنافسة في المحافل العالمية، والأكاديمية نفسها كانت مسؤولة عن دفع راتب المدرب الهولندي غوس هيدينك عندما كان مدربًا للمنتخب الروسي.

إضافة إلى ذلك، كان أبراموفيتش ضمن الوفد الروسي الذي سافر إلى زيورخ عشية التصويت على استضافة حقوق المونديال في عام 2010. وبعد نيل الروس شرف الاستضافة، طالب بوتين صديقه القديم بفتح محفظته من أجل مساعدة الحكومة الروسية في نفقات تجهيز الملاعب والبنى التحتية.