فيما رفعت الأعلام العراقية على المنازل والمؤسسات اليوم احتفالًا بالذكرى الأولى لإعلان النصر على تنظيم داعش فإن الحكومة منحت المواطنين عطلة رسمية، ويوجّه رئيس الحكومة كلمة إلى الشعب، كما يتم افتتاح المنطقة الخضراء بعد 15 عامًا من إغلاقها، في حين تم الإعلان عن إجراءات لتأمين الحدود مع سوريا ومنع اختراقها وتعزيزها بالمراقبة والاستطلاع الجوي.

إيلاف: أعلنت السلطات العراقية عن برامج واسعة للاحتفال بالذكرى الأولى لإعلان النصر ضد تنظيم داعش وطرده من البلاد بعدما احتل ثلثي مساحتها لحوالى ثلاث سنوات، ودعت جميع المواطنين إلى رفع الأعلام العراقية فوق المؤسسات والبيوت والشوارع ‏والسيارات وإلى تبادل التهاني بهذا النصر الكبير.

وطالبت جميع وسائل الإعلام العراقية بـ"الاحتفال بالنصر والاحتفاء بمقاتلينا الابطال الذين حرروا الارض وإبراز ‏المنجزات والتضحيات الإنسانية الباهرة التي صاحبت الانتصارات العسكرية".. فيما هنأ رئيس الحكومة عادل عبد المهدي الشعب العراقي &بالذكرى الأولى للانتصار ‏على داعش، منوهًا بأن "الاحتفال يشمل توجيه كلمة ‏متلفزة من رئيس الوزراء إلى الشعب العراقي في الساعة ‏التاسعة صباحًا".‏

أضافت رئاسة الحكومة "أن هناك وقفة لمدة دقيقة واحدة في تمام الساعة الواحدة ظهرًا في جميع ‏المؤسسات والشوارع والأسواق وغيرها في عموم العراق لقراءة سورة الفاتحة ‏والصلاة والدعاء والابتهال والتفكر ترحمًا على أرواح شهدائنا الأبرار وتضامنًا مع ‏عوائلهم ومع الجرحى الذين كانوا سبب نصرنا الكبير، إضافة إلى إطلاق الألعاب ‏النارية والاحتفالات العامة مساء يوم الاثنين في عموم العراق".

يأتي إعلان العراق الاحتفال بذكرى النصر على داعش رغم استمرار تحركات التنظيم في مناطق العراق الشمالية والغربية وتنفيذه لأعمال إرهابية بمهاجمة قرى وتفجير مفخخات ومحاولات عبور الحدود السورية إلى العراق وسط محاولات لإعادة تنظيم خلاياه المسلحة. & &

وكان رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي قد شدد في الأسبوع الماضي على أهمية استمرار المتابعة الميدانية في جميع القواطع وتكثيف الجهد الاستخباري والتنسيق العالي بين مختلف الصنوف والتشكيلات الأمنية لرصد وردع أي محاولة إرهابية لبقايا تنظيم داعش.

من جهته، قال رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني أيضًا إنه "من المؤسف أن داعش لم ينته، وقد عاد إلى بعض المناطق بكثافة". وأوضح أن "حرب داعش الآن أصعب، لأننا لا نعرف بالضبط مواقعهم، وقد عادوا علنًا إلى بعض المحافظات وبقوة، لأن أسباب ظهور داعش لم تعالج، وداعش مازال موجودًا، ويمثل خطرًا، والتعامل معه إلى الآن كان مع النتائج، وليس مع الأسباب".

وكان القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي قد أعلن في التاسع من ديسمبر عام 2017 النصر النهائي على تنظيم داعش، بعدما طردت القوات العراقية آخر فلوله من البلاد بعد ثلاث سنوات من سيطرته على نحو ثلث أراضي العراق. وقال العبادي في خطاب متلفز"أيها العراقيون: إن أرضكم قد تحررت بالكامل، وإن مدنكم وقراكم المغتصبة عادت إلى حضن الوطن.. وحلم التحرير أصبح حقيقة وملك اليد". وأعلن العبادي أن العاشر من ديسمبر أصبح عطلة وطنية سيتم الاحتفال بها في كل عام. &

افتتاح الخضراء
ووجّه رئيس الحكومة الوزراء عادل عبد المهدي بفتح شوارع المنطقة الخضراء المحمية في وسط العاصمة بغداد بعد إغلاقها في وجه المواطنين منذ سقوط النظام السابق عام 2003 من الساعة الخامسة مساء ولغاية الساعة العاشرة مساء بدءًا من الاثنين ولمدة أسبوعين، يتم خلالها تقييم التجربة والتوسع فيها بما يضمن راحة المواطنين.

وقامت القوات الأمنية العراقية على مدى الأسبوعين الماضيين برفع الحواجز الكونكريتية حول المنطقة التي&جاء افتتاحها للساعات الخمس يوميًا بسبب تحفظ السفارة الأميركية وسفارات دول غربية أخرى على ذلك، ومطالبتها السلطات العراقية بضرورة التريث في الافتتاح، ريثما يتم اتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة لكشف وإحباط أي اختراق أمني يستهدفها.

يشار إلى أن المنطقة الخضراء هو الاسم الشائع للحي الدولي في بغداد، وأنشأتها قوات التحالف الدولي التي احتلت العراق عام 2003، وتبلغ مساحتها عشرة كيلومترات مربعة، وتقع في وسط العاصمة، وهي من أكثر المواقع تحصنًا في العراق. وكان اسم المنطقة القديم هو كرادة مريم، وكانت منطقة سكنية لأعضاء الحكومة في عهد النظام السابق، وتضم العديد من الوزارات، وتحوي عددًا من قصور الرئيس السابق صدام حسين وأبنائه. ومن أكبر القصور ضمن هذه المنطقة كان القصر الجمهوري وقصر السلام.&

في هذه المنطقة نحو 3 آلاف وحدة سكنية قامت القوات الأميركية بترحيل أصحابها لتأسيس ما عرفت لاحقًا بالمنطقة الخضراء، ويحصل أصحاب تلك المنازل على بدل إيجار متفاوت من الحكومة ثمنًا لإشغال منازلهم.

من شأن افتتاح المنطقة الخضراء أو الشوارع حولها المساعدة على تخفيف الازدحام في وسط العاصمة التي تشهد حاليًا فترة هدوء أمني نسبي.

أجراس الكنائس تقرع
وبمناسبة الاحتفال اليوم بذكرى إعلان النصر، دعا البطريرك مار لويس روفائيل ساكو بطريرك بابل الكلدان في العراق والعالم العراقيين ليكونوا فريقًا واحدًا لتفكيك ثقافة داعش الهدامة.

وقال ساكو في بيان "بمناسبة مرور عام على دحر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الإرهابي ندعو العراقيين بجميع أطيافهم إلى أن يكونوا فريقًا واحدًا، لتفكيك ثقافة داعش الهدّامة، وتوعية الناس بخطر التطرف والإرهاب، والعمل على إشاعة ثقافة قبول الآخر وترسيخ قيم السلام والمواطنة وتعزيز العيش المشترك"، معبّرًا عن تمنياته في أن يشهد العراق نهضة حقيقية في ظل الحكومة الجديدة.

وأضاف "وجّهنا رعايانا بقرع الأجراس في كنائسنا ورفع الصلوات من أجل السلام والاستقرار، وذلك الاثنين في تمام الساعة التاسعة صباحًا، احتفاء بهذا الإنجاز الكبير".

تأمين الحدود العراقية ومنع اختراقها وتعزيزها بالمراقبة الجوية
أعلن في بغداد عن إجراءات لتأمين الحدود العراقية مع سوريا ومنع اختراقها وتعزيزها بالمراقبة والاستطلاع الجوي.

جاء ذلك خلال اجتماع عقده القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي خلال ترؤسه اجتماعًا مساء أمس للقيادات الأمنية والعسكرية والاستخبارية لتقييم الوضع الأمني في عموم البلاد، حيث جرت مناقشة موسعة للوضع في الحدود العراقية السورية.

وقدم قائد قوات حرس الحدود الفريق الركن حامد عبد الله إبراهيم عرضًا عن وضع الحدود والإجراءات المتخذة لتأمينها وتعزيزها بالكاميرات، فيما أكد عبد المهدي على أهمية التدقيق ومتابعة المعلومات للحفاظ على النصر والاستمرار بملاحقة الخلايا الإرهابية للقضاء عليها.

وشدد على أهمية اتخاذ جميع الإجراءات الكفيلة بمسك الحدود وتأمينها ومنع تسلل العصابات الإرهابية والإجرامية منها، كما تم تشكيل فريق عمل لتقييم القطعات العسكرية وإعادة انتشارها بما يخدم تحقيق الاستقرار الأمني وعدم الترهل بالقطعات العسكرية وأن يقدم الفريق تقريره خلال فترة شهر واحد، كما قال بيان رسمي لمكتب رئاسة الحكومة تابعته "إيلاف".

كما جرى تقييم الوضع الأمني في محافظة نينوى وعاصمتها الموصل إثر رسالة رئيس الجمهورية برهم صالح إلى المجلس الوزاري للأمن الوطني بخصوص أوضاع المحافظة نينوى، حيث بيّن الفريق الركن عبد الأمير يار الله ورئيس أركان الجيش الفريق أول الركن عثمان الغانمي ووكيل وزارة الداخلية عقيل الخزعلي، أن الأوضاع في الموصـل مطمئنة، وهناك بعض الأمور التي تجري معالجتها، وكذلك معالجة بؤر الفساد في المحافظة".
&


&