لا يزال تشكيل الحكومة اللبنانية يراوح مكانه، لأسباب عدة، ومنها المواقف المتناقضة للتيارات السياسية في لبنان، التي تقول وتفعل الشيء ونقيضه، في ظل تهافت كبير على تقاسم الحصص في تشكيل الحكومة اللبنانية.

إيلاف من بيروت: "ضاعت الطاسة" في عملية تأليف الحكومة، في ظل المواقف المتناقضة للتيارات السياسية التي تقول وتفعل الشيء ونقيضه.&

فرئيس الجمهورية ميشال عون ينتقد رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ولا يتخلى عنه، ويهدد بالرسالة إلى مجلس النواب، ثم يجمدها، وقوى 8 آذار تتمسك بالرئيس المكلف، ثم تهاجمه، وتضغط عليه محاولة فرض أعراف جديدة، والحريري لا يعتذر ولا يرضخ، ويطالب بتذليل العقبات لتشكيل حكومته، ويرفض التنازل في تمثيل اللقاء التشاوري للنواب السنة المستقلين. أما حزب الله فيتمسك بتفاهمه مع رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر، ويرفض إعطاءهما الثلث المعطل.

وقد رسمت مراجع سياسية صورة قاتمة عن الوضع الحكومي، مبدية خشيتها من انزلاق الأمور إلى تعقيدات أكبر، خصوصًا بعدما تخطّت الأزمة الملف الحكومي، ودخلت خانة الصلاحيات الدستورية لبعض السلطات، بالتوازي مع ما نُسب إلى رئيس الجمهورية من حديث عن بديل من الرئيس المكلف سعد الحريري.

بحسب هذه المراجع، فإنّ الحديث عن مخارج وحلول وسط هذه الأجواء ليس في محله، ذلك أن الأمور بالإشكالات التي طرأت على خط الرئاستين الاولى والثالثة تُنذر بانعدام إمكانية بلوغ حلول، وبالتالي بتعطيل طويل الأمد.

ويبدو من المعطيات المتوافرة أنها لا توحي بأن أيًا من الأطراف المعنية في صدد تقديم التنازلات في سبيل إخراج التشكيلة الحكومية اللبنانية من المأزق الذي وقعت فيه نتيجة غياب التوافق على توزيع الحقائب.

كما يبدو أن الأبواب الحكومية مقفلة، لدرجة باتت تطرح معها علامات الاستفهام حول أسباب التعطيل في ظل الإيجابيات التي تظهر يوميًا من كل الأطراف المعنية، إلا إذا كان ما يقال في العلن هو عكس ما يضمره هؤلاء، وهذا إن صح فإنه يعني أننا سنكون أمام أزمة قد تكون أشدّ تعقيدًا من تلك التي مررنا بها نتيجة الفراغ الرئاسي.

إلغاء الآخر
في هذا الصدد، يلفت النائب السابق نضال طعمة في حديثه لـ"إيلاف" إلى أنه "للأسف الشديد هناك فئات في المجتمع اللبناني لم تعتد بعد أن لا أحد يستطيع إلغاء الآخر، وتريد كل الحصص، وهي تقرر كيف تكون الحكومة المقبلة، ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري كان واضحًا في أنه يريد تشكيل حكومة وفاق ووحدة وطنية، ما يستدعي أن يكون الجميع ممثلين في تلك الحكومة، وكل فئة بقدر ما تمثله من حجم، وهناك فئة تريد العرقلة، وهناك فريق يهوى التعطيل رغم تسليم أمره لرئيس مجلس النواب نبيه بري، لأسباب تخصه هو وخارجة عن الإرادة اللبنانية، ونلاحظ اليوم أن المسألة لا تتعلق بتوزيع الحقائب، بل بمدى التعطيل والبعض الآخر ينتظر أيضًا ما الذي سيجري في المنطقة، وكل هذه الأمور مجتمعة تعرقل الحكومة، رغم أن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري قدم تنازلات على حساب شعبيته وناسه، كما قدم تنازلات سابقة لانتخاب رئيس للجمهورية".

يتابع طعمة: "لا يجوز بعد كل الاتفاقات التي جرت قبل الانتخابات أن تضيع في سبيل "تناتش" الحصص.

24 أم 30؟
وردًا على سؤال هل تبقى عقدة الحكومة في تشكيل 24 وزيرًا أم 30 أم 32 وزيرًا؟. يجيب طعمة أن 30 وزيرًا يبقى أفضل لتمثيل الجميع، لكن الإنتاج سيكون أقل، ولكن إذا أردنا الحديث عن حكومة وحدة وطنية مع التهافت على كل الحقائب، فحكومة من 30 وزيرًا قد تكون خشبة الخلاص للبنان.

تقاسم الحصص
ولدى سؤاله هل بات تشكيل الحكومة في لبنان من خلال تقاسم الحصص و"التناتش" عليها؟، يلفت طعمة إلى أنه للأسف هذا ما يجري في لبنان، والجميع شئنا أم أبينا يتحدث باسم طائفته، وإذا كانت كل طائفة تتمسك بالحقائب حينها يجب العودة إلى تفسير القوانين في لبنان.
&