بعدما أبلغت الدبلوماسية الروسية لبنان بعدم التصعيد إسرائيليًا، وبعدما طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو التزام القرار 1701، ما هو دور روسيا في لجم الحرب الإسرائيلية ضد لبنان؟

بيروت: لا تزال الأوضاع الأمنية على الحدود الجنوبية مع اسرائيل تخطف الأنظار، على الرغم من أن ثمة ما يستبعد خيار الحرب أو المواجهة، بعدما طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو التزام القرار 1701 والتنسيق مع "اليونيفيل" وتجنب التصعيد مع لبنان.&

وفي هذا الإطار، علم ان الديبلوماسية الروسية أبلغت مسؤولين لبنانيين ضمانتها عدم التصعيد الاسرائيلي شرط أن يلتزم لبنان مندرجات الاتفاق ويتجنب أي اجراءات استفزاز، والأمر نفسه بلغ لقيادة حزب الله.

الدور الروسي

عن الدور الروسي في لجم أي حرب إسرائيلية ممكنة في لبنان بعدما دخلت روسيا لاعبًا مهمًا بسياسات المنطقة، يؤكد الوزير والنائب السابق بشارة مرهج لـ"إيلاف"، "أن روسيا حتى هذه اللحظة تسعى للتفاهم مع الولايات المتحدة الأميركية، ويبدو أن هناك اتصالات وثيقة بين الطرفين قد تكون لها انعكاسات مهمة على صعيد المنطقة، وهذا يتطلب تواصلاً عربيًا حقيقيًا، وإنتاج تفاهمات جديدة تؤمّن الحقوق العربية تجاه الغير، وهذه فرصة لأن يكون العرب أقوياء وموحدين من أجل التواصل مع العلاقات الدولية الحالية، بينما إذا استمر العرب على خلافاتهم وانقساماتهم فسيكون الجميع بموقع ضعيف تجاه التطورات المرتقبة.

المحور الشرقي والغربي

مع تضارب المصالح بين روسيا وأميركا في المنطقة، هل سنشهد في المرحلة المقبلة استقطابًا لما كان أيام الحرب الباردة بين المحور الشرقي بقيادة الاتحاد السوفياتي وبين المحور الغربي بقيادة أميركا، وما سيكون موقف لبنان حينها من هذين المحورين؟ يجيب مرهج أن هذا احتمال وارد، ولكن المساعي الروسية تبقى لتجنب هذا المنزلق الخطير، لأن روسيا ليست لديها الإمكانيات الكافية للدخول في سباق التسلح، كما حصل أيام الرئيس الأميركي رونالد ريغن، والرئيس الروسي ميخائيل غورباتشيف، والأميركيون بسبب الأزمات الإقتصادية والمالية الناشئة بمعظمها نتيجة&الحرب على العراق، ليسوا على استعداد في دخول حرب مما يرتب أعباء كبيرة على الإقتصاد، لذلك، هناك اتصالات حثيثة بين موسكو وواشنطن يجب أخذها في&الإعتبار وليس من الضروري أن يكون الوضع بالحدة التي كان عليه في الماضي أيام الحرب الباردة، ولكن يجب أن نأخذ احتياطاتنا كاملة لهذا الأمر إذا جرى، ويمكن أن يحدث.

روسيا والمسيحيون

عن الحديث بأن روسيا تسعى في الشرق الأوسط الى الحفاظ على الوجود المسيحي فيه وخصوصًا في لبنان،&لذلك تسعى إلى مد الجسور مع أميركا، يؤكد مرهج أن الضمان للوجود المسيحي أو أي مكون من مكونات لبنان يبقى في وحدة اللبنانيين وليس من خلال أي أمر خارجي، ومن ثم في الاحتضان العربي ومن ثم في التفاهم الدولي، ونرحب بكل مساعدة وموقف إيجابي تجاه لبنان ككل وليس فقط تجاه المسيحيين فقط في لبنان، وليس من مصلحة اللبنانيين أن يظهروا ويقيموا علاقات مع الغير من مواقع طائفية أو مذهبية، لأن وحدة لبنان وضمان مكوناته يبقيان&من خلال وحدة جميع طوائفه ومذاهبه والعمل كلبنانيين من أجل مصلحة لبنان ككل وليس من أجل مصلحة طائفة أو مذهب على حساب طائفة أو مذهب آخر.