جرت العادة أن يتقاذف الحزبان الديمقراطي والجمهوري مسؤولية إغلاق الحكومة الفدرالية خشية التداعيات السلبية&التي قد تلحق بالطرف المسؤول، لكن في زمن الرئيس دونالد ترمب بات اللجوء إلى هذا الخيار مدعاة فخر.

إيلاف من نيويورك: يوم سياسي طويل في الولايات المتحدة بطله دونالد ترمب مرة أخرى. تنقل الرجل بين الأحداث الجارية من هاجس العزل إلى بناء الجدار ولقاء الدقائق السبع عشرة العاصف مع قيادات الحزب الديمقراطي أمام مرأى ومسمع العالم، وقبل أن تغيب الشمس في واشنطن، وصله نبأ سعيد بعد نهار عصيب.

قلب التوقعات
في البيت الأبيض كان من المتوقع أن يلتقي ترمب ونائبه مايك بينس بنانسي بيلوسي، المرشحة فوق العادة لرئاسة مجلس النواب، وتشاك شومر زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ خلف أبواب موصدة، بعيدًا عن الإعلام، غير أن الرئيس كان له رأي آخر، بعدما فتح النقاش في لحظة الذروة، محاولًا إحراج الضيفين من دون أن يحرّك بينس ساكنًا.

أهداف الرئيس
مبادرة ترمب فاجأت الجميع، فهو أراد رمي كرة الجرائم وتهريب المخدرات والهجرة غير الشرعية في ملعب الديمقراطيين، بعدما ربط موضوع بناء الجدار بأمن الشعب الأميركي.&

وقف شومر في وجهه منتزعًا وفق اعتقاده اعترافًا صريحًا منه بنية إغلاق الحكومة، لكن استراتيجية ترمب تختلف عن تكتيك زعيم الأقلية.&

فالرئيس الأميركي يعلم علم اليقين أن التلكؤ في بناء الجدار قد يكلفه انتخابات عام 2020، ولهذا السبب أراد من خلال تصريحاته المباشرة التأكيد أمام أنصاره أنه جاد في تطبيق شعاراته الانتخابية.

شبح العزل في مجلس النواب
وفي غمرة انشغال الشارع الأميركي بمشهد البيت الأبيض، فُتح مجددًا موضوع عزل الرئيس في مجلس النواب. وقالت قناة "سي إن إن"، إن "الرئيس قلق من إمكانية مباشرة مجلس النواب بإجراءات العزل بعد استعادة الديمقراطيين سيطرتهم عليه".

القضية الشائكة
وأصبحت هناك خشية كبيرة من وضع الرئيس في موقف لا يحسد عليه، على خلفية دفع مبالغ مالية خلال الحملة الانتخابية إلى نجمات إباحية ارتبطن بعلاقات جنسية معه في فترة سابقة لقاء صمتهن، مما يطرح تساؤلات كبيرة حول انتهاك حملة ترمب لقانون الانتخابات الفدرالية.&

ومن المعروف أن تعاون محامي ترمب السابق، مايكل كوهين، مع المحققين، قد ساهم في تعقيد الأوضاع أكثر، خصوصًا بعد اعترافه بالقيام بمهمة دفع الأموال إلى ستورمي دانيلز، وكارين ماكدوغال.

لا عزل بل ثورة
الرئيس ترمب علق بشكل مباشر لرويترز على موضوع العزل، حيث لمح إلى إمكانية حدوث فوضى كبيرة في حال حصل هذا الأمر.&

وأكد أنه لا يشعر بالقلق، محذرًا من أن "الناس سيثورون إذا حدث ذلك". واعتبر أن "محاميه مايكل كوهين يتحمل مسؤولية أي انتهاك للقوانين جراء قضية دفع الأموال، فهو من المفترض أن يعلم ماذا يفعل".

ترمب يحصل على أموال من النجمة الإباحية
في ظل أحداث اليوم العاصف، وصل النبأ السعيد أخيرًا، بعدما أمر قاضٍ فدرالي، النجمة الإباحية ستورمي دانيلز بدفع مبلغ مالي يقدر بحوالى مئتين واثنين وتسعين ألف دولار لترمب كبدل رسوم قانونية، وذلك إثر رفع فريق ترمب القانوني دعوى بحقها، مطالبًا بتغريمها مبلغ 340 الف دولار.

وأشاد تشارلز هاردر، محامي ترمب، بقرار الثلاثاء، ووصفه بأنه "نصر كامل للرئيس، وهزيمة كاملة لستورمي دانيلز في هذه القضية".