بعد الإعتراض على دعوة سوريا إلى القمة الإقتصادية في بيروت، هدّد عضو مجلس الشعب السوري فارس الشهابي بأن من يرفض دعوة سوريا إلى القمة لن يحلم بالمشاركة في إعادة إعمار سوريا.

إيلاف من بيروت: أكد عضو مجلس الشعب السوري فارس الشهابي أن كل من يرفض دعوة سوريا إلى حضور الدورة الرابعة للقمة العربية في بيروت خلال الشهر المقبل "لن يحلم" بالمشاركة في إعادة إعمار سوريا.

وكتب الشهابي، الذي يرأس إتحاد غرف الصناعة السورية، في منشور على "فايسبوك"، أن "كل من رفض دعوة سوريا إلى المشاركة في الدورة الرابعة للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية التي تستضيفها بيروت في الشهر المقبل، لن يحلم بالدخول إلى الاقتصاد السوري عبر مرحلة إعادة الإعمار التي بدأت للتو".

تابع: "سنعمل ما بوسعنا لمنع هؤلاء، وكشف شبكاتهم في الداخل، للتذكير لم تعلن سوريا أبدًا أنها ترغب في مشاركة أحد أصلًا".
وختم الشهابي منشوره بعبارة ساخرة: "قال قمة قال.. من دون سوريا لا توجد قمة، بل قاع".

تصريحات الشهابي جاءت ردًا على اعتراض وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، النائب بيار بو عاصي، على ضرورة دعوة سوريا إلى القمة الاقتصادية العربية في بيروت، فيما أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري رفضه انعقاد أي قمة عربية في لبنان من دون دعوة سوريا إليها ومشاركتها الفعالة فيها.

الإستفادة
في هذا الصدد،&يؤكد الخبير الإقتصادي الدكتور لويس حبيقة في حديثه لـ"إيلاف" أن لبنان يستفيد كثيرًا من إعادة إعمار سوريا بالعمل هناك والاستثمارات، وكلفة إعادة الإعمار في سوريا غير واضحة المعالم حتى الساعة، لكن يقال إنها قد توازي 300 مليار دولار. بالنسبة إلى لبنان تبقى الإستفادة كبيرة، واللبنانيون يستفيدون ضمن 3 أمور، الأمر الأول لناحية العمالة، فالعمال قد يكونون من ضمن اختصاصي الكهرباء والميكانيك أو غيرهما، ولناحية العمل سيستفيد اللبنانيون كثيرًا لجهة إعادة إعمار سوريا، لأسباب عدة، ومنها أنه سيتم استقدام الكفاءات والأقرب يبقى لبنان، والأمر الثاني تبقى الشركات اللبنانية التي ستعمل في إعادة إعمار سوريا، كشركات البناء وغيرها، التي ستعمل من ضمن إعادة بناء المطارات والمرافئ وغيرها، وشركات البناء في لبنان مهمة ومعروفة عالميًا، وستكون لها حصتها في الموضوع. أما الأمر الثالث فيدخل ضمن إطار الإستثمارات، والاستثمار سيكون من خلال عمل بعض اللبنانيين في سوريا بعد عملية إعادة الإعمار، من خلال قطاعات عدة، منها الفنادق والمطاعم والمدارس، والجامعات والمعامل، وبالتالي اللبناني سيستثمر هناك، والعقارات حاليًا في سوريا أسعارها مقبولة، وسيكون هناك اتفاق سلام منتظر، من هنا سيشتري الكثير من اللبنانيين أراضيَ في سوريا ويستثمرونها.

إيجابيات
وبحسب حبيقة، يبقى أن إيجابيات الموضوع تكمن في أن اللبناني يستطيع أن يبقى في لبنان، ويعمل في سوريا، بسبب قرب المسافة بين البلدين، يستطيع استئجار شقة في شتورا مثلًا والعمل في سوريا، وهو بالتالي لا يترك لبنان، مما يسهّل أمور اللبنانيين.

العقبات السياسية
عن إمكانية تذليل العقبات السياسية من أجل استفادة لبنان من إعادة إعمار سوريا، يؤكد حبيقة أن الأهم عدم اتخاذ موقف عنيف من مجمل الأمور، لأن الأمور تبقى اليوم عنيفة سياسيًا، وهذا يضر بمصلحة لبنان، وبالتالي أي موقف عنيف وراديكالي يضر بلبنان، ويبقى أن الأهم أن ينأى لبنان بنفسه إيجابيًا، ويهمنا أن تستقر الأمور في سوريا، وأي أمر يساهم في ذلك نحن نؤيده، ويجب عدم اتخاذ مواقف حادة ضد النظام أو معه.

ويهم لبنان أن تحصل سوريا على حل يرضي الجميع، وبعدها اللبناني سيكون المستفيد الأول اقتصاديًا من إعادة الإعمار.

القطاعات المستفيدة
أي قطاعات في لبنان ستستفيد الأكثر من إعادة إعمار سوريا؟ يجيب حبيقة أن قطاع البناء سيكون الأكثر استفادة، مع الدمار الموجود، من دون أن ننسى العمل على إعادة إعمار الإنسان، فالإنسان في سوريا مع القتل والدمار وكل الكراهية، يحتاج أيضًا أن يتم العمل عليه، من هنا دور المدارس والجامعات ومعاهد التدريس وعلماء النفس والإجتماع.

ويلفت حبيقة إلى ضرورة استفادة قطاع الإستشفاء من إعادة الإعمار في سوريا، وهي أساسية لسوريا، وتحتاج "نفضة" مهمة، وسنبدأ بأمور في سوريا قد تجر أمورًا أخرى، والكهرباء والمياه وغيرهما&كلها تحتاج ورشة ضخمة مع إعادة الإعمار في سوريا.

البطالة في لبنان
مع وصول البطالة إلى أعداد ضخمة في لبنان، كيف يساهم إعادة الإعمار في سوريا في حل مسألة البطالة في لبنان؟. يجيب حبيقة أن معظم العمالة في لبنان ستتجه الى سوريا، وهناك عمالة خارج لبنان ستعود إلى لبنان وتعمل في سوريا، وسيكون هناك آلاف فرص العمل للبنانيين، وستُدفع لهم أجور كبيرة، والبطالة في لبنان ستخف والعمالة ستزداد، بمعنى أن اللبنانيين لن يواجهوا أزمة بطالة كبيرة مع إعادة إعمار سوريا كما يواجهونها في الوقت الحالي، ويعوّل أمل كبير على إعادة الإعمار في سوريا مع ضرورة تهدئة الخطاب السياسي تجاه سوريا والابتعاد عن العنصرية.
&