أعلنت المملكة العربية السعودية، اليوم الأربعاء، عن تأسيس تحالف يضم 7 دول عربية وإفريقية مشاطئة للبحر الأحمر وخليج عدن، مؤكدة أن الكيان الجديد يهدف إلى حماية التجارة العالمية وحركة الملاحة الدولية.
وعقد وزراء خارجية الدول العربية والإفريقية المشاطئة للبحر الأحمر وخليج عدن اجتماعا في الرياض، ضم 7 وزراء ومسؤولين، يمثلون مصر وجيبوتي والصومال والسودان واليمن والأردن، حيث وافقوا على إنشاء كيان يضم الدول السبع المشاركة في الاجتماع، حسب بيان لوزارة الخارجية السعودية. &
وفي وقت سابق اليوم، طرح وزير خارجية السعودية، عادل الجبير، خلال الاجتماع ذاته، إنشاء هذا الكيان، دون أن يحدد طبيعته أو يذكر تفاصيل عنه.
وأضاف: "نعتقد أن هذا الكيان سيعزز الاستقرار والأمن والتجارة والاقتصاد بالمنطقة، ويسهم في إيجاد تناغم في هذه المنطقة الحساسة، ومنع أي قوى خارجية في لعب دور سلبي"، في إشارة إلى إيران.
وقال دبلوماسيون إنه من المتوقع أن يجتمع فريق من الخبراء قريبا في القاهرة لإجراء محادثات فنية لبحث خطط قيام هذا التحالف الذي يمثل منطقة استراتيجية ذات أهمية حيوية للملاحة العالمية وساحة تنافس على نحو متزايد مع منافسين إقليميين مثل إيران وتركيا وقطر.
ولم تحضر إريتريا التي لها جزر بالبحر الأحمر وساحل يمتد لمسافة 1150 كيلومترا. كما لم تشارك إثيوبيا التي لا تطل على أي منافذ بحرية لكنها الأكبر من حيث عدد السكان في منطقة القرن الأفريقي.
تصريحات الجبير
وقال وزير الخارجية السعودي بعد يوم من الاجتماعات المغلقة "هذا يأتي في إطار جهود المملكة لحماية مصالحها ومصالح جيرانها... ومن أجل استقرار المنطقة التي نعيش فيها ومحاولة إقامة تضافر بين مختلف الدول".
وأضاف: "كلما زاد التعاون والتنسيق بين دول هذه المنطقة، قل التأثير السلبي الخارجي على هذه المنطقة". وقال الجبير إن الاجتماع بحث أيضا تعزيز التجارة والحفاظ على البيئة.
وتعتبر السعودية والإمارات حليفتها الخليجية، ساحل القرن الأفريقي "جناحهما الأمني الغربي"، وتخشيان أن يكتسب أعداؤهما موطئ قدم في المنطقة.
وتشمل منطقة البحر الأحمر أيضا مضيق باب المندب الذي يمر من خلاله ما يقدر بنحو 3.2 ملايين&برميل نفط يوميا إلى أوروبا والولايات المتحدة وآسيا. وخلال السنوات الأخيرة أصبح الممر المائي هدفا للقراصنة والمقاتلين الحوثيين باليمن.
وكانت السعودية أعلنت عن مشروعات عملاقة على البحر الأحمر منها منطقة اقتصادية بتكلفة 500 مليار دولار بالشراكة مع مصر والأردن بالإضافة إلى وجهة سياحية فاخرة، وذلك في إطار مساعيها لتنويع اقتصادها بعيدا عن النفط.
اجتماع مهم
وعلى هذا الصعيد، قال الخبير في الشؤون الإفريقية، عطية عيسوي، إنَّ اجتماعات وزراء خارجية الدول العربية والإفريقية المشاطئة للبحر&الأحمر وخليج عدن التي عقدت في العاصمة السعودية الرياض، مهمة للغاية "إذ كانت هُناك مُحاولات واجتماعات ولكن ثنائية أو ثلاثية بين الدول المُهتمة بهذا الموضوع".
وأضاف عيسوي، خلال لقائه على قناة الغد الإخبارية، مع الإعلامي محمد شمس الدين، أنَّ الأمر أصبح يَقتضي اجتماعًا موسعًا مثل الذي تستضيفه المملكة العربية السعودية الآن من وزراء خارجية الدول العربية والإفريقية المشاطئة للبحر&الأحمر، نظرًا لتزايد حجم التهديدات سواء من الجماعات الإرهابية الموجودة في الصومال أو في دول أخرى، وكذلك مَسألة تهريب الأسلحة، وارتكاب الجرائم العابرة للحدود.
مندوب الأردن
وفي العاصمة الأردنية، أعلن أنه مندوب&عن وزير الخارجية وشؤون المغتربين ايمن الصفدي، شارك أمين عام الوزارة، السفير زيد اللوزي، في الاجتماع الوزاري للدول المشاطئة للبحر الأحمر وخليج عدن والذي دعت له المملكة العربية السعودية، الأربعاء.
ووفق بيان لوزارة الخارجية، بحث المجتمعون أهمية إنشاء كيان للدول المشاطئة للبحر الأحمر وخليج عدن لتعزيز التعاون بينها في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية ويزيد من فرص الاستقرار والأمن بالمنطقة.
‏وألقى السفير اللوزي كلمة اكد فيها أهمية المبادرة من اجل مجابهة التحديات التي تحيط بالدول المشاطئة للبحر الاحمر وإرساء أسس التعاون والتنسيق في ما بينها بما يحقق الاستقرار والازدهار والتنمية المستدامة لهذه الدول.