مكلف جدًا العمل في إدارة الرئيس دونالد ترمب، فالداخل إلى البيت الأبيض لا يعلم شيئًا عن موعد المغادرة، ولا يمكنه التنبؤ بما سيحدث في اليوم التالي، وتبقى الأمور في معظم الأحيان مرهونة بحساب ترمب على موقع تويتر.

إيلاف من نيويورك: تمكنت الإدارة الحالية من تحطيم الأرقام القياسية في عمليات الطرد على مستوى الوزراء وكبار الموظفين في شتى الأقسام، كما حصلت على رقم آخر يتمثل في الشواغر الوظيفية، خصوصًا في وزارة الخارجية.

الخروج الهادئ أصبح إنجازًا
أصبحت حالة اللاستقرار سمة إدارة البيت الأبيض، فالمسؤول المعيّن الذي يدخل ويخرج من دون التصاق اسمه بفضيحة أو بقرار طرد مترافق مع لائحة صفات أو استقالة طُلب منه تقديمها، يمكنه المفاخرة بهذا الإنجاز.&

فريكس تيلرسون انتهى به المطاف ليكون "غبيًا كصخرة" و"كسولًا"، وفق قاموس ترمب، الذي لم يرحم أيضًا مستشاري الأمن القومي، مايكل فلين، وهيربرت ماكماستر، وكبير مساعديه ستيفن بانون، ومعه سيباستيان غوركا، وقبلهما رينس بريبوس، ولائحة تطول من أسماء كبار الموظفين الذين عملوا إلى جانبه.

فشل محاولات ثنيها
وبعد أقل من عامين بقليل على تولي ترمب الرئاسة يُمكن القول إن نيكي هايلي سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة تعد حالة استثنائية في الإدارة الحالية، فهي خرجت كما دخلت من دون ضجة أو فضائح.&

وكما أجمع مجلس الشيوخ على تثبيت تعيينها، بعد حصولها على 96 صوتًا مقابل اعتراض أربعة أعضاء، لقيت حاكمة ساوث كارولينا إجماعًا كبيرًا على أدائها خلال فترة عملها تحت قيادة ترمب.

نجحت هايلي في تحقيق ما عجز عنه جميع المغادرين الذين سبقوها، فهي اختارت التوقيت المناسب لرمي كرة الاستقالة. وأكثر من ذلك، حاول ترمب، الذي لم يكترث لرحيل كبار مسؤوليه، ثنيها عن المضي قدمًا في قرارها، ولكن من دون جدوى.

الناجية الوحيدة
السفيرة السابقة التي تم التداول باسمها لخلافة ريكس تيلرسون قبل تعيين مايك بومبيو، ضربت عصافير عدة في العامين الماضيين بحجر واحد.&

فهي رحلت بإرادتها أولًا، فكانت الناجية الوحيدة من المحرقة المستمرة، وقامت بوظيفتها على أكمل وجه، وفق ما يريده الأميركيون من شاغل هذا المنصب. والأهم أنها صنعت لنفسها موقعًا سياسيًا متقدمًا في الحزب الجمهوري، سيساعدها على المنافسة على مراكز عليا في حال أرادت.

بالتزامن مع سعي ترمب إلى تعيين موظفين جدد في الإدارة، وصعوبة العثور على مرشحين يمتلكون المواصفات التي يضعها ترمب، بات المحللون يستذكرون هايلي بحسرة، فكبير المعلقين السياسيين في شبكة "سي إن إن" ديفيد إكسلورد قال بما معناه إن السفيرة السابقة في نيويورك وحدها حافظت على سمعتها من بين جميع العاملين في إدارة البيت الأبيض.