انطلقت في مصر فعاليات التدريب المشترك المصري الأردني "العقبة - 4"، ويستمر حتى الحادي والعشرين من ديسمبر الجاري بمشاركة وحدات من القوات البرية والبحرية وقوات الدفاع الجوي وعناصر من القوات الخاصة والمهندسين العسكريين لكلا البلدين. كما ينفذ الجيش المصري تدريبات أخرى مع مجموعة دول الساحل والصحراء الإفريقية.

صبري عبد الحفيظ من القاهرة: في إطار التعاون مع مختلف الجيوش في المنطقة العربية، انطلقت تدريبات مصرية أردنية مشتركة، وقال المتحدث العسكري المصري، العقيد تامر الرفاعي، إن التدريب يأتي في إطار خطة التدريبات المشتركة للقوات المسلحة مع الدول الشقيقة والصديقة.

وأوضح أن خطط التدريب تتضمن تنفيذ العديد من الأنشطة والفعاليات البرية والبحرية، والتي تساهم في نقل وتبادل الخبرات التدريبية بين الجانبين وتنفيذ مختلف المهام، بما يؤكد قدرة العناصر المشاركة على التخطيط والتنسيق والعمل المشترك لمواجهة أي تحديات أو مخاطر قد تستهدف أمن واستقرار المنطقة.

وأضاف أن تدريب "العقبة -4" يأتي استكمالاً لسلسلة من التدريبات المشتركة التي تنفذها مصر والأردن بما يدعم علاقات التعاون العسكري والأمني بين القوت المسلحة لكلا البلدين الشقيقين.

وقال اللواء طلعت مسلم، الخبير العسكري، إن التدريبات المشتركة مع القوات العربية، ومنها تدريب "العقبة 4" مع الجيش الأردني، والتي سبقها تدريب "درع العرب 1" بمشاركة مصر والسعودية والإمارات والبحرين والأردن، تؤكد أن الدول العربية تجمعها&روابط مهمة، ولديها تهديدات مشتركة.

وأضاف لـ"إيلاف" أن هذا التدريب يضم مختلف القوات العسكرية، وهي البرية والبحرية والجوية، إضافة إلى القوات الخاصة، وتقوم&التدريبات على مواجهة التدخلات العسكرية وصدها ودحرها، كما تجري تدريبات على مواجهة الجماعات المسلحة والهجمات الإرهابية، وكيفية التصدي لها وإلقاء القبض على عناصرها، والتعامل مع حرب الشوارع.

وأوضح أن هذه التدريبات تسعى إلى تحقيق عدة أهداف، الأول التأكيد على جاهزية القوات المسلحة في هذه الدول للتعامل مع أية تحديدات خارجية أو تهديدات إرهابية، بالإضافة إلى حماية أمن البحر الأحمر، وحماية المصالح الاقتصادية سواء ناقلات النفط أو آبار البترول والغاز الطبيعي، لهذه الدول سواء في مياه البحرين الأحمر أو المتوسط أو خليج العقبة.

كما تهدف التدريبات إلى التأكيد على أن أي تهديد لدول عربية يعتبر تهديدًا لجميع الدول العربية، ويؤكد على أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، جاد في تهديدات للدول أو الجهات التي تسعى إلى المساس بأمن دول الخليج، أو أية دول عربية أخرى.

وقال اللواء محمد الغباري مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق أن أهمية التدريب المشترك المصري الأردني "العقبة-4" يأتي لأنه في حالة تهديد الأردن يمكن لمصر المشاركة في الدفاع عنها

وأضاف أن التدريب المشترك مع الأردن يأتي ضمن خطة التدريب المشترك للقوات المسلحة المصرية مع باقي الدول في العالم، في إطار تعزيز قدرات وتأمين الأمن القومي المصري.

ولفت أن التدريب مع الأردن يأتي ضمن مسرح العمليات على الأراضي الأردنية وهذا التدريب يأتي لأنه إذا حدث تهديد للأردن يمكن الاشتراك معه لدرء هذا الخطر أو التهديد الموجود عليه، موضحا أنه من أهم عناصر التدريب هو أن يكون على أرض الواقع.

وقالت وكالة الأنباء الروسية "سبوتنيك"، التدريب المصري الأردني المشترك "العقبة 4"، كشف عن وجود صواريخ "كورنيت" المضادة للدبابات في حوزة الجيش الأردني.

وأضافت أن المملكة الأردنية الهاشمية حصلت على حوالي 200 قاذف لصواريخ "كورنيت" وألفي صاروخ.

ورُصدت مدافع "زي إس أو-23-4 شيلكا" الذاتية الحركة المضادة للطائرات أيضا في حوزة الوحدات التي نفذت التدريب المصري الأردني المشترك "العقبة 4".

ونقلت عن الخبير العسكري الروسي، يوري ليامين، قوله إن القوات البرية الأردنية تمتلك حوالي 40 مدفع شيلكا التي تستخدم لحماية دبابات الجيش الأردني وآلياته الأخرى من الهجوم الجوي.

وأضاف أن الأردن استورد منظومات صواريخ "أوسا" و"ستريلا 10" وصواريخ "ستريلا-2إم" و"ستريلا-3" و"إيغلا إس" المحمولة على الكتف من روسيا.

وفي السياق ذاته، شهد رئيس أركان حرب القوات المسلحة، الفريق محمد فريد، المرحلة الرئيسية لتدريبات دول الساحل والصحراء لمكافحة الإرهاب التي تشارك فيها عناصر من القوات الخاصة للدول المشاركة، وذلك بقاعدة محمد نجيب العسكرية ضمن المجموعة الأولى للتدريب .

وحضر مراحل التدريب عدد من قادة القوات المسلحة للدول المشاركة والمراقبين والملحقين العسكريين وعدد من دارسي المعاهد العسكرية.

وألقى قائد المنطقة الشمالية العسكرية كلمة رحب فيها بضيوف مصر من الأخوة الأفارقة، مشيراً إلى قدرة المنطقة الشمالية على احتضان مثل هذه التدريبات التي من شأنها أن تصقل مهارات الدول المشاركة وتضيف مزيداً من التقارب بين الأشقاء في القارة الإفريقية.

وتضمنت التدريبات عملية اقتحام بؤرة إرهابية مسلحة في منطقة سكنية وتطهيرها من العناصر الإرهابية، بمشاركة عناصر من القوات الجوية والاستطلاع والمشاة الميكانيكي والمهندسين والقوات الخاصة، ثم دفع عناصر التأمين الطبي والإداري والمعنوي لإعادة تشغيل المرافق وطمأنة السكان المحليين وإعادة الحياة لطبيعتها.

كما تضمنت التدريبات رفع حالات الاستعداد القتالي والتحضير والتنظيم لتنفيذ الأنشطة التدريبية المخططة التي بدأت بالتعارف والدمج بين القوات المشاركة فى التدريب من دول تجمع الساحل والصحراء ، كذلك تنفيذ العديد من الرمايات الفردية والتكتيكية بالذخيرة الحية .

وأعرب رئيس الأركان المصري، عن سعادته وترحيبه بمشاركة العديد من الدول الشقيقة والصديقة في تدريبات دول الساحل والصحراء لمكافحة الإرهاب ضمن المجموعة الأولى ، كما قام بتكريم عدد من ضباط الدول المشاركة في التدريب .

وقال المتحدث العسكري تامر الرفاعي، إن مصر تولى اهتماماً كبيراً بدول الساحل والصحراء، مشيرًا إلى أن مدينة شرم الشيخ شهدت الاجتماع الخامس لوزراء دفاع تجمع دول الساحل والصحراء عام 2016، كما تم إنشاء المركز الإقليمي لمكافحة الإرهاب لتجمع دول الساحل والصحراء على أرض مصر في فترة وجيزة ، وتم تزويده بكافة التجهيزات التكنولوجية.