بهية مارديني: استلم بعض قادة الجيش السوري الحر رسائل من دبلوماسيين أميركيين تحثهم على عدم المشاركة في أية عملية شرق الفرات بالتزامن مع تصريحات تركية ببدء المعركة ضد القوات الكردية.

واعتبر الدبلوماسيون الأميركيون في محادثاتهم بحسب ما علمت "إيلاف" أنهم "والاخوة الاتراك حلفاء منذ عقود وعليه فنؤكد على أهمية الحوار لحل الخلافات".

يأتي ذلك بعد أيام من إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عزم بلاده إطلاق حملة عسكرية في غضون أيام لتخليص منطقة شرق الفرات في سوريا مما يعتبره تهديدا على حدود بلاده.

وقال القيادي في الجيش الحر فاتح حسون في تصريح خَص به "إيلاف": "وصلتني هذه الرسالة كما وصلت لقادة آخرين، وقد بيّن الدبلوماسي الأميركي في رسالته "أن الولايات المتحدة لم تتوصل إلى اتفاق مع تركيا حول الحدود بين تركيا وسوريا، وأن الإشاعات حول موافقة أميركية لعملية تركية شرق الفرات عار عن الصحة، وأن الحوار السلمي هو الطريق الوحيد لمعالجة المخاوف حول الوضع الأمني على الحدود".

لكن حسون قال إن رأينا كقادة للجيش الحر هو أن " هذه المعركة بالدرجة الأولى هي معركتنا كسوريين، وهي مطلب من مطالب أهلنا المهجرين من مناطق شرق الفرات الذين يكابدون عناء اللجوء بعد تهجيرهم قسريا من قبل ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، كما أنه مطلب من مطالب أهلنا القابعين تحت نير وظلم هذه الميليشيا، ‏فالانفصاليون سرقوا عبق ثورة أخوتنا الكورد وكمموا أفواههم واستنزفوا مقدراتهم، وقتلوهم وشردوهم، واعتدوا عليهم، كما فعلت داعش والقاعدة بباقي الشعب الثائر ".

ورأى حسون أن "كل تطرف وإرهاب هو بعيد عن أخلاق ثورتنا ومبادئها، ولا بد أن نحرر &شعبنا من كل من يستعبده، ونبني وطنا حرا كريما واحداً يدا بيد".

وقال "المعركة ‏من وجهة نظرنا أهدافها استراتيجية، أولها منع تقسيم سوريا من قبل ميليشيا "قسد الإرهابية" والحفاظ على وحدة سوريا وشعبها، وثانيها حماية الأمن القومي لتركيا التي طالبت بإنشاء منطقة عازلة على حدودها منذ العام 2015م، وإلحاق الهزيمة بحزب الإتحاد الديمقراطي فرع حزب العمال الكردستاني الإرهابي في سوريا".

وأشار الى أن الولايات المتحدة وفق تصريحات مسؤوليها تستخدم ميليشيا قسد على المستوى التكتيكي، ولا يمكن أن تغامر في علاقتها مع تركيا من أجلها، ونحن ننظر "إلى تركيا الشقيقة والولايات المتحدة الصديقة &كحليفين للثورة السورية، ونتمنى أن يتمكنا من تذليل العقبات التي تحول بينهما ليكونا ونحن معهم إلى جانب سائر العالم الحر المتمدن في خندق واحد ضد قوى التطرف جميعها".

وكانت وكالة الأناضول التركية قالت "انها اطلعت على رسالة بعثها مسؤولون أميركيون إلى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، والجيش السوري الحر هددوا فيها بأن العناصر التي ستشارك في أي عملية تركية شرق الفرات ستواجه الجيش الأميركي “بشكل مباشر”.

وقال المسؤولون الأميركيون إن “مشاركة الائتلاف أو الجيش السوري الحر بأي شكل في العملية تعني الهجوم على الولايات المتحدة وقوات التحالف، وهذا سيؤدي إلى صدام مباشر معها”.

وأضافوا أن قوات بلادهم وقوات سوريا الديمقراطية في حالة متداخلة مع بعضهما، لذلك لا يمكن مهاجمة الثانية دون استهداف قوات التحالف والقوات الأمريكية والاشتباك معهما”.

وحذرت الرسالة المعارضة السورية من عواقب المشاركة في العملية التركية المرتقبة، بالقول “حينما ترقص الفيلة، عليك أن تبقى بعيدًا عن الساحة".

وكان مسؤولون أميركيون صرّحوا في وقت سابق أن واشنطن بصدد تأسيس قوة يتراوح قوامها بين 35 و40 ألف مقاتل شرق نهر الفرات، لضمان سيطرة دائمة على المنطقة، وتعارض تركيا خطة واشنطن، التي تعني تحويل التنظيمات الارهابية بحسب تصنيفها إلى جيش نظامي، وفرض "نشوء كيان إرهابي بالأمر الواقع على حدودها الجنوبية".