كشف مركز عراقي رقمي مستقل اليوم أن معظم الصفحات المؤثرة في فايسبوك في الشأن العراقي ذات الطابع السياسي تدار بالكامل من الخارج، كما إن الكثير من صفحات السياسيين فيها مدراء من دول خارجية، فيما أوضحت وثائق أن معظم الصفحات الشبابية المؤثرة في العراق تدار من الخارج، خاصة من الأردن، أو بإدارة مشتركة مع إسرائيل.

إيلاف: قال مركز الإعلام الرقمي العراقي في تقرير اليوم تابعته "إيلاف" إنه منذ تحدثت تقارير عن ميزة الكشف عن بلدان مدراء صفحات فايسبوك في العراق،&فقد توالت عليه اتصالات واستفسارات المتابعين واصحاب الصفحات والتي تتساءل عن هذا الموضوع.. موضحًا أنه من أجل تسليط الضوء عليه وتحليله بشكل موضوعي من قبل الفريق المختص في المركز.&فإنه بالنسبة إلى تحليل الصفحات المؤثرة، فإن فريقي التحليل والرصد في المركز اعتمدا على متابعة الصفحات الكبرى والمؤثرة في العراق بغضّ النظر عن اهتمامها ومحتواها، حيث شملت العمليتان صفحات حكومية واجتماعية عامة ورياضية وترفيهية وصفحات السياسيين والإعلاميين والفنانين، فضلًا عن صفحات أخرى للقنوات الفضائية والمسؤولين التنفيذيين.

ونوه المركز بقضية مهمة، وهي أن إدارة فايسبوك قبل إطلاقها لهذه الميزة أرسلت إلى جميع المستخدمين إشعارًا بذلك، ودعت المشرفين إلى حذف من لا يرغبون &في كشف بلدانهم من المشرفين.

أقسام إدارة صفحات فايسبوك
وأوضح المركز أن هناك ثلاثة أقسام من إدارة الصفحات: قسم توجد فيه إدارة مشتركة "داخل العراق وخارجه"، وقسم إدارته من الخارج فقط، ثم قسم إدارته من الداخل فقط، وهو الأقل من بين هذه الأقسام بالنسبة إلى الصفحات المؤثرة.

وبيّن المركز أن غالبية الصفحات "المؤثرة" تُدار "إدارة مشتركة"، وفيها مشرفون من دول، مثل الأردن وتركيا ولبنان ومصر والمملكة المتحدة والإمارات والسعودية والولايات المتحدة وفنلندا وإيران ودول أوروبية وعربية أخرى، وبعضها يُدار بشكل كامل من الخارج.&

أما في ما يتعلق بالصفحات الدينية المؤثرة فغالبيتها تدار من خارج العراق، وعلى وجه الخصوص تركيا والأردن ولبنان وإيران والمملكة المتحدة والسعودية والولايات المتحدة.

الصفحات السياسية العراقية المؤثرة تدار كلها من الخارج
في ما يخص الصفحات المؤثرة في الشأن العراقي ذات الطابع السياسي، فإن هناك صفحات كبيرة ومؤثرة بالشأن العراقي، لا يوجد فيها أي مدير من داخل العراق، وتدار بالكامل من الخارج، كما إن الكثير من صفحات السياسيين فيها مدراء من الخارج، وعلى وجه الخصوص تركيا، الأردن، لبنان والمملكة المتحدة.

أما صفحات المؤسسات الإعلامية والصحافيين والمشاهير، فإن إدارة صفحات القنوات الفضائية كانت بحسب وجود مكاتب لتلك القنوات، وبعض القنوات لا يوجد فيها أي مدير من داخل العراق، وكذلك فإن صفحات الإعلاميين والمشاهير تنقسم بحسب تواجدهم وأماكن عملهم، فهناك مغتربون، وهؤلاء من الطبيعي أن تُدار صفحاتهم من الخارج، كالأردن ومصر والإمارات، وحسب المكان الذي يسكنون فيه، والقسم الآخر من يسكنون داخل العراق، والغالبية منهم تدار صفحاتهم من العراق.

إجراءات احترازية للمشرفين&
أضاف المركز أن هنالك الكثير من الصفحات عملت على إزالة المدراء من خارج العراق، بعدما تداول المستخدمون صورًا توضح الدول التي تُدار منها، وبدأوا بالكتابة والنشر عن الموضوع، وهذا ما ولّد تساؤلات لدى المستخدمين باحثين عن إجابة عن أسباب تغيير المدراء.

في هذا السياق نوه مركز الإعلام الرقمي بجملة من الملاحظات ومنها:

- لم تكشف إدارة فايسبوك عن المعايير التي اعتمدتها في تحديدها لمواقع مدراء الصفحات، ولكن من خلال الرصد تبيّن أن فايسبوك يعتمد الموقع الجغرافي لآخر تسجيل دخول للمدراء، كما إنه يمكن التحكم بالموقع الجغرافي من خلال بعض برامج الـ VPN.

- الغالبية العظمى من الصفحات الكبيرة والمؤثرة المهتمة بالشأن العراقي فيها إدارات مشتركة "خارج العراق وداخله".
تتطلب ظروف العمل أحيانًا وجود مشرف في الصفحة في غير بلد، فالمعيار الحقيقي يكمن في رسالة الصفحة ومنشوراتها، وهنالك الكثير من الجهات تعمد إلى إيكال المهام التقنية الخاصة بالصفحة إلى شركات قد تكون خارج العراق، في حين يبقى التحكم الكامل بمحتوى الصفحات من خلال المدراء في داخل البلد.&

- عدد مدراء الصفحات التابعة للمسؤولين والسياسيين والإعلاميين لا يتعدى الـ8 مدراء كحد أعلى، بينما الصفحات الترفيهية والدينية وصفحات أخرى كانت تضم أكثر من 10 مدراء، وبعضها يصل إلى أكثر من 20 مديرًا.&

- عمد الكثير من الصفحات على إخفاء مواقع المدراء من معلومات الصفحة بعد تفعيل الميزة بصورة مباشرة وتداول صور تشير إلى مواقع المشرفين.

- الصفحات التي فيها جمهور قليل لا تظهر فيها هذه الميزة.
- من الطبيعي أن تكون لبعض الصفحات إدارة مشتركة من خارج العراق وداخله، مثل القنوات الفضائية والصفحات الاجتماعية والترفيهية والرياضية، لكن من المستغرب وجود مدراء صفحات من خارج العراق يديرون صفحات "مجهولة" تهتم بالشأن السياسي أو صفحات دينية تثير النعرات الطائفية وتحرّض على التفرقة.

صفحات عراقية على فايسبوك تدار من إسرائيل
تأتي معلومات المركز الرقمي هذه إثر الكشف عن حقائق مثيرة في إدارة صفحات موقع التواصل الإجتماعي "فايسبوك" في العراق وعلاقتها بدول خارجية بينها إسرائيل.

تضمن تقرير تحليلي وتفصيلي معززًا بالوثائق أعدته وكالة "الفرات نيوز" العراقية، واطلعت عليه "إيلاف"، أن "أبرز المشاهدات حول مرجعية الصفحات وإدارتها بعدما أتاحت شركة فايسبوك تلك الخاصية هي على النحو الآتي:

1 - معظم صفحات السياسيين والزعامات العراقية تدار من خارج العراق، وبحسب علاقاتهم وقربهم مع تلك الدول، وتحديدًا في دول الأردن وتركيا وقطر ومصر والإمارات والكويت ولبنان وإيران والمملكة المتحدة وأوروبا، والقيادات السنية لها حصة الأسد في ذلك.

2- غالبية الصفحات العامة المليونية المؤثرة في الرأي العام العراقي تدار من خارج العراق، وخاصة من دول كالأردن والسعودية وتركيا وقطر ومصر وفنلندا والمملكة المتحدة.

3- إن أكثر الصفحات التي تحمل اسم بغداد أو العراق أو البصرة معجبوها بالملايين، وتأثيرها كبير تدار من خارج العراق، ومن الدول المذكورة أعلاه.

4- إن معظم الصفحات في البصرة المهمة والمؤثرة في الرأي العام في المحافظة تدار من خارج البصرة.
5 – إن معظم الصفحات المذهبية شيعية وسنية تدار من خارج العراق، لا سيما الأردن والسعودية وتركيا ومصر وقطر والإمارات.

6 - صفحة لعبة "البوبجي" الشهيرة، والتي تعد الأولى عراقيًا، وتحتل اهتمامًا استثنائيًا، من الشباب تدار من إسرائيل!.
7 - الأردن له حصة الأسد من إدارة الصفحات المؤثرة في الرأي العام العراقي، تليه تركيا وقطر والسعودية والإمارات ومصر.
8 - معظم الصفحات التي تعود إلى جيوش إلكترونية تتبع أحزابًا شيعية نافذة وشخصيات مؤثرة تدار من الداخل العراقي.
9 - الصفحات التي تدار من الخارج المؤثرة في الرأي العام العراقي عدد إدارتها "أدمنيتها" يفوق العشرة أشخاص في الصفحة الواحدة، مما يؤشر إلى وجود خبراء في علم النفس والحرب النفسية والرأي العام وغيرهم يطلعون على بيانات التأثير.
10 - هناك عدد من الصفحات المؤثرة إدارتها مشتركة بين الأردن وإسرائيل.

الصفحات الشبابية المؤثرة تدار من إسرائيل والأردن
وأشار التقرير إلى أن "الصفحات الترفيهية الشبابية المؤثرة والقوية في العراق غالبيتها &تدار من الخارج، لا سيما من الأردن وبعضها إدارة مشتركة مع إسرائيل".. لافتًا إلى أن "الصفحات البعثية والصدامية كلها على الإطلاق تدار من الخارج".

ونوه بأن "الصفحات المدنية والمليونية التي لا تعرف مرجعيتها ومؤثرة في الرأي العام العراقي تدار من الخارج"، مؤكدًا أن "الصفحات المعادية للنظام السياسي العراقي بعد 2003 وتنقده بشدة غالبيها بشكل مطلق تدار من الخارج".

خلص التقرير إلى أنه "بعد التدقيق التفصيلي من قبل فريق متخصص تم التوصل إلى نتيجة نسبة واقعيتها تصل إلى 90% أن الرأي العام العراقي المتأثر بفايسبوك يدار من قبل مخابرات دولية وجهات لها أجندات، وليس بأيدٍ عراقية، كما إن الجيوش الالكترونية للأحزاب والشخصيات في الساحة العراقية، والتي تتبع أحزابًا، فهي منشغلة بتسقيط بعضها البعض، ولا تمتلك زمام الأمر في صناعة الرأي العام".
&