نصر المجالي: مع دعوة زعيم حزب العمال البريطاني لتصويت ثقة على حكومة تيريزا ماي، أعلنت رئيسة الحكومة أن البرلمان سيناقش الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي في يناير المقبل، ثم يصوت عليه في الأسبوع الذي يبدأ في 14 من الشهر ذاته.

وانسحبت رئيسة الحكومة البريطانية من جلسة صاخبة لمجلس العموم، بعد ظهر يوم الإثنين، خلال كلمة زعيم حزب المعارضة، حيث دعا لسحب الثقة من الحكومة، وحذرت ماي من تأييد إجراء استفتاء ثان على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مع تصاعد الدعوات المطالبة بذلك، بغية كسر الجمود السياسي بشأن الاتفاق الذي أبرمته مع الاتحاد الأوروبي.

وقالت ماي: "دعونا لا نفقد ثقة الشعب البريطاني، من خلال محاولة إجراء استفتاء آخر"، وأضافت: "إعادة الاستفتاء ستؤدي إلى أضرار لا يمكن إصلاحها في استقامة سياساتنا".

وتابعت: "إن إعادة التصويت على استفتاء بريكست، ستضر& كثيرا بمصداقيتنا، وستؤدي الى انقسام المجتمع البريطاني"، لافتة إلى أن اتفاق بريكست الحالي هو "أفضل الممكن".

لا استفتاء ثانيا

واستبعدت ماي ووزراؤها مرارا إمكانية إجراء استفتاء ثان قائلين إنه ربما يعمق الانقسامات ويضلل الناخبين الذين صوتوا في عام 2016 لصالح انسحاب بلادهم من الاتحاد الأوروبي بنسبة 52 في المئة.

واستغلت ماي بيانها أمام البرلمان يوم الاثنين لرفض فكرة إجراء استفتاء ثانٍ وتأكيد أن خطتها الرامية إلى الحفاظ على علاقات اقتصادية وثيقة مع الاتحاد الأوروبي بعد الانسحاب منه هي الخطة الوحيدة المتاحة. وقالت ماي "دعونا لا نخسر ثقة الناس بإجراء استفتاء آخر".

وأضافت أن إجراء تصويت آخر سيجلب أضرارا يتعذر إصلاحها في ما يتعلق بسلامة سياساتنا لأنه سيوجه (رسالة) إلى الملايين الذين آمنوا بالديمقراطية بأن ديمقراطيتنا لم تحقق تطلعاتهم.

التزام أوروبي

كما أكدت ماي أن الاتحاد الأوروبي ملتزم بمسودة اتفاق بريكست، وأنه "يريد علاقات قوية مع بريطانيا". ودعت أعضاء مجلس العموم لاتخاذ القرار بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي سريعا، مضيفة: "وظيفتنا أن نكمل المهمة".

وتعهدت رئيسة الوزراء البريطانية بالحصول على تطمينات من الاتحاد لحل الأزمة الحالية، وقالت أمام البرلمان بينما تصاحبها صيحات الاحتجاج "أعلم أن هذا الاتفاق لا يعتبره الجميع مثاليا. إنه حل وسط. لكن إذا جعلنا المثالي عدوا للجيد، فإننا بذلك نخاطر بالخروج من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق".

وأضافت أن الاتحاد الأوروبي عرض تقديم "المزيد من الإيضاحات" بشأن أكثر جوانب هذا الاتفاق إثارة للخلاف، وأن حكومتها لا تزال تسعى للحصول على "مزيد من التطمينات السياسية والقانونية".

سحب ثقة

من جانبه، شدد زعيم المعارضة في مجلس العموم البريطاني جيرمي كوربن، على أن اتفاق بريكسيت يجب أن يُطرح على التصويت، وأضاف في خطاب أمام مجلس العموم أن ما تطرحه رئيسة وزراء بريطانيا يعني أنه يتعين على البريطانيين أن "يقبلوا اتفاقا سيئا أو يرضوا باللا اتفاق".

ودعا كوربين إلى إجراء اقتراع بسحب الثقة من رئيسة الوزراء البريطانية بسبب عدم سماحها للبرلمان بالتصويت على الفور على الاتفاق الذي توصلت إليه بشأن خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي.

وأضاف: "أمام موقف رئيسة لحكومة، فإنني سيدي الرئيس (رئيس المجلس) حيث لا أملك سبيلا آخر لضمان إجراء التصويت هذا الأسبوع، فإنني أتقدم بطلب ينص على التالي: بما أن هذا المجلس لا يثق في رئيسة الوزراء، بسبب عدم سماحها لمجلس العموم بإجراء تصويت جاد على الفور بشأن اتفاق الانسحاب... فإنني سأتقدم بهذا الطلب على الفور".