إيلاف من نيويورك: قبل ساعات قليلة من موعد النطق بالحكم ضد مستشار الامن القومي الأميركي السابق، مايكل فلين، أصدر مكتب المحقق الخاص روبرت مولر مذكرة كشفت عن فحوى المقابلة التي جمعت عملاء من جهاز الاف بي آي، بفلين في البيت الأبيض.

وأثيرت تساؤلات كثيرة في الأسبوع الماضي حول طريقة تعاطي مكتب التحقيقات الفدرالي في موضوع التحقيق الروسي، واتهامه باستدراج عاملين في حملة ترمب و/او الفريق الانتقالي، لتقديم شهادات متناقضة تمهيدا للضغط عليهم من اجل الحصول على معلومات حول الرئيس ترمب.

تحولٌ كبيرة في حياة فلين

وشكلت المقابلة التي أجريت مع فلين في الرابع والعشرين من شهر بناير من العام 2017، تحولا كبيرا في حياة مستشار الامن القومي السابق الذي واجه فترة عصيبة بعد ذلك، نتيجة وصول التحقيقات الى ملفاته المالية المتعلقة بتركيا وروسيا قبل ان ينخرط في التعاون مع فريق روبرت مولر أواخر خريف العام الماضي، ينص على التساهل في توجيه الاتهامات مقابل التعاون.

توصية بعدم السجن

ومنذ عدة أسابيع أوصى المحقق الخاص بعدم سجن فلين بتهمة الكذب على محققي الاف بي آي، غير ان معلومات جديدة كُشفت في الأيام الاخيرة أوحت وكأن مكتب التحقيقات الفدرالي الذي كان يقوده جيمس كومي أراد توريط فلين في المقابلة واستدراجه الى تقديم إفادات كاذبة، حيث ان المحققين لم يطلعوه على مخاطر الكذب عليهم، واوهموه بعدم حاجته الى الاستعانة بمحامٍ اثناء المقابلة الشهيرة لأن ذلك سيؤدي الى تدخل وزارة العدل.

معادلة ماكابي

&وفي دعوى قضائية رفعوها يوم الثلاثاء الماضي، قال محامي فلين إن اندرو ماكابي نائب مدير مكتب التحقيقات أراد من خلال اقناع موكلهم بعدم الاستعانة بمحامٍ&اثناء جلسة الاستجواب، دفعه بنهاية المطاف الى الاعتراف بالكذب وتضليل المحققين.

كذبتان

فريق المحقق الخاص كشف مساء الاثنين عن فحوى اللقاء مع مستشار الامن القومي يومها، والحديث الذي دار معه، حيث وصل الى خلاصة تفيد بأن فلين كذب في مناسبتين اثناء رده على أسئلة المحققين، الذين كان من بينهم بيتر سترزوك الذي أُقيل من منصبه صيف عام 2017 بعد العثور على رسائل تؤكد تحيّزه ضد الرئيس الأميركي الحالي.

كذب فلين تمحور حول طلبه من السفير الروسي السابق في واشنطن سيرجي كيسلياك، عدم القيام بردود فعل اثر قرار الرئيس باراك أوباما في نهاية شهر ديسمبر&عام 2016 طرد عشرات الدبلوماسيين الروس من الولايات المتحدة، وأيضا التأثير على تصويت روسيا على قرار مجلس الأمن بشأن المستوطنات الإسرائيلية.

مسعاه للتأثير على تصويت مجلس الأمن

وكشفت المذكرة التي تضمنت تلخيصًا لنموذج FD 302 الذي استخدمه عملاء الأف بي آي لتسجيل ملاحظاتهم اثناء مقابلة فلين الذي نفى بشكل قاطع سعيه للتأثير على تصويت روسيا في مجلس الامن بشأن المستوطنات الإسرائيلية رغم ان المحققين ووفقا لوثائق قُدمت العام الماضي كانوا على علم بأن مستشار الامن القومي طلب من السفير الروسي التصويت ضد القرار او السعي لتأجيل التصويت عليه.

وقال فلين انه طلب الحصول على معلومات حول خطط التصويت، ولكنه كشف بعد اعترافه بالذنب العام الماضي ان مسؤولا رفيع المستوى في فريق ترمب الانتقالي طلب منه الاتصال بالحكومات الأجنبية بما في ذلك روسيا بشأن التصويت في الأمم المتحدة بشأن المستوطنات الإسرائيلية، وذكرت وكالة أسوشيتد برس أن المسؤول "الرفيع المستوى" هو صهر ترمب جاريد كوشنر.

محادثاته مع كيسلياك

أما في الملف المتعلق بتدخله لدى كيسلياك لضمان عدم رد موسكو على عقوبات كانت إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما قد فرضتها على موسكو، فإكتفى بالقول، "لا أتذكر"، وأشارت المذكرة "إلى ان فلين قال انه ربما تحدث مع كيسلياك بخصوص الامر ولكنه لا يتذكر أي شيء"، ووفق المحققين فإن فلين طلب فعلا من السفير الروسي عدم التصعيد ردا على تصرف الإدارة السابقة.

وبحسب الوثيقة، فإن عقوبات إدارة أوباما شكلت مفاجأة كبيرة لفلين الذي كان يحاول بناء علاقة جيدة مع كيسلياك، وتواصل معه في ذلك اليوم حوالي خمس مرات علما بأنه كان يقضي إجازة عيد الميلاد في جمهورية الدومينيكان.