نصر المجالي: في خطوة تحدٍ لحزب العمال المعارض الذي طلب زعيمه سحب الثقة من الحكومة، وقبل إجازة أعياد الميلاد ورأس السنة، ستبدأ بريطانيا حسب إعلان للمتحدث باسم رئيسة الوزراء تيريزا ماي بوضع خطط للتعامل مع خروجها المحتمل من الاتحاد الأوروبي دون التوصل إلى أي اتفاق.&

وأضاف المتحدث البريطاني أنه خلال اجتماع لماي في آخر جلسة لمجلس الوزراء قبل الإجازة، يوم الثلاثاء، جرى التوصل إلى أن الوقت قد حان لوضع خطط مكثفة للتعامل مع احتمال الخروج دون اتفاق، لكنه أشار إلى أن التوصل إلى اتفاق بشأن هذا الخروج المقرر في مارس 2019 لا يزال هو السيناريو الأرجح.

وقال المتحدث: اتفق مجلس الوزراء، في ظل أن الفترة المتبقية على الخروج من الاتحاد الأوروبي تزيد بقليل على ثلاثة أشهر، على&أننا وصلنا إلى نقطة صرنا فيها بحاجة إلى تكثيف تلك الاستعدادات. وهذا يعني أننا سنبدأ في وضع العناصر الباقية (لإتمام) خططنا للخروج دون اتفاق.

وأشار المتحدث إلى أن الخطط ستشمل إبلاغ المواطنين والشركات بالاستعداد لهذا الاحتمال.

دور الجيش&

وفي إطار الاستعدادات وخطط الطوارئ، قال وزير الدفاع غافن ويليامسون للبرلمانيين اليوم الثلاثاء إن 3500 جندي "سيكونون في حالة استعداد" للمساعدة في الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وقال وليامسون إن القوات يمكن استخدامها من قبل أي قسم أو إدارة بحاجة للمساعدة حسب الحاجة، لكن لم يتم تقديم أي طلبات محددة لهم في الوقت الراهن.

وأشار إلى أنه قد تكون هناك حاجة إلى أفراد إضافيين في الموانئ البريطانية، على الحدود أو حتى لمساعدة الشرطة في حال قيام عصيان مدني في حال عدم التوصل إلى صفقة للخروج وما ينجم من احتمالات نقص في المواد الغذائية أو غيرها من المشاكل.

وقال 10 داونينغ ستريت إن استخدام الجنود كان أمرا شائعا ومعتادا في الكثير من الحالات، مشيرا إلى كيفية مساعدة القوات بنجاح في إدارة الألعاب الأولمبية التي كانت استضافتها لندن.&

وفي حديثه في مجلس العموم، قال ويليامسون: "لم نحصل حتى الآن على أي طلب رسمي من أي إدارة حكومية لاستدعاء الجيش أو طلب معونته، لكن ما نقوم به هو وضع خطط للطوارئ، وما سنفعله هو أن يكون هناك 3500 من موظفي الخدمة في وضع الاستعداد". بما في ذلك النظامي والاحتياطي - من أجل دعم أي إدارة حكومية في أي حالات طارئة قد يحتاجون إليها.

تحدٍ للعمال

وفي ظل معارضة قوية داخل البرلمان للاتفاق، الذي توصلت إليه ماي مع دول الاتحاد الأوروبي، فهي تحدت حزب العمال المعارض، الذي هدد اليوم الثلاثاء، بتقديم طلب لسحب الثقة من الحكومة، بعد أن ضمنت دعم نواب حزبها والحزب الاتحادي الديمقراطي الإيرلندي.

ودعا زعيم حزب العمال البريطاني، جيريمي كوربن، أمس الاثنين، إلى إجراء اقتراع بسحب الثقة من رئيسة الوزراء البريطانية لعدم سماحها للبرلمان بالتصويت فورا على الاتفاق الذي توصلت إليه بشأن خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي.

ضمانات إضافية

يذكر أن رئيسة وزراء بريطانيا كانت طلبت يوم الجمعة الماضي من قادة الاتحاد الأوروبي ضمانات إضافية لإقناع أعضاء البرلمان البريطاني بتأييد اتفاق خروج بلادها من الاتحاد، وذلك بعد أيام من تأجيل ماي تصويتا برلمانيا على الاتفاق بعدما تبين لها أنه سيرفض بنسبة كبيرة.

وقالت ماي في مؤتمر صحفي في بروكسل عقب اجتماعها بقادة الاتحاد الأوروبي إنها ناقشت مع رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر الحصول من الاتحاد على ضمانات إضافية طالب بها البرلمانيون البريطانيون من أجل تأييد اتفاق الخروج الذي توصلت إليه لندن مع الاتحاد، ومن المقرر أن تنفصل بريطانيا رسميا في 29 مارس 2019.

وأضافت رئيسة وزراء بريطانيا أنها ستجري المزيد من المحادثات في الأيام القليلة المقبلة بشأن الضمانات الإضافية، مشيرة إلى أن تصويت مجلس العموم على الاتفاق سيتم قبل 22 من الشهر الحالي.

لا تفاوض

وكانت مصادر دبلوماسية، قالت إن وثيقة للاتحاد الأوروبي بشأن خروج بريطانيا تشمل فقط "احتمال أن ينظر التكتل في منح مزيد من الضمانات لبريطانيا بشأن الحدود بين ايرلندا وإقليم ايرلندا الشمالية"، ولكن الاتحاد لن يعيد التفاوض حول الاتفاق الذي تم التوقيع على مسودته في 25 نوفمبر.&

كانت ماي أعلنت تأجيل التصويت في مجلس العموم البريطاني على اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست" والذي كان مُقررًا له يوم الثلاثاء الماضي. وأقرّت بأن غالبية مجلس العموم كانت ستُصوّت ضده لو تم عرضه للتصويت.

وتعرّضت ماي، التي تولت رئاسة الوزراء بعد فترة وجيزة من التصويت على استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 2016، للانتقاد من أعضاء في حزبها بسبب خطة الخروج التي تفاوضت بشأنها مع دول الاتحاد.

ونجت ماي في الأسبوع الماضي من تصويت سحب الثقة منها كزعيمة لحزب المحافظين، بعد أن حصدت 200 صوت&من نواب الحزب مقابل 117 صوتوا لصالح حجب الثقة عنها.


&