الرباط: عبر عدد من المغاربة عن استيائهم من رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى، بعد أن هاجم بلدهم، بسبب الكسكس.
جاء هجوم أويحيى على المغرب، بشكل مبطن وساخر، بعد أن قال، خلال افتتاح معرض جزائري، وتذوقه كسكساً بالمناسبة: "في الخارج هناك دولة شقيقة جارة جعلت الكسكس منتوجها لوحدها في العالم. نحن نثبت العكس، فلا نقول الكسكس جزائري، فقط، ولكن مغاربي. لكن، لنُعرّف بالكسكس الجزائري".
ورأى عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي المغاربة أن كلام المسؤول الجزائري، كما تم تداوله في شريط متداول، بدل أن يجعل من الكسكس فرصة للمّ الشمل وتحقيق التقارب بين شعبين مغاربيين شقيقين، يشتركان في التاريخ والدين واللغة وفنون العيش، وظفه حطباً لصراع أراده متواصلاً.
ورأى آخرون أن من شأن استحضار أصول وتاريخ الكسكس أن يفتح هامشاً لتحقيق تقارب بين أبناء المنطقة المغاربية، بدل تنازع حقوقه بين دولها.
وكانت تقارير قد تحدثت عن إعلان خبراء مغاربيين، عن "مسعى مشترك لتسجيل الكسكس كتراث مشترك لدى منظمة اليونسكو، لكن الخطوة لم تتجسد بعد".
&
ثقافة التشارك&

يقول الكاتب والشاعر المغربي سعد سرحان، في حديثه عن آداب تناول الكسكس: "إذا كان الكسكس طعاماً جامعاً تقريباً، فإنه جماعي تماماً. ذلك أن قصعته لا ترضى بأقل من حلقة عائلية تُغذّي دفئها من حرارته. فتجد هذا يناول مما يليه ذاك، وتلك تغدق على هذه، والكبير يُلقِّم الصغير ... في درس عن ثقافة التشارك لا أوضح منه خارج حصة الكسكس".
لا ينسى سرحان أن يتحدث عن الأوقات التي ترتبط بها هذه الأكلة الشهيرة، فيقول: "يُقدّم الكسكس يوم الجمعة مأدبة، وفي العرس وليمة، وفي المأتم وضيمة، وحوله تنعقد حلقات الذكر.. فهو يبارك ويعزّي ويُحسن ويُسبِّح مفصحاً، هكذا، عن مكارم الأخلاق وعمق الورع".
&
جدل متكرر

فضلاً عن الكسكس، ونظراً لخصوصيات التاريخ المشترك للبلدين الجارين، يتجدد الجدل بين الجانبين، بخصوص عناوين أخرى لفن العيش المشترك، تتخطى المطبخ لتتناول الأزياء والموسيقى، مثلاً، وذلك من قبيل الجدل المرافق لــ"من يملك حقوق" القفطان والسلهام وموسيقى كناوة والراي.
&