فيما تم ترحيل مهمة استكمال تشكيلة الحكومة العراقية الى الثامن من العام المقبل وفشل المرشح لحقيبة الدفاع فيصل الجربا في الحصول على ثقة البرلمان وضرورة ترشيح بديل عنه فإن حظوظ رئيس البرلمان السابق سليم الجبوري بدأت تتصاعد لنيل حقيبة هذه الوزارة .. فيما حذر علاوي من قوى اقليمية تسعى للهيمنة على مقرات العراق.

واثر فشل البرلمان العراقي أمس في انهاء أزمة الحكومة التي دخلت شهرها الثالث وعدم نجاحه في انتخاب وزراء الوزارات الثلاث التي مازالت شاغرة وهي الدفاع والداخلية والعدل مكتفيا بالتصويت لمرشحي وزارتي التربية والهجرة فقد اعلن رئيسه محمد الحلبوسي عن رفع الجلسات الى يوم الثلاثاء الثامن من العام المقبل على أمل التوصل الى حلول للخلافات السياسية حولها. &

فلم يمنح البرلمان الثقة لمرشح كتلة الوطنية بزعامة اياد علاوي وهو الفريق الركن الطيار فيصل الجربا ما سيستدعي تقديم رئيس الحكومة عادل عبد المهدي مرشحا اخر بديلا عنه لاحقا ..وحين جرى التصويت على مرشح تحالف البناء بزعامة هادي العامري على رئيس هيئة الحشد الشعبي صالح الفياض لوزارة الداخلية، فقد انسحب نواب تحالف سائرون بزعامة مقتدى الصدر ومعهم مكونات تحالف الاصلاح بقيادة الصدر وحيدر العبادي ما اخل بنصاب الجلسة التي أصبحت غير قانونية فتم ترحيل التصويت الى جلسة مقبلة.

وإزاء فشل الجربا في الحصول على ثقة البرلمان، فقد بدأت المؤشرات تتجه نحو رئيس البرلمان السابق سليم الجبوري ليكون مرشحا بديلا لحقيبة الدفاع على الرغم من انه ليس عسكريا وهو منصب من حصة المكون السني حيث يتوقع ان يطرح رئيس الحكومة اسمه للتصويت في جلسة البرلمان المقبلة، اضافة الى الفياض مرشحا لحقيبة الداخلية.&

وكان الجبوري أكبر الخاسرين في الانتخابات البرلمانية الاخيرة التي جرت في مايو &الماضي حيث فشل في الحفاظ على مقعده النيابي للمرة الاولى منذ دخوله البرلمان عام 2005 وحصل على حوالي 4 آلاف صوت فقط في بغداد لم تؤهله للبقاء في البرلمان.

والجبوري محسوب على تيار الإخوان المسلمين رغم انسحابه العام الماضي من الحزب الإسلامي العراقي الذراع السياسية للجماعة في العراق. وهو يحتفظ بعلاقات جيدة مع القادة القطريين وكان قد زار مؤخرا قطر حليف جماعة الاخوان الإقليمي حيث التقى أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وعددًا من كبار المسؤولين.&

وبعد الانتخابات الاخيرة التحقت قوى سنية يتقدمها المحور الوطني بزعامة الشيخ خميس الخنجر بتحالف البناء الشيعي بتنسيق قطري ايراني، حيث شارك في الحكومة الحالية بعدد من الوزراء.

وشغل سليم الجبوري سابقا منصب نائب الامين العام للحزب الاسلامي العراقي الواجهة السياسية لجماعة الاخوان المسلمين في العراق .. وهو من مواليد قضاء المقدادية بمحافظة ديالى (65 كم شمال شرق بغداد) عام 1971 وفيها أكمل دراسته الأولية وحصل على شهادة الماجستير في القانون وعلى شهادة الدكتوراه عن أطروحته الموسومة &"حماية معلومات شبكة الإنترنت، دراسة قانونية" .. وقد عمل تدريسياً في كلية الحقوق بجامعة النهرين وكلية القانون بجامعة ديالى. وهو عضو لجنة إعادة النظر بالدستور العراقي ورئيس لجنة حقوق الإنسان في مجلس النواب العراقي سابقا. &

والحزب الإسلامي العراقي حزب سياسي تأسس في العراق عام 1960 وأعيد تأسيسه في لندن عام 1991 ثم عام 2003 في العراق بعد سقوط نظامه السابق. &

علاوي يحذر من قوى اقليمية تسعى للهيمنة على مقدرات العراق

حذر نائب الرئيس العراقي السابق زعيم ائتلاف الوطنية اياد علاوي الأمم المتحدة اليوم من وجود قوى إقليمية ودولية تسعى للاستيلاء على مقدرات العراق.

وخلال اجتماعه في بغداد مع الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جنين هينس بلاسخارت،& فقد تم بحث "مجمل التطورات على الساحة المحلية وملف تشكيل الحكومة، إضافة إلى التدخلات الخارجية في الشأن المحلي وتداعياتها السلبية على عموم الأوضاع" حيث لفت الى "وجود قوى اقليمية واخرى دولية تريد الاستيلاء على مقدرات العراق وقراره السيادي"، كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي تسلمت "إيلاف" نصه.

ودعا علاوي الأمم المتحدة الى اعتماد برامج ومبادرات تعزز وحدة المجتمع وتحقق المصالحة الوطنية وتسهم في تطبيق إصلاحات جذرية في جميع المجالات.

وكانت بلاخارست قد تسلمت مهامها الرسمية في العراق الأسبوع الماضي ممثلة للامين العام للامم المتحدة رئيسة بعثة المنظمة الدولية في العراق "يونامي"، حيث تعهدت "بمواصلة دعم الأمم المتحدة للعراق في مرحلة تعافيه من القتال ضد الإرهاب ويتطلع قدماً إلى مستقبل أكثر إشراقاً". وشددت على انها عازمة على "جعل رفاه العراقيين في مقدمة الأولويات والعمل لتحقيق هذا الهدف في المجالات الأمنية والإنسانية والسياسية والاقتصادية والتنموية".

وتتمتع بلاسخارت بأكثر من 20 سنة من الخبرة السياسية والدبلوماسية، حيث خدمت في العديد من المناصب الحكومية والبرلمانية الرفيعة وكانت قد تولت منصب وزيرة الدفاع في هولندا بين عامي 2012 و2017 وهي أول امرأة تشغل هذا المنصب، إضافة إلى كونها عضوا سابقا في مجلسي النواب الهولندي والأوروبي.