أسامة مهدي: بعد ساعات من اجتماع عقدته مبعوثة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع رئيس الحكومة العراقية عادل عبد المهدي اقلعت طائرة من بغداد متجهة الى موسكو وعلى متنها 30 طفلا روسيا من ايتام مقاتلين حاربوا في العراق مع تنظيم داعش.

وبحث عبد المهدي في بغداد اليوم مع آنا كازنتزوفا مبعوثة الرئيس الروسي فلاديمير بوتن لشؤون الطفولة تعزيز علاقات التعاون بين البلدين حيث اعرب عن تثمينه للرئيس الروسي لمواقفه الداعمة للعراق ولدور روسيا في مكافحة الارهاب الذي يعاني منه البلدان ويشكل عدوا مشتركا كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه الاعلامي الاحد تابعته "إيلاف".

واكد عبد المهدي "اهمية عدم التساهل مع الارهاب وضرورة الفصل بين القضايا الانسانية والجرائم الارهابية وعدم السماح بتكرار زج الاطفال والنساء في القتال مع الارهابيين مع ادراكنا ان هؤلاء الاطفال هم ضحايا ايضا" في اشارة الى اطفال عناصر تنظيم داعش من الروس المحتجزين في العراق.

واضاف &"اننا عانينا من فقدان الاف الاطفال العراقيين بين شهداء وجرحى ومهجرين ونازحين ويجب ان ننظر لهؤلاء وعوائلهم".. وردت عليه مبعوثة بوتين بنقل شكر الرئيس بوتن والحكومة الروسية لتعاون العراق في هذا المجال الانساني.

وقد تولت آنا كازنتزوفا مهام المنسق الرئيسي لإعادة الأطفال الروس الذين أصطحبهم أولياءهم إلى سوريا والعراق بطريقة غير مشروعة.

وهؤلاء الاطفال هم من أبناء داعشيات روسيات محكومات في العراق وقتل أزواجهن في صفوف التنظيم حيث تمت عملية اجلائهم من العراق بعدما تمّ الانتهاء من استصدار الوثائق المطلوبة لهم واستكمال الإجراءات اللازمة، وتتراوح أعمار الأطفال بين ثلاث وعشر سنوات من كلا الجنسين.

طائرة اقلعت من بغداد الى موسكو تقل ايتام داعش

وعقب الاجتماع أعلن رئيس جمهورية الشيشان الروسية رمضان قديروف أن 30 طفلا من "أيتام داعش" نقلتهم طائرة من بغداد اليوم الأحد متجهة إلى موسكو.

وأكد الرئيس الشيشاني، عبر قناته في تطبيق "تلغرام" نقلته وكالة "نوفوستي" الروسية أن الطائرة الخاصة غادرت بغداد، وعلى متنها مجموعة من الأطفال الذين كانوا محتجزين داخل المعتقلات العراقية، 24 منهم من جمهورية داغستان وثلاثة من الشيشان وطفلان من مدينتي موسكو وبينزا.

واوضح قديروف بأن العمل على إعادة الأطفال الروس الذين أخرجوا من البلاد من قبل ذويهم المتطرفين يجري بناء على توجيه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

من جانبها، أشارت الناشطة الحقوقية وعضو مجموعة العمل بشأن إعادة الأطفال الروس من مناطق الصراع في الشرق الأوسط، هيدا ساراتوفا، إلى أن هؤلاء الأطفال الـ30 سيُنقلون من المطار مباشرة إلى مركز للبحوث النفسية لفحصهم وإعادة تأهيلهم.

وشددت الناشطة على أن "أيتام الدواعش" يحتاجون إلى المساعدة، موضحة أنهم أمضوا مع أمهاتهم فترات طويلة في السجون العراقية في "ظروف لا تطاق"، ويعاني الكثيرون منهم من أمراض.

وتقدر مجموعة العمل عدد الأطفال الروس الموجودين في السجون العراقية والذين تواجه أمهاتهم اتهامات بالإرهاب بـ115 طفلا، ومن المقرر أن تشمل مرحلة مقبلة من العملية الجارية تحت إشراف الحكومة الروسية إعادة الأطفال الذين ولدوا في الأراضي السورية والعراقية بعدما غادر آباؤهم روسيا للانضمام إلى "داعش"، والعمل جار على تحضير الوثائق المطلوبة لذلك.

وأعيد نحو 100 امرأة وطفل من روسيا وكازاخستان وأوزبكستان إلى روسيا منذ عام 2017.

يشار الى ان السلطات العراقية تحتجز 833 طفلا ينتمون الى 14 جنسية اجنبية لعناصر قاتلت مع تنظيم داعش خلال احتلاله ثلث مساحة العراق عام 2014 قبل اعلان النصر عليه وطرده من البلاد في كانون الاول ديسمبر عام 2017.

وكان آلاف من الروس توجهوا إلى سوريا والعراق في السنوات الأخيرة للانضمام إلى صفوف تنظيم داعش بحسب تقديرات أجهزة الأمن الروسية. واصطحب بعضهم عائلاتهم.

وصدرت في الأشهر الأخيرة في العراق أحكام بالإعدام بحق أكثر من 300 شخص بينهم نحو مئة أجنبي كما حكم على آخرين بالمؤبد بتهمة الانتماء إلى تنظيم داعش وبين هؤلاء مدانات معظمهن من تركيا ودول آسيوية وجمهوريات روسيا.