أفادت مصادر طبية في سوريا عن قصف جوي لمستشفى مشيد من الصخور تحت الأرض بعمق 20 مترا في منطقة خاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة بمحافظة حماة.

وأكدت المصادر أن مستشفى كهف المغارة كان أفضل موقع طبي مؤمن في البلاد وخرج من الخدمة تماما بعد استهدافه بطائرات مجهولة حتى الآن، يوم الخميس.

ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات، لكن عمال إغاثة يقولون إن الهجوم يعد الأسوأ في موجة الهجمات ضد المستشفيات فى سوريا.

يأتي هذا فيما تقول الأمم المتحدة إن المساعدات لم تعد تصل إلى المناطق المحاصرة.

وقال اتحاد منظمات الرعاية الطبية والإغاثة، وهو ائتلاف دولي للجمعيات الخيرية الطبية، إن مستشفى كهف المغارة في بلدة كفر زيتا، بريف حماة الشمالي، أصيب بخمسة صواريخ في غارة الخميس.

مؤتمر سوتشي حول سوريا: جهد كبير ونتيجة متواضعة

لمحة عن منطقة عفرين الكردية السورية التي تتعرض لغارات تركية

عمال الإغاثة في سوريا: المستشفيات تُستهدف في الحرب

وقال آفي دي سوزا، المتحدث باسم الاتحاد إن "هذا المستشفى كان يُعتقد بصورة كبيرة أنه الأكثر أمنا في سوريا".

وأضاف دي سوزا إن السبب في عدم وجود وفيات يعود على ما يبدو لإجلاء الموظفين والمرضى إلى غرفة آمنة عندما سمعوا الطائرات القادمة.

وتقول المجموعة إن المنشأة تخدم 50 ألف من سكان المنطقة ويجري بها حوالي 150 عملية جراحية كبرى في الشهر وأنها تعرضت لأضرار جسيمة.

ولا يمكن وقوع مثل هذا الدمار واختراق المنشأة تحت الأرض إلا من خلال أسلحة متطورة مثل صواريخ القبو- باستر.

وأوضح دي سوزا إن "هذا هو أخطر هجوم في أكبر حملة ضد المستشفيات".

وسجلت المجموعة 14 غارة جوية المنشآت الطبية في سوريا في يناير / كانون الثاني الماضي فقط.

وقف التصعيد التركي الإيراني الروسي

ولم يتضح بعد من يقف وراء الهجوم الأخير إلا أن الطائرات الحربية السورية أو حليفتها الروسية تكثف الهجمات في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة.

ودائما ما تنفي سوريا وروسيا باستمرار استهداف المدنيين.

الجيش التركي
Reuters
الاجتياح التركي للحدود السورية بحجة استهداف الأكراد زاد من المعاناة الإنسانية والنزوح في سوريا

يأتي هذا في الوقت الذي حذر فيه مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سورية جان إيغلاند، من أن الجهود الدبلوماسية لإيصال المساعدات إلى سوريا أصبحت "عاجزة تماما".

وقال إيغلاند :" القافلة الأخيرة إلى المنطقة المحاصرة كانت في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني، نحتاج إنهاء القتال ووقف التصعيد من جانب روسيا وتركيا وإيران."

وشدد على أن البلاد تمر حاليا بأسوأ الظروف منذ 2015، فجميع القوافل يجب أن تحصل على موافقة الحكومة السورية والجماعات المسلحة لتوفير ضمانات أمنية لتصل إلى المناطق المتضررة.

وتدهورت الأوضاع أيضا مع العملية العسكرية التي أطلقتها تركيا في شمالي سوريا، الشهر الماضي، ضد الأكراد.

واجتاحت القوات التركية الحدود السورية وتشن هجمات على منطقة عفرين مستهدفة وحدات حماية الشعب الكردي، والتي تعدها أنقرة منظمة إرهابية، رغم أنها هي من تصدت لتنظيم الدولة الإسلامية وطردته من شمال سوريا وعاصمته الرقة.