نيويورك: ضربت موجة هبوط حادة بورصات نيويورك وطوكيو وهونغ كونغ، وبورصة الصين، لتهبط إلى أدنى مستوياتها الثلاثاء.

وهوت الأسهم الأميركية في تعاملات متقلبة الاثنين وهبط المؤشر داو جونز الصناعي حوالي 1600 نقطة عند أدنى مستوياته للجلسة.

ويعتبر الهبوط الأكبر على الإطلاق أثناء التعاملات من حيث عدد النقاط، مع تعمق تصحيح نزولي طال انتظاره من مستويات قياسية مرتفعة.

وأنهى داو جونز جلسة التداول ببورصة وول ستريت منخفضًا 1175.21نقطة، أو 4.6 بالمئة، إلى 24345.75 نقطة في حين هبط المؤشر ستاندرد آند بورز500 الأوسع نطاقا 113.19 نقطة، أو 4.10 بالمئة ليغلق عند 2648.94 نقطة.

وأغلق المؤشر ناسداك المجمع منخفضا 273.42 نقطة، أو 3.78 بالمئة، إلى 6967.53 نقطة، في حسن سجل المؤشران داو جونز وستاندرد آند بورز أكبر هبوط ليوم واحد منذ أغسطس 2011.

تراجع حاد في أسواق آسيا
تسجل أسواق المال في آسيا الثلاثاء تراجعًا حادًا متأثرة بانخفاض وول ستريت، حيث سادت حالة من الهلع بين المستثمرين بعد أشهر من الارتفاع في بورصة نيويورك.

ففي بورصة طوكيو سجل مؤشر نيكاي للشركات الكبرى انخفاضًا نسبته اكثر من 6 بالمئة بعيد ظهر الثلاثاء، وهو امر غير مسبوق منذ انتخاب دونالد ترمب رئيسًا للولايات المتحدة الذي ادت الى حالة هلع آنية.

وفي دول أخرى في المنطقة، انخفضت بورصة سيدني 3 بالمئة، وهونغ كونغ حوالى 5 بالمئة، وشنغهاي اكثر من 2 بالمئة. وكان العام 2018 بدأ بشكل جيد، اذ ان مؤشرات البورصات تسجل ارقاما قياسيا في نيويورك، لكن نشر التقرير الشهري حول الوظائف في الولايات المتحدة قلب الوضع.

والنبأ السار للاقتصاد الاميركي الذي تمثل بزيادة كبيرة في الاجور في يناير، كان له اثر مدمر على الاسواق التي تخشى تضخمًا وبالتالي تشدد نقدي اميركي بوتيرة اسرع مما كان متوقعاً. وفي الوقت نفسه ارتفعت معدلات عائدات سندات الخزينة مما ادى الى تعثر وول ستريت.

وقال ستيفن اينيس مسؤول الصفقات في منطقة آسيا المحيط الهادئ لدى مجموعة واندا، ردًا على سؤال لوكالة فرانس برس ان "المستثمرين مقتنعون بأن التضخم يعود، وان معدلات الفائدة سترتفع اكثر مما كان مقدرا".

صدمة
قال توشيهيكو ماتسونو المحلل في "اس ام بي سي نيكو ستكيوريتيز" لوكالة فرانس برس ان "هذا التراجع المفاجئ يشكل صدمة" لانه يأتي بعد سلسلة ارتفاعات غير مسبوقة منذ 26 عاما سجلت منذ مطلع العام في كل من نيويورك وطوكيو.

اضاف ان الاسواق تمر الآن بـ"مرحلة تصحيحية"، إذ ان مؤشر نيكاي خسر اكثر من 10% بالمقارنة مع اعلى مستوى له في 23 يناير، على غرار مؤشر داو جونز، الذي تراجع الاثنين اكثر من 10 بالمئة خلال الجلسة عن المستوى الياسي الذي سجله في 26 يناير.

وكان المحلل نفسه قال لوكالة بلومبرغ المالية في وقت سابق ان "السوق يتفاعل مع مخاوف المستثمرين من التضخم واحتمال تراجع الاقتصاد الاميركي في الوقت الذي ارتفعت فيه معدلات الفائدة بسرعة كبيرة".

ويمكن ان تشهد البورصات الاوروبية التي كانت مضطربة الاثنين جلسة جديدة صعبة الثلاثاء عند فتح، بدون ان تستلم لحالة الهلع في آسيا "حيث تميل الاسواق الى المبالغة" في رد فعلها، كما قال اينيس.

تمثل العملة اليابانية ملاذا للمستثمرين بالمقارنة مع العملة الخضراء في فترات التقلبات. وقد ارتفع سعر الين مقابل الدولار مسجلا 109,23 ين للدولار بالمقارنة مع 109,91 ين للدولار عند اغلاق الاثنين.

الانخفاض طال ايضا العملة الافتراضية بتكوين الذي يسجل تراجعا منذ اسابيع. وقد واصل انخفاضه الثلاثاء وبلغ سعره اقل من 6400 دولار بينما كان يبلغ عشرين الف دولار في ديسمبر.

وعلى الرغم من كل هذه التراجعات يبدو المراقبون مطمئنين. وقال ستيفن اينيس ان "الوقت حان لاجراء تصحيح"، مؤكدا انه لا يرى أي مؤشرات تدل على "انهيار". وقال بيتر غارنري المحلل لدى مجموعة "ساكسو بنك" انه يعتقد انه "تصحيح سليم خلال فترة قصيرة".

من جهته، قال شون فنتون المسؤول المالي في مجموعة "تريبيكا اينفستمنت بارتنرز" في سيدني لوكالة بلومبرغ ان "هناك امكانيات لعمليات شراء ايضا، ربما ليس اليوم، لكن في وقت لاحق خلال الاسبوع، بعد عمليات البيع الكبيرة هذه".