«إيلاف» من دبي: كشف البرلمان الإماراتي ( المجلس الوطني الاتحادي ) انه سيتم الأسبوع المقبل إصدار وثيقة عربية شاملة لمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، حيث تهدف الوثيقة لتقديم معالجة شاملة لظاهرة الإرهاب وفق مقاربة جديدة ورؤية شاملة وتدابير اجتماعية وفكرية واقتصادية وأمنية شاملة ضد كافة أشكال الإرهاب وفي كل بقاع العالم العربي، من أجل اجتثاث الإرهاب من جذوره والقضاء عليه نهائياً، ونشر مفاهيم الدين الإسلامي السمح بشأن التعارف والتسامح والحوار البناء بين مختلف الدول والأديان والثقافات، وحماية ونشر وترسيخ هذه المفاهيم والمحافظة عليها وتعزيزها لدى الأفراد والمجتمعات، وتعزيز الشراكات العربية-العربية ومع المنظمات الدولية والدول ذات القدرات المتقدمة في مجال مكافحة الإرهاب.

تحديات الأمة العربية

وأكد وفد البرلمان الإماراتي الذي يطير الى العاصمة المصرية القاهرة بعد غد الخميس برئاسة عبدالعزيز عبدالله الزعابي النائب الثاني لرئيس المجلس الوطني الاتحادي للمشاركة في أعمال المؤتمر الثالث للبرلمان العربي ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية، الذي سيعقد في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة يوم السبت المقبل الموافق 10 فبراير 2018. ان هذه الوثيقة التي سترفع بعد المصادقة عليها من قبل رؤساء المجالس والبرلمانات العربية، إلى مجلس جامعة الدول العربية التاسع والعشرين على مستوى القمة لإقرارها في اجتماعاته المقبلة ستعالج التحديات التي تواجه الأمة العربية في سبيل مكافحة الإرهاب، خاصة استمرار إرهاب القوة القائمة بالاحتلال (إسرائيل)، وإنكارها للحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته على ترابه الوطني وعاصمتها مدينة القدس وفق قرارات الشرعية الدولية، ورفض القوة القائمة بالاحتلال الامتثال لقرارات الشرعية الدولية.

عبدالعزيز عبدالله الزعابي النائب الثاني لرئيسة البرلمان الإماراتي 

القدس المحتلة

وأضاف الوفد الإماراتي ان الشعبة البرلمانية الإماراتية ستتقدم خلال أعمال المؤتمر بمقترحاتها وتعديلاتها على "مشروع وثيقة عربية شاملة لمكافحة الإرهاب"، وكذلك مقترحاتها وتعديلاتها على "مشروع البيان المتعلق بتطورات الأوضاع في مدينة القدس والأراضي العربية المحتلة".

وسوف يصدر عن الجلسة الختامية للمؤتمر الثالث للبرلمان العربي ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية بيان مشترك بشأن تطورات الأوضاع في مدينة القدس والأراضي العربية المحتلة.

ويضم وفد البرلمان الإماراتي في عضويته كل من: خالد علي بن زايد الفلاسي رئيس لجنة الشؤون الاقتصادية والمالية، وجاسم عبدالله النقبي عضو لجنة الشؤون التشريعية والقانونية وحقوق الإنسان، ومحمد أحمد اليماحي عضو لجنة الشؤون الخارجية والسياسية والأمن القومي، وعائشة سالم بن سمنوه عضوة لجنة الشؤون الاجتماعية والثقافية والمرأة والشباب، بالبرلمان العربي. ويحضر المؤتمر الأمين العام لجامعة الدول العربية، ورئيس الاتحاد البرلماني الدولي، ورئيس الجمعية البرلمانية لدول حلف الناتو، ورئيس الجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط.

أمل القبيسي ومكافحة الإرهاب عالميا

في سياق متصل تم انتخاب الدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيسة البرلمان الإماراتي، اول رئيسة برلمان في الوطن العربي، بالإجماع رئيسا للمجموعة الاستشارية البرلمانية الدولية رفيعة المستوى المعنية بمكافحة الإرهاب والتطرف خلال اجتماعها الأول بمقر الاتحاد البرلماني الدولي في جنيف والتي نشأت بالتنسيق بين الاتحاد البرلماني الدولي والأمم المتحدة، وبذلك تكون القبيسي أول امرأة رئيسة برلمان عربي تنطلق نحو العالمية وتكافح الاٍرهاب عالميا وتترأس اهم منصب في الاتحاد البرلماني الدولي لمكافحة الاٍرهاب في العالم، وذلك تقديراً لإسهاماتها البرلمانية على المستوى الوطني والصعيدين الإقليمي والدولي ولدور دولة الإمارات العربية المتحدة في التصدي للإرهاب والفكر المتطرف على الصعيدين الإقليمي والدولي، وحرصها على تحقيق الأمن والاستقرار في مختلف أرجاء العالم، والدور الحيوي للمجلس الوطني الاتحادي في تعزيز التعاون البرلماني الدولي في مواجهة الإرهاب والتطرف، فضلاً عن دوره على صعيد إصدار القوانين والتشريعات الخاصة بمكافحة الإرهاب والتطرف، وكذلك الدور الفاعل للمجلس على صعيد الدبلوماسية البرلمانية.


الدكتورة أمل القبيسي رئيسة البرلمان الإماراتي

الأولى من نوعها عالميا

وتعتبر المجموعة الاستشارية البرلمانية الدولية رفيعة المستوى المعنية بمكافحة الإرهاب والتطرف، الأولى من نوعها علي المستوي العالمي، والإطار المؤسسي الأول من نوعه للتعاون بين الاتحاد البرلماني الدولي والأمم المتحدة في مكافحة الإرهاب والتطرف، وجاء تشكيلها بناء على مطالبات ومقترحات سابقة تقدم بها المجلس الوطني الاتحادي خلال مشاركته في اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي، قادتها وقدمتها معالي الدكتورة أمل القبيسي، وتضم المجموعة في عضويتها " 15" رئيس برلمان ورؤساء لجان برلمانية هامة وممثلي برلمانات وأعضاء من اللجنة التنفيذية للاتحاد البرلماني الدولي يمثلون مختلف المجموعات الجيوسياسية في الاتحاد، وتهدف الي تنظيم المؤتمرات البرلمانية الإقليمية والعالمية؛ وإنشاء شبكة برلمانية عالمية لتعزيز التعاون بين لجان الأمن البرلمانية الوطنية وتنظيم برامج بناء القدرات للبرلمانات بشأن مكافحة الإرهاب والتطرف؛ وإعداد تقرير سنوي برلماني عن تنفيذ قرارات الأمم المتحدة والاتحاد البرلماني الدولي ذات الصلة، ووضع أفضل الممارسات والمبادئ التوجيهية للبرلمانيين؛ وتنسيق أنشطة الاتحاد البرلماني الدولي القائمة في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، وتعزيز القدرات المعرفية للبرلمانات الوطنية ولاسيما فيما يتعلق بالمتطلبات الدولية لمنع الإرهاب ومكافحة التطرف؛ بالإضافة الى تشجيع اعتماد تشريعات وطنية جديدة أو معدلة لمكافحة الإرهاب والتطرف؛ والتشجيع على تبادل الخبرات والممارسات التشريعية بين البرلمانيين في مجال مكافحة الارهاب. 

3 دول عربية وإيران 

وتضم المجموعة الاستشارية البرلمانية الدولية رفيعة المستوى المعنية بمكافحة الإرهاب والتطرف، رؤساء برلمانات ورؤساء لجان برلمانية وأعضاء من كل: الامارات ومصر والجزائر والصين وروسيا والسويد وأستراليا وسويسرا والأرجنتين وبنين وناميبيا وكندا واوغندا وإيران، بالإضافة إلى عضوية د. صابر شودري الرئيس السابق للاتحاد البرلماني الدولي (الرئيس الشرفي الحالي)؛ وتستند خطة عملها إلى قرارات واستراتيجية الأمم المتحدة ذات الصلة مثل الاستراتيجية العالمية لمكافحة الإرهاب لعام 2006 للأمم المتحدة وخطة عمل الأمم المتحدة لعام 2016 لمنع التطرف..

الوضع الراهن 

وقالت الدكتورة أمل القبيسي أن الوضع الراهن يحتم على البرلمانات مضاعفة جهودها عبر التعاون والتنسيق والحوار الفعال لتبني برامج واستراتيجيات مخطط لها تهدف إلى مكافحة الإرهاب والتطرف وتحقيق الاستقرار والتنمية والاستدامة وبناء مستقبل وغد أفضل للشعوب، مشيرة الي أن العالم يشهد في الوقت الراهن عددا من الأزمات والتوترات،

وترى القبيسي أهمية تبني رؤية برلمانية استراتيجية موحدة تساهم في رسم الإطار العام للتشريعات الوطنية وتعمل على التصدي للإرهاب والتطرف الذي يهدد استقرار وأمن العالم أجمع، بشكل أكثر فاعلية.

وأشارت الي أن مكافحة الإرهاب والتطرف تعد من أهم الموضوعات والقضايا، التي يركز عليها المجتمع الدولي في الآونة الأخيرة لما تشكله هذه الظاهرة من خطورة على الأمن والاستقرار الدوليين، لافته الي أن تطورات الإرهاب والتطرف تتطلب معالجة العوامل التي توفر أرضية خصبة لانتشار هذه الظاهرة، وذلك عبر بناء شراكات إقليمية ودولية فعالة لمواجهة هذا الخطر المتنامي.

الامارات تواجه التطرف العنيف

وأوضحت ان دولة الامارات تعد من أوائل الدول التي اعتمدت استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، مشيرة إلى أن المجلس الوطني الاتحادي، يضطلع من خلال دوره التشريعي، بدور حيوي هام، وفقاً للدستور، في إصدار التشريعات اللازمة لمكافحة هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد العالم أجمع.

وقالت ان التسامح والتعايش بين الأمم والشعوب من أهم ركائز سياسة دولة الامارات العربية المتحدة الداخلية والخارجية، حيث تلعب دوراً فعالاً في نشر القيم الإنسانية والحضارية النبيلة وتوفير الأمن والاستقرار، ومكافحة كافة أشكال العنف والتطرف، مؤكدة أن مواقف الدولة ثابتة وواضحة بشأن مكافحة الإرهاب، ونبذ التطرف والعنف بكافة أشكاله وصوره أياً كان مصدره.

من هي أمل القبيسي؟

هي أمل عبد الله جمعة كرم القبيسي أول إماراتية تصل لقبة المجلس الوطني الاتحادي (البرلمان) عبر انتخابات تشريعية، كما أنها الخليجية الأولى التي تصل للبرلمان عبر صناديق الاقتراع. وقد كانت أيضا أول إماراتية تترأس جلسة المجلس الوطني السادسة التي انعقدت في يناير 2012.

سجلت أمل القبيسي في 16 ديسمبر عام 2006 أول فوز نسائي في الانتخابات المحلية التي كانت أيضا تجرى للمرة الأولى في الإمارات. وقد احتلت بذلك المرتبة الثالثة بين الفائزين الأربعة، مما يشير إلى تحقيق إنجاز تاريخي للمرأة الإماراتية داخل المجتمع الذي يحترم كفائتها وعطائها. وقد صرحت أمل القبيسي في أول يوم لها داخل البرلمان: "إن التفاؤل يسود كل المواطنين على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة، مشيرة إلى أن الكل يتطلعون إلى أن تكون المرحلة المقبلة مبشرة وإيجابية."

وقد كانت حينها أمل القبيسي العضو الوحيد المنتخب مع ثمان أخريات في ذلك الدور التشريعي، وقد كان ذلك يعد إضافة حقيقية للحياة السياسية داخل المجتمع الإماراتي. فقد مثلت المرأة داخل البرلمان نسبة 22.5% مما وضع الإمارات في المركز الثاني على مستوى العالم من حيث تمثيل المرأة بعد ألمانيا.

وقد عينت فيما بعد النائب الأول لرئيس المجلس الوطني، مما أتاح لها الفرصة بترؤس جلسة المجلس الوطني السادسة المنعقدة في يناير 2012. وهي سابقة برلمانية تعكس نجاح المرأة الإماراتية من خلال مشاركتها في صنع القرار. وحصلت القبيسي على العديد من الجوائز المحلية والدولية.