لندن: يرفض البابا باستمرار الاتهامات الموجهة إلى القساوسة بارتكاب اعتداءات جنسية، وهذا يضعه في موضع اتهام بالتغاضي عن الحقائق، بحسب رسالة أخيرة وجهها إليه أحد الضحايا.

جدد البابا فرنسيس أخيرًا دفاعه عن أسقف تشيلي، قائلًا إنه لم يتلق شكاوى تتهمه بأنه علم بالاعتداءات الجنسية التي ارتكبها قس منحرف في تشيلي ضد قاصرين. 
لكن وكالة أسوشيتد برس ذكرت في تقرير لها أن البابا شخصيًا تلقى رسالة تقع في ثماني صفحات من أحد ضحايا هذا القس في عام 2015، وأن الرسالة تضمنت تفاصيل صريحة لاعتداءات قال الضحية إن رجال دين آخرين كانوا شهودًا عليها، بينهم خوان باروس الذي عُين أسقف أوسورنو في تشيلي في ذلك العام. 

ما أراد
أحيا التقرير الذي جاء فيه أن احد كبار مستشاري الحبر الأعظم سلمه الرسالة شخصيًا اتهامات من المدافعين عن ضحايا الاعتداءات الجنسية في الكنيسة، وجهوها إلى البابا فرنسيس (81 عامًا) متهمينه بأنه لا يستطيع، أو لا يريد، أن يفهم قضية هزت الكنيسة الكاثوليكية منذ زمن طويل.
قال بيتر سوندرز، عضو لجنة حماية القاصرين التي شكلها البابا وانتهى تفويضها في ديسمبر الماضي، إن البابا لا يريد أن يرى ما هو مفضوح أمامه، "لأن الاعتراف به اعتراف بأنه ما زال على الكنيسة أن تنظف بيتها". 
كتب الرسالة التي تسلمت صحيفة نيويورك تايمز نسخة منها خوان كارلوس كروز الذي اتهم القس فيرناندو كاراديما، واحد من ابرز القساوسة الكاثوليك سابقًا في تشيلي، بارتكاب اعتداءات جنسية. ودانت الكنيسة الأب كاراديما بارتكابه اعتداءات جنسية على قاصرين من عام 1980 إلى عام 1995، وعاقبته في عام 2011. 

رفض باستمرار
قال كروز في رسالته إن الأسقف باروس الذي كان قسًا وقتذاك شهد الاعتداءات. لكن البابا فرنسيس رفض باستمرار الاتهامات الموجهة إلى باروس بوصفها تشهيرًا، وألقى دفاعه عن الأسقف بظله على الزيارة التي قام بها إلى تشيلي في مطلع العام. 
في مواجهة الاتهامات المتزايدة للبابا فرنسيس باتخاذ جانب القساوسة المعتدين بدلًا من الضحايا، أرسل كبير محققي الفاتكيان بالجرائم الجنسية إلى تشيلي لسماع هذه الاتهامات. 
بعد نشر الرسالة، يواجه البابا الآن أسئلة صعبة. هل قرأ الرسالة وقرر ألا يكشف للصحافة أنه قرأها؟ هل اختار تصديق الأسقف باروس وتكذيب كاتب الرسالة كروز؟ أم أنه لم يقرأ الرسالة قط أو ربما قرأها لكنه نسي أمرها؟ 
بنظر كروز، البابا أصبح "لا يختلف عن الآخرين". وقال: "انه يتستر ولا يستمع إلى الضحايا". 
ويرى محللون مختصون بشؤون الفاتيكان أن البابا فرنسيس ربما لديه معلومات غير متوافرة لآخرين.


أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "نيويورك تايمز". الأصل منشور على الرابط:
https://www.nytimes.com/2018/02/05/world/europe/pope-sex-abuse-barros-ka