أقامت كوريا الشمالية عرضا عسكريا، بحضور الرئيس كيم يونغ أون، قبل يوم من افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، التي تُقام في كوريا الجنوبية.

وغالبا ما تتباهى بيونغ يانغ بعروضها العسكرية، لكن الأنباء عن هذا العرض ظهرت بعد إقامته، إذ بث التلفزيون لقطات فيديو مسجلة له.

وكان هذا العرض السنوي يقام عادة في أبريل/نيسان، ما دفع البعض لاعتبار تقديم موعده انتكاسة في العلاقات الدافئة بين الكوريتين التي صاحبت الأولمبياد.

لكن كوريا الجنوبية أعلنت يوم الخميس، أن رئيسها سيستقبل الوفد الكوري الشمالي إلى الأولمبياد السبت المقبل.

وسيتناول الرئيس الكوري الجنوبي "مون جاي إن" الغداء مع فريق يضم 22 فردا، سيكون من بينهم الرئيس الشرفي لكوريا الشمالية "كيم يونغ نام"، وكذلك "كيم يو جونغ" الشقيقة الصغري لزعيم كوريا الشمالية، وكلاهما حضر العرض العسكري.

وتعد شقيقة كيم يونغ أون أول عضو في الأسرة الحاكمة لكوريا الشمالية تزور الشطر الجنوبي.

ماذا نعرف عن العرض العسكري؟

في وقت مبكر من يوم الخميس، بدأ التلفزيون الحكومي الكوري الشمالي بث أفلام وطنية، فيما بدا أنه تمهيد لبث حي.

لكن صور فيديو مسجلة وغير معلن عنها مسبقا ظهرت على التلفزيون الرسمي، في تمام الساعة 17:30 بالتوقيت المحلي، (08:30 بتوقيت غرينتش).

وأفادت تقارير بأن العرض العسكري كان أقل حجما، مقارنة بالسنوات الماضية، وأظهرت صور الفيديو الزعيم كيم يونغ أون يتفقد القوات، إلى جانب زوجته "راي سول جو".

وقال السيد كيم إن كوريا الشمالية أصبحت "قوة عسكرية عالمية المستوى".

ويحتفي العرض العسكري لهذا العام بالذكرى السنوية السبعين، لتأسيس الجيش الشعبي الكوري، وتعد تلك هي أول مرة خلال أربعين عاما يقام فيها العرض في فبراير/شباط.

وعادة ما تعطي بيونغ يونغ أهمية إعلامية كبيرة لمثل تلك العروض العسكرية.

وفي الشهر الماضي، قال مسؤولون رسميون في حكومة كوريا الجنوبية إنه جرى رصد نحو 13 ألف جندي، و200 قطعة عسكرية بالقرب من أحد المطارات في بيونغ يانغ، فيما بدا أنه تحضير للعرض العسكري المشار إليه.

صواريخ باليستية

أهم ما جاء في العرض هو الكشف عن صواريخ قوية في نهاية العرض.

وظهر صاروخ باليستي عابر للقارات من طراز "هواسونغ 14"، وكذلك أربعة صواريخ من طراز "هواسونغ 15" الذي لفت أنظار المراقبين، وكلا الطرازين ظهرا في ذلك العرض لأول مرة.

عرض عسكري في كوريا الشمالية
AFP

واختبرت بيونغ يانغ الصاروخ هواسونغ 15 - الذي يبلغ مداه نحو 13000 كيلومترا، ويمكنه أن يصل إلى أي جزء من الولايات المتحدة - في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ما أدى إلى فرض حزمة جديدة من العقوبات على كوريا الشمالية.

لماذا التوقيت؟

أصرت كوريا الشمالية على إقامة العرض، على الرغم من انتقاد الولايات المتحدة وغيرها لتوقيته، قبل يوم من انطلاق دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، التي تستضيفها كوريا الجنوبية، وتبدأ من التاسع وحتى الخامس والعشرين من فبراير/شباط الجاري، في مدينة بيونغ تشانغ الجبلية.

وبدا ذلك العرض بمثابة انتكاسة للتقارب مع كوريا الجنوبية، المصاحب لدورة الألعاب الأولمبية.

لكن معلقين في كوريا الجنوبية قالوا إن عدم بث العرض حيا على التلفزيون الكوري الشمالي ربما استهدف التقليل من أهميته.

ما مستقبل الانفراج السياسي بين البلدين؟

سوف يسير الرياضيون الكوريون تحت علم واحد فى مراسم الافتتاح الجمعة.

وأعلنت كوريا الجنوبية أن رئيسها مون سيستقبل فريق كوريا الشمالية السبت، لكنها لم توضح مكان اللقاء.

وقد وصل معظم الوفد الكورى الشمالى، الذى يضم 280 عضوا، ومن بينهم مجموعة من المشجعين، إلى كوريا الجنوبية يوم الأربعاء.

ومن المقرر أن يصل المسؤولون رفيعو المستوى من كوريا الشمالية إلى الجنوبية، عبر طائرة خاصة الجمعة.

وأعلنت كوريا الشمالية الخميس أنها لا تنوي لقاء أي من مسؤوليها مع مسؤولين أمريكيين، خلال الأولمبياد.

وكان مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكي، قد وصل إلى كوريا الجنوبية الخميس، والتقى مع الرئيس مون في وقت لاحق.

وتشكك الولايات المتحدة في تصرفات بيونغ يانغ.

وقال بنس، في وقت سابق، إنه يرغب في "ضمان ألا تستخدم كوريا الشمالية الرمزية القوية للأولمبياد، في إخفاء حقيقة نظامها السياسي".

وأضاف أن واشنطن ستكشف قريبا عن "أقوى وأعنف حزمة من العقوبات على الإطلاق على بيونغ يانغ".

لكن بنس لم يغلق الباب أمام المفاوضات، قائلا إنه إذا كانت هناك "إمكانية لأي نوع من اللقاءات"، فإنه سيبلغ كوريا الشمالية بأن عليها "أن تتخلى تماما عن طموحها النووي وصواريخها الباليستية".

هذا وقد تأكد الآن أن شقيقة الزعيم الكوري الشمالي ستحضر الحفل الافتتاحي للأوليمبياد يوم الجمعة.