نصر المجالي: قالت مصادر غربية إنه من المحتمل أن يقوم المقاتلون الأكراد في شمال سوريا بتسليم البريطانيين الداعشيين اللذين تم اعتقلهما إلى السلطات الأميركية التي تطاردهما بقتل مواطنين لها مع غربيين آخرين.

وكانت وحدات الشعب الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، أعلنت أنها اعتقلت البريطانيين الكسندا كوتي (34 عاما) والشفيع الشيخ ( 29 عاما) وهم آخر شخصين من الخلية الإرهابية التابعة لتنظيم (داعش) التي تعرف باسم البيتلز "الخنافس" بقيا مطلقي السراح.

وقد اطلق على الأشخاص الأربعة في هذه الخلية التي تتهم بتعذيب وقتل رهائن غربيين اسم البيتلز "نسبة إلى الفريق الغنائي البريطاني الشهير" في ستينيات القرن الماضي، للهجتهم الانكليزية في الحديث، وهم جميعا من مدينة لندن.

قتل 27 رهينة

وقال مسؤولون أميركيون إن "خلية الإعدام" هذه قد قتلت أكثر من 27 من الرهائن الغربيين وعذبت عددا أكبر، وهي تضم محمد إموازي -"الجهادي جون" الذي قتل في غارة جوية أميركية في عام 2015، ويعتقد أن آين ديفيس الذي غادر المملكة المتحدة في عام 2013 للقتال في سوريا كان العضو الرابع في المجموعة، وهو مسجون في تركيا منذ 2017.

وكان إموازي، المولود في الكويت، المسلح المقنع الذي ظهر في مقاطع الفيديو المروعة التي بثها التنظيم يتحدث ساخرا من القوى الغربية قبل أن يقوم بذبح رهائن.

ومن بين الرهائن الذين ظهروا في مقاطع الفيديو تلك، عاملا الإغاثة البريطانيان ديفيد هاينز وألان هينينغ، والصحفيين الأميركيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف وعامل الإغاثة الأميركي بيتر كاسيك.

وتتحدث المصادر عن اجتمال سحب الجنسية من المعتقلين الداعشيين كونهما يتمتعان بجنسية أخرى، وتشير إلى أن ألكسندا كوتيه وهو من غربي لندن، شارك في تعذيب رهائن، بحسب الخارجية الأميركية، وعمل في مجال تجنيد المتطوعين للانضمام إلى (داعش).

وتقول الخارجية الأميركية إن الشيخ اشتهر بالقيام بعمليات تعذيب للرهائن باستخدام أساليب الإيهام بالغرق والإعدامات الكاذبة وعمليات صلب عندما كان يعمل حارسا للخلية.

قتل هينينغ

وكان تنظيم "داعش" نشر العام 2014 شريط فيديو يظهر فيه أحد عناصره وهو يقطع رأس الرهينة البريطاني عامل الإغاثة الإنسانية آلن هينينغ، مشيرا إلى أن إعدامه هو رد على الغارات الجوية البريطانية ضد مواقعه في العراق، ومهددا بإعدام رهينة أميركي آخر هو بيتر كاسيج.

وقال التنظيم في الشريط الذي حمل عنوان "رسالة أخرى إلى أميركا وحلفائها" وبثته مواقع جهادية، يوم 4 أكتوبر 2014 إن دماء آلن هينينغ أريقت "على أيدي البرلمان البريطاني" الذي صوت لصالح ضرب التنظيم المتطرف في العراق.

ثم عمد مسلح ملثم من التنظيم إلى قطع رأس الرهينة بسكين، على غرار ما حصل مع 3 رهائن غربيين آخرين، هم أميركيان وبريطاني.

 

وفي الشريط الذي بدا وكأنه نسخة طبق الأصل عن أشرطة الإعدامات الثلاثة السابقة، يخاطب الجلاد الملثم كعادته وبلكنة إنجليزية شبيهة بلكنة الجلاد الذي أعدم الرهينة البريطاني السابق ديفيد هينز، رئيس الوزراء البريطاني آنذاك ديفيد كاميرون.

دماء هينز

ويقول الجلاد مخاطبا كاميرون: "إن دماء ديفيد هينز على يديك يا كاميرون، وآلن هينينغ سيذبح أيضا لكن دماءه على أيدي البرلمان البريطاني".

وكان تنظيم "الدولة الإسلامية"، بث في سبتنبر 2014 شريط فيديو يظهر فيه أحد عناصره وهو يقطع رأس عامل الإغاثة البريطاني ديفيد هينز، مبرّرًا إعدامه بأنّه ردٌّ على انضمام لندن إلى "التحالف الشيطاني" الذي تقوده واشنطن ضده.

وشريط الفيديو الذي حمل عنوان "رسالة إلى حلفاء أميركا" وبُثّ على الإنترنت، كما بثّه مركز "سايت" المتخصص في رصد المواقع الإلكترونية الإسلامية المتشددة، يظهر هينز (44 عامًا) جاثيًا على ركبتيه ومرتديًا بزة برتقالية وخلفه يقف مسلح ملثم يحمل بيسراه سكينًا ينحر به في نهاية التسجيل الرهينة البريطاني. 

خطف 2013

يُشار إلى أنّ هينز وهو من اسكتلندا كان خُطف في سوريا في آذار 2013. وكان التنظيم هدد بإعدامه بحسب شريط الفيديو الذي بثه في وقت سابق من هذا الشهر وأظهر فيه قطع رأس سوتلوف.

وكان هينز يعمل في الحقل الإنساني منذ 1999 في مناطق تنوعت بين البلقان وأفريقيا والشرق الاوسط. ولدى خطفه كان يؤدي أوّل مهمة له لحساب منظمة "أكتد" الخيرية الفرنسية كمسؤول لوجستي في مخيم للاجئين السوريين قرب الحدود التركية.

وبُث شريط لإعدام هينز في نفس اليوم الذي وجّهت فيه عائلته نداء لخاطفيه ناشدتهم فيه الإفراج عنه. وقالت أسرة هينز، في بيان كانت نشرته الخارجية البريطانية إنّ الخاطفين لم يردّوا على أي من المحاولات التي قامت بها للاتصال بهم. وكتبت العائلة: "نحن أسرة ديفيد هينز، بعثنا إليكم برسائل لم نتلقَ أي ردّ عليها، نطلب ممن يحتجزون ديفيد التواصل معنا".