جددت قوى دولية دعواتها من أجل إنهاء القتال في سوريا، بعد فشل مجلس الأمن الدولي في دعم أحدث خطة مطروحة لوقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة السورية المسلحة، ويحاصرها الجيش النظامي.

واستمرت الضربات الجوية التي استهدفت منطقة الغوطة الشرقية قرب العاصمة دمشق لليوم الخامس على التوالي مما أسفر عن مقتل 229 شخصا، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض.

وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، في اتصال مع وكالة رويترز "خلال الأيام الأربعة قتل في قرى الغوطة 229 شخصا، منهم 58 طفلا و43 امرأة".

وتقصف قوات الجيش السوري آخر منطقتين رئيسيتين خاضعتين للمعارضة المسلحة وهما الغوطة الشرقية خارج دمشق، وإدلب في شمال غرب البلاد قرب الحدود التركية.

وقالت وزيرة الدفاع الفرنسية، فلورانس بارلي، إن باريس تشعر بالقلق الشديد بسبب الوضع هناك، مضيفة أن الضربات الجوية يجب أن تتوقف.

وقالت بارلي إن الوضع الإنساني وممرات الإغاثة ينبغي أن تفتح في أقرب وقت ممكن.

وكانت الأمم المتحدة دعت في وقت سابق إلى وقف إنساني وفوري لإطلاق النار في سوريا، لمدة لا تقل عن شهر، في ظل تقارير حول تدهور أوضاع المدنيين في المناطق المحاصرة.

ورفضت روسيا التي تدعم الحكومة السورية خطة وقف إطلاق النار في مجلس الأمن الدولي، التي كانت تنص على هدنة لمدة شهر كامل، وقالت إنها "غير واقعية".

وأدت حملة الضربات الجوية إلى احتماء آلاف العائلات في ملاجئ مؤقتة.

اليوم الأكثر دموية في الغوطة الشرقية منذ سنوات

"مقتل العشرات" في قصف جوي على الغوطة الشرقية

ما هي "مناطق خفض التوتر" في سوريا ؟

وقالت منظمة "انقذوا الأطفال" البريطانية إن أكثر من أربعة آلاف شخص يعيشون في مخابئ تحت الأرض خوفا من القصف الحكومي، الذي قال مراقبون إنه الأسوأ منذ 2015.

وأضافت المنظمة أن "الحصار يعني لهم أن لا مكان يمكن أن يؤويهم، ولهذا يجب أن يتوقف الحصار".

ومضت المنظمة قائلة إن "حدة القصف تجعل من الصعب جدا بالنسبة إلى عمال الإغاثة القيام بعملهم وتوزيع المساعدات".

يذكر أن منطقة الغوطة الشرقية يفترض أن تكون من ضمن أربع مناطق لخفض التصعيد أعلنت السنة الماضية للحد من إراقة الدماء في سوريا.

ويعيش في الغوطة الشرقية نحو 400 ألف شخص، ويخضع السكان منذ عام 2013 لحصار من القوات الحكومية.