تعليقًا على مقاطعة وزراء من حزب التجمع الوطني للأحرار المغربي للمجلس الحكومي المنعقد في الأسبوع الماضي بالرباط، اعتبر مصطفى الرميد، وزير الدولة المكلف حقوق الإنسان، أن المقاطعة أمر غير مقبول، وأكد أنه لا يزال يتساءل إن كانت هناك، فعلًا، مقاطعة للمجلس الحكومي الأخير من طرف وزراء "الأحرار" أم لا؟.

إيلاف من الرباط: قال الرميد أثناء استضافته في ملتقى نظمته وكالة الأنباء المغربية اليوم الثلاثاء "الذي يجيب ليس أي شخص، بل قيادة التجمع الوطني للأحرار والسيد أخنوش، وإذا كانت هناك مقاطعة لأي حزب للمجلس الحكومي، فهذا مستوى غير مقبول في التعاطي".

وأفاد وزير الدولة المكلف حقوق الإنسان "كنت مع رئيس الحكومة يوم الثلاثاء الماضي، ولم تكن هناك أي إشارة من التجمع إلى وجود مشكل ما، لأفاجأ لاحقًا بعد عودتي من السفر من مهمة رسمية في بلجيكا باتصالات لصحافيين، يسألون عن السبب وراء تخلف وزراء عن الحضور، وربط الأمر بوجود خلافات".

زاد الرميد قائلًا "المجلس الحكومي مؤسسة للدولة، وإذا ثبت وقوع مقاطعة من أي جهة كانت، فهذا يعني أنني لم أعد أفهم شيئًا في السياسة، ولا بد أن هناك اختلالات جسيمة لدى الفاعل السياسي، وإن كانت هناك جهة معينة تؤاخذ حزب العدالة والتنمية، فلائحة الإساءات البليغة التي تعرّض لها الحزب كفيلة باتخاذ موقف معيّن، لكننا لم نقل يومًا إننا سنقاطع مؤسسات المجلس الحكومي أو غيره، هي مسائل نعالجها في الوقت المناسب في إطار الميثاق الذي تم التوافق حوله، الأحرار يقولون إنهم لم يقاطعوا اجتماع المجلس الحكومي، وجميع الغيابات كان فيها اعتذار بالطريقة الرسمية".

وبشأن عدم مرافقة الوزراء المعنيين لرئيس الحكومة سعد الدين العثماني في زيارته لشرق البلاد، وبالتحديد مدينة وجدة، قال &الرميد "لم يحضر بعض الوزراء، وكان هناك تساؤل، لكن تبيّن أنهم تغيّبوا بسبب التزامات سابقة، واتصل أخنوش شخصيًا برئيس الحكومة، ليبلغه بأن لديّ التزام، وأن عدم وجوده لا يعني وجود مقاطعة ما.

ردًا على تصريحات الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله ابن كيران، أثناء انعقاد مؤتمر شبيبة حزبه أخيرًا، والتي هاجم من خلالها حزب التجمع الوطني للأحرار ورئيسه عزيز أخنوش، حينما تحدث عن زواج السلطة والمال، قال الرميد "سأعلق على كلمة ابن كيران، باستحضار ما كان يقوله حينما كان رئيسًا للحكومة، حيث كان لا يقبل أن تتم الإساءة إلى الوزراء، وكان يعلن ذلك، وهو موضوع مستمر حتى مع العثماني".

خلفت تصريحات ابن كيران الأخيرة، غضب قيادات حزب التجمع الوطني للأحرار، مما جعل العديد من الأقلام الصحافية، ومتتبعي الشأن العام بالمغرب يشيرون إلى تعمدها مقاطعة المجلس الحكومي وزيارة العثماني لشرق البلاد.

وكان ابن كيران هاجم أخنوش، مؤكدًا أن زواج المال والسلطة خطر على الدولة، واعتبر في كلمة ألقاها أن "الشعب المغربي لا يزال يحنّ إلى السياسيين الصالحين والأحزاب الأصيلة، وهي موجودة، وإن ابتلي بعضها، فإن البلاء يزول"، وفق قوله.