«إيلاف» من الرباط: قال محمد زيان، المنسق الوطني للحزب المغربي الليبرالي ووزير حقوق الانسان الاسبق إن الاحتفال بعيد الحب الذي يصادف 14 فبراير من كل سنة مسألة ليست اختيارية بالنسبة له، خاصة أنها تتزامن مع حلول ذكرى عيد ميلاده، مما يفرض عليه ضرورة الاحتفال بها سنويا.

وأضاف زيان في اتصال مع"إيلاف المغرب" أن احتفاله بعيد الحب"فالنتين " يتسم بالرزانة، و يتغير تدريجيا مع مرور السنين، حيث اختلفت طريقة و طقوس الاحتفال التي يقوم بها حاليا عما كان معتادا عليه في الماضي، حينما كان يحتفل أكثر.

شخصية رومانسية

و عن مكانة الحب في حياته اليومية، اعتبر زيان أنه يعد أهم شيء في الحياة، لأنه يجمع الإنسانية، و يشكل القاسم المشترك والموحد لجميع البشر، رغم اختلافهم، إلا أنهم يصبحون متساويين بفضله.

واعتبر زيان نفسه شخصا رومانسيا، لا يؤمن إلا بالعاطفة والأحاسيس الإنسانية، المتمثلة في المحبة والمودة، وكل ما هو شعوري و وجداني، بعيدا عن المادية.

و بشأن الجمع بين النقيضين الحب والحرب في شخصيته، لكون ميلاده تزامن مع اندلاع الحرب العالمية الثانية، وبالتحديد يوم 14 فبراير 1943، يقول زيان وهو ايضا نقيب سابق للمحامين "أنا معجب بالحرب لأنها تنتهي غالبا بالصلح والتفاهم، وتنأى عن التعنت والتشتت، والمعارك عزيزة علي، وأشعر بالفرح والغبطة حينما يحدث التجاوب والتجاذب بين طرفيها في الختام".

ويرى زيان ان الاحتفال بعيد الحب لا يشكل عادة دخيلة على المجتمع المغربي، كما يراه البعض ممن ينتقدون اقترانه بالبعد الاستهلاكي والتجاري من خلال اقتناء الهدايا والتذكارات في هذه المناسبة السنوية.

ويضيف قائلا"كل شيء دخيل على المجتمعات. لا يوجد أي شيء طبيعي على الإطلاق، عيد الميلاد دخيل ، ونرى الناس يحتفلون به من دون انتقاده، ونفس الشيء بالنسبة لعيد الحب، هو كذلك دخيل على ثقافتنا، وبالمناسبة، هناك من يرى أن عيد الأضحى غير ملزم، إضافة إلى مختلف الوسائل التي نستخدمها في حياتنا اليومية من سيارة و معدات إلكترونية وغيرها. من جهة ثانية، لا شيء يخلو من بعد تسويقي، فأداء فريضة الحج والعمرة كذلك يدخلان في نفس الإطار، لأنهما يكتسيان بعدا تسويقيا، على اعتبار أن التجارة تمثل أقدم حرفة في العالم".

الهدايا أنواع

و يرى زيان أن الهدايا لا تكون فقط في بعدها التجاري بتقديم هدايا عينية، بل تشمل كذلك جانب الروح، حينما يظهر الإنسان اهتمامه لشريك حياته، من خلال كلمة طيبة أو ابتسامة أو قبلة أو تقديم شيء رمزي، يترجم علاقتهما الوطيدة والقوية.

و تعقيبا على القول السائد بضرورة الاحتفال بالحب بشكل يومي وعدم ترك المسألة للمناسبات السنوية التي تقتصر على الاحتفال ليوم واحد، ثم العودة لروتين الحياة اليومية للأفراد، يقول المنسق الوطني للحزب الليبرالي للمغربي إن الأمر مرتبط بمراحل تطور الإنسانية، و أجواء التقارب التي يخلقها الأزواج في العلاقات التي تجمعهم.

ويشرح زيان قائلا"حينما يفكر الرجل كل صباح في كيفية إرضاء زوجته وجعلها تشعر بالسعادة برفقته، وتفكر المرأة بنفس المنطق، فهذا الأمر يشكل المستوى العادي و المقبول في أي علاقة، لكن مشاكل الحياة اليومية لا تمنح الفرصة للإنسان لكي يحب و يعبر عما يخالجه من إحساس، الحياة كلها خلافات و مبنية على الصراعات التي لا نستثني منها العلاقات العاطفية، و التي تقترن أحيانا بمشكل الرغبة في السيطرة على الطرف الآخر".

تقزيم الحياة العاطفية

و يعزو وزير حقوق الإنسان المغربي الاسبق حرص سياسيين على إبقاء حياتهم الشخصية بعيدة عن وسائل الإعلام و وسائل التواصل الاجتماعي، عوض الظهور رفقة زوجاتهم في مناسبات معينة، إلى انعدام الوعي الكافي لدى المجتمع، و الذي ينظر لجميع العلاقات بنظرة بخسة، يعملون من خلالها على تقزيم الأمور، وبالتالي تقزيم الحياة العاطفية، إضافة إلى كونهم لا يشجعون الحب.

و يقول زيان إن الشعب المغربي عاطفي بطبعه، من رأسه حتى أخمص قدميه، تغلبه العاطفة، وهو ما يتجلى بشكل واضح في نوعية العلاقات الإنسانية التي تحكمه، حتى إن تعلق الأمر بخصام أو جدال ما بين جارين، يهب كل واحد منهما لمساندة الآخر في محنته، سواء شمل الأمر حدوث حالة وفاة أو الإصابة بمرض، تجده دائما إلى جانبه، يسانده ويقدم له الدعم المعنوي والنفسي المطلوب.