نصر المجالي: جددت روسيا نفيها للتقارير التي تحدثت عن مقتل العشرات أو المئات من مواطنيها في ضربة للتحالف الدولي في سوريا، مؤكدة أن العدد لا يتجاوز الخمسة قتلى، لكن لا بد من تحديد جنسياتهم.

وقالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم الخارجية الروسية في مؤتمرها الصحافي المعتاد كل يوم خميس، إن التقارير حول مقتل عشرات ومئات المواطنين الروس ليست إلا تضليلاً. فلم يكن عددهم 400 ولا 200 ولا 100 ولا حتى 10. 

وأضافت: وفقا للبيانات الأولية، فإن الهجوم المسلح، الذي يجري التحقيق في أسبابه، قد يكون أدى إلى مقتل 5 أشخاص، من المحتمل أن يكونوا مواطنين روسيين. كما أن هناك ضحايا، لكن ذلك يحتاج إلى تحقيق، وخاصة بشأن الجنسية، لمعرفة ما إذا كانوا مواطني روسيا أو بلدان أخرى. وأود أن أؤكد مرة أخرى أن الحديث لا يجري عن الجنود الروس".

هجوم غير مبرر

وكانت قوات التحالف أعلنت مساء يوم الأربعاء عن "الهجوم غير المبرر" ليلة 8 فبراير الجاري، على مواقع "قوات سوريا الديمقراطية" من قبل القوات الموالية للحكومة السورية في محافظة دير الزور. 

وذكرت الخارجية الأميركية في البيان نفسه أنها "ردت على النشاطات العدوانية ضد شركائها في قتال تنظيم "داعش".

وأعلنت وسائل الإعلام الأميركية عن مقتل نحو 100 مقاتل من القوات الموالية للحكومة السورية. لكن وفقاً لوزارة الدفاع الروسية فإن الهجوم أسفر عن إصابة 25 مقاتلاً سورياً. 

وأشارت الوزارة إلى أن الحادث نجم عن عمليات الاستطلاع والبحث عن "خلية داعش النائمة" في منطقة مصفاة البترول دون التنسيق مع القوات الروسية.

بيان الكرملين 

وكان الكرملين أعلن يوم الثلاثاء أنه لا يملك معلومات عن مواطنين روسيين قتلوا في سوريا، وأن لديه فقط معطيات عن العسكريين الروس المتواجدين هناك.

وقال المتحدث الرسمي باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، اليوم: "مثلما تعرفون، في مثل هذه الحالات نعتمد فقط على معطيات تخص العسكريين الروس، الذين يشاركون في العمليات العسكرية الجوية، دعمًا للجيش السوري".

وأضاف بيسكوف: "ليست لدينا معطيات تخص روسيين آخرين قد يكونون في سوريا، وننصح بالتوجه إلى وزارة الدفاع للاطلاع على مثل هذه المسائل".

ودعا بيسكوف إلى عدم الاعتماد على أنباء وسائل الإعلام كمصدر للمعلومات، موضحًا أنه يوجد مواطنون روس في دول كثيرة، ومن الصعب أن تكون لدينا معلومات دقيقة عنهم.

من جانبه، أعلن رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب الروسي (الدوما)، الجنرال فلاديمير شامانوف، عن وجود جهات تبالغ وتتحدث عن قصد عن سقوط ضحايا روس جراء ضربات أميركية بالقرب من دير الزور بسوريا، مشيرا إلى عدم وجود معلومات مؤكدة عن ذلك.

وقال الجنرال شامانوف للصحافيين: "إذا حكمنا من خلال تحليل الاستخبارات، هناك الكثير من العلامات التي تشير إلى أن أحدهم يبالغ. لذلك، هناك تحقيق مفصل حول صحة هذه المعلومات، لكن لا وجود لشيء مؤكد".