نصر المجالي: دعا وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، إلى إنهاء العنف في الغوطة الشرقية، وقال بأن المملكة المتحدة سوف تضغط على روسيا في مجلس الأمن لحملها على تأييد وقف إطلاق النار لإتاحة إيصال مساعدات إنسانية عاجلة.

وقال جونسون في تصريح نقله موقع وزارة الخارجية: "هالني جدا العنف الوحشي عديم الشفقة الذي يتكبده أهالي الغوطة الشرقية على أيدي نظام الأسد. إنهم يعانون جحيما من صنع الأسد وداعميه".

وأضاف: واليوم في مجلس الأمن سوف تضغط المملكة المتحدة على روسيا لحملها على تأييد وقف إطلاق النار لإتاحة إيصال مساعدات إنسانية عاجلة. لا بد وأن تكون حماية السوريين وتوفير الإغاثة المنقذة للحياة التي هم بحاجة إليها ذات أولوية قصوى. والمملكة المتحدة ملتزمة بالعمل عن قرب مع كافة الشركاء الدوليين لضمان إنهاء إراقة الدماء الفظيعة، وإحراز تقدم تجاه التوصل لحل سياسي، وهو السبيل الوحيد لتحقيق السلام للشعب السوري.

انتقاد

وعلى صعيد متصل، وجّه وزير شؤون الشرق الأوسط، أليستر بيرت، انتقادا حادا لنظام الأسد "الوحشي" لاستخدامه الغذاء كسلاح حرب، وأعلن تقديم حزمة عاجلة من المساعدات البريطانية لتوفير ماء نظيف لنحو 575,000 شخص في إدلب.

وقال بيرت: إن حجم الخوف والمعاناة في سورية، إلى جانب التدابير الصعبة للغاية التي يتخذها السوريون للبقاء على قيد الحياة في هذا الصراع الذي لا يهدأ، قد أكده تقرير جديد من منظمة الإغاثة العالمية “ميرسي كور”، وبدعم من وزارة التنمية الدولية، ونُشر يوم (22 فبراير/شباط 2018).

واضاف: ومع دخول الصراع عامه الثامن، يكشف هذا التقرير بأن 9 من بين كل 10 أشخاص يعيشون خوفا يوميا على سلامتهم وسلامة عائلاتهم.

هجمات 

وقال إن التقرير بأن أثر الهجمات العسكرية مستمر على الرجال والنساء والأطفال الأبرياء الذين مازالوا يعيشون في سورية. حيث يواجهون عنفا خطيرا – يمكن أن يتسبب بمقتلهم أو إصابتهم أو تدمير ممتلكاتهم – مرتين أسبوعيا.

ولجأ آباء يائسون إلى اتخاذ تدابير قصوى، مثل بيع بيوتهم وإرسال أبنائهم للعمل لأجل الحصول على الأموال، بينما انضم البعض لجماعات مسلحة وأجبروا بناتهم الصغار على الزواج مبكرا.

وقال وزير شؤون الشرق الأوسط: "مع دخول هذا الصراع الوحشي عامه الثامن، يعرض هذا التقرير بكل وضوح الواقع المروع للحياة اليومية في سورية. حيث مازال نظام الأسد الوحشي يستخدم الغذاء كسلاح حرب، بينما تضطر العائلات لاتخاذ تدابير يائسة للبقاء على قيد الحياة، ويتضح لنا جليا مدى شجاعتها وصمودها".

مساعدات بريطانية

ونوه بيرت إلى أن ملايين السوريين الأبرياء من رجال ونساء وأطفال يعتمدون على المساعدات البريطانية، وهم بحاجة للحصول على مساعدتنا الآن أكثر من أي وقت مضى. لهذا السبب نوفر الماء النظيف لمئات آلاف السوريين الذين فروا من العنف في إدلب، وذلك لمساعدتهم على البقاء على قيد الحياة ولمنع انتشار أمراض مميتة يمكن اتقاؤها.

وقال: “لكن المساعدات وحدها لا تكفي. بل يجب على كافة الأطراف وقف العنف الدموي، وحماية المدنيين، واحترام القانون الدولي، والسماح فورا وبلا عراقيل بدخول قوافل المساعدات التي هناك حاجة ماسة إليها لإيصالها لمن يحتاجون للمساعدة. وبينما يبذل المجتمع الدولي جهودا للتوصل إلى حل سياسي للصراع، وهو ما يصبّ في مصلحتنا جميعا، فإن الإغاثة الطارئة هي السبيل الوحيد لتخفيف آثار الأزمة داخل سورية.”

شواهد 

ومن جهته، قال أرنو كيمن، المدير القطري لمنظمة ميرسي كور في سورية: هذه الدراسة تدعم، استنادا على الشواهد، ما نراه في عملنا اليومي في سورية. واستطاعة السوريين تدبير أنفسهم في خضم هذا العنف الشديد أمر مذهل وفيه شهادة على قدرة الإنسانية الهائلة على التكيّف مع الظروف. هذه أحداث صعبة للغاية، لكن مازال هناك بصيص من الأمل.

وأشار إلى أنه بفضل المساعدات البريطانية الحيوية، دأبت منظمة ميرسي كور على مساعدة السوريين منذ اندلاع الحرب قبل سبع سنوات تقريبا، وهذه المساعدات أنقذت الكثير من الأرواح. نعتقد بأن ما خلص إليه هذا التقرير يمنحنا سبلا جديدة لتعديل تلك المساعدات لمساعدة السوريين بأفضل السبل الممكنة.