أكد د. وليد فارس، مستشار حملة دونالد ترمب للشؤون الخارجية إبان الانتخابات، أن اللقاءات التي ستجري في واشنطن بين الرئيس الأميركي وقادة دول خليجية تأتي استكمالًا للقمة الأميركية - العربية والإسلامية التي احتضنتها الرياض في مايو من العام الماضي.

إيلاف من نيويورك: أشار فارس، في حديث إلى "إيلاف"، إلى أن "اللقاءات المقررة في واشنطن ستتناول بشكل أساسي كيفية مواجهة الانفلاش العسكري الإيراني، والحرب في سوريا واليمن، وعملية السلام في الشرق الأوسط، وليس كما تحدثت بعض التقارير عن أنها ستكون مخصصة أساسًا لأزمة قطر بشكل رئيس".

أولويات واشنطن
الخبير في السياسات الأميركية المتعلقة بالشرق الأوسط قال: "إن هدف إعادة العلاقات بين قطر والدول المقاطعة موجود في ذهن البيت الأبيض والكونغرس، غير أنه ليس أولوية بالنسبة إلى الأميركيين، فالأهم لدى إدارة ترمب مواجهة ما يمسّ بأمن الولايات المتحدة والدول الحليفة لها في الشرق الأوسط، وهذا يعني أن الأولوية هي إنهاء وجود داعش بشكل تام، والاهتمام بالمناطق التي تم تحريرها، وردع إيران، ومواجهة تمدد حزب الله، وإنهاء الأزمات في سوريا والعراق واليمن وليبيا".

تنسيق إيراني - قطري
أضاف فارس: "في الوقت الذي تصعّد فيه الإدارة والكونغرس بوجه طهران، عبر فرض عقوبات اقتصادية كبيرة عليها، وفي ظل حديث المسؤولين الأميركيين عن اقتراب موعد إلغاء الاتفاق النووي، رأينا أن هناك تنسيقًا بين قطر وإيران في العلن". 

تابع بالقول: "منطقيًا واشنطن غير سعيدة بقيام تنسيق استراتيجي بين طهران والدوحة، والأخيرة تعلم ماهية الموقف الأميركي، وبالتالي إذا أرادت قطر إقامة علاقات جيدة مع إدارة البيت الأبيض والكونغرس، فعليها أن تتضامن مع الموقف الأميركي والعربي تجاه النظام الإيراني، الذي يستمر في تهديد أمن المنطقة".

الشراكة بين أميركا والتحالف العربي
وعن كيفية التعاطي الأميركي مع الدول العربية، قال فارس: "منذ قيام ترمب بزيارة إلى الرياض، ولقاء قادة الدول العربية والإسلامية، وإعلان التحالف الأميركي العربي ضد الإرهاب، ومواجهة الانفلاش الإيراني، تعتمد النظرة الأميركية (الإدارة والكونغرس والرأي العام) على مقررات قمة الرياض، والشراكة الاستراتيجية الجديدة بين واشنطن والتحالف الذي تقوده السعودية والإمارات ومصر والأردن والدول الأساسية الأخرى التي تواجه الإرهاب". 

ولفت إلى أن "العلاقة الأميركية القطرية ليست بحجم العلاقات الأميركية الخليجية، رغم محاولة قطر استخدام قدرات إعلامية في الولايات المتحدة لمحاولة قلب الصورة، فالواقع يقول إن هناك محاولة أميركية لإعادة قطر إلى التحالف العربي، وليس إجراء مفاوضات من الند للند مع السعودية والإمارات والبحرين ومصر".

أما عن اتهامات قطر بتمويل الإرهاب واعتبار الأخيرة أن علاقاتها مع بعض التنظيمات جاءت بطلب أميركي، فرأى فارس في هذا السياق أنه "بالنسبة إلى مقولة إن علاقات قطر مع التنظيمات الإرهابية، كطالبان وغيرها، جاءت بطلب أميركي، فينبغي القول إنه خلال الحرب الباردة، طلبت واشنطن مساعدة الدول العربية لمواجهة الاتحاد السوفياتي، فخرجت بعض الحركات إلى العلن، وهذا الأمر انتهى بسقوط الاتحاد السوفياتي، وإدارة أوباما طلبت من قطر المساهمة في فتح حوار مع طالبان، لكن كل هذه الأمور انتهت مع وصول الإدارة الحالية إلى الحكم.