كشف باحثون من مركز "لايف ساينسيس" في جامعة راينفال الألمانية عن وجود بكتيريا تعيش في غسالات الملابس والصحون، ويمكن ان تهدد صحة المواطنين.

إيلاف من برلين: يمكن للبكتيريا أن تتراكم في أجهزة صنع القهوة عند عدم تنظيفها، وفي مرشحات المياه المنزلية، وفي السجائر الإلكترونية وغيرها، إلا ان الباحثين الألمان يتحدثون عن بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية تتراكم في غسالات الملابس والصحون.

ويقول الباحثون من مركز"لايف ساينسيس" في جامعة راينفال الألمانية أنهم اخضعوا غسالات الملابس والصحون في بيوت الألمان لفحوصاتهم، وأنهم عثروا على بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية تعشعش داخلها.

وإذ يطمئن الباحثون الناس إلى عدم وجود خطر من هذه الجراثيم في هذه الغسالات حالياً، إلا أنهم يحذرون من امكانية تحولها إلى خطر في ظروف وشروط معينة. وكمثل، بحسب التقرير الذي نشرته مجلة"الطبيب الألماني" أن تتحول هذه البكتيريا إلى خطر على الصحة عند غسل الملابس والصحون بدرجات حرارة منخفضة بشكل دائم.

 ودعت جامعة راينفال شركات إنتاج غسالات الملابس والصحون إلى الانتباه إلى هذه الثغرة والعمل على ردمها. كما دعت منتجي مساحيق الغسيل أيضاً إلى تحسين منتجاتهم بما يخدم منع تراكم البكتيريا في الأجهزة مستقبلاً.

بكتيريا تبطل عمل البنسلين

عمل الباحثون من مركز"لايف ياينسيس" في جامعة راينفال، بالتعاون مع فريق من الأطباء من مركز"دكتور شتاين" في مونشنغلاباخ، على البحث في الغسالات عن البكتيريا المقاومة للمضادة الحيوية من نوع ستافيلوكوكس اوريوس، المقاوم للميثيسيلين، التي تختصر بـ MRSA، المعروفة بمقاومتها لمعظم المضادات الحيوية.

وتركز البحث أيضاً على الكشف عن البكتيريا التي تطلق انزيم بيتا- لاكتاماس المعروفة أيضاً بمقاومتها للمضادات الحيوية. ومعروف عن هذا الانزيم انه يبطل عمل المضادات الحيوية مثل البنسلين وكاربابينيم.

وينص التقرير ان العينات التي أخذت من هذه الغسالات لم تتكشف في المختبر عن بكتيريا MRSA، لكنها تكشفت عن وجود البكتيريا التي تفرز بيتا-لاكتاماس بتركيز مقلق.

ودعا البروفيسور درك بوكمول، استاذ علم البكتيريا والتعقيم من جامعة راينفال، العائلات إلى تنظيف الغسالات بين فترة وأخرى، وإلى استخدام المواد القاصرة، وبرامج الغسل بدرجات حرارية عالية، لتجنب تراكم البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية في غسالات الملابس والصحون.

بكتيريا مقاومة في 96% من غسالات الصحون

أخذ الباحثون عينات من عشرات غسالات الملابس والصحون من عائلات تعيش في مدينة كامب-لينتورف، القريبة من مركز جامعة راينفال، وعثروا على البكتيريا التي تطلق انزيم بيتا- لاكتاماس في 96% من غسالات الصحون، وفي 79% من غسالات الملابس.

وبعد التثبت من وجود هذه البكتيريا عمد الباحثون إلى معرفة العلاقة بين مختلف برامج الغسيل، ودرجة الحرارة، وبين تراكم هذه البكتيريا. واستخدموا، كمثل، برنامجاً لغسل الملابس القطنية التي تغسل عادة بدرجة حرارة تتراوح بين 20 و50 درجة مئوية. وجربوا هذه البرامج أيضاً باستخدام المواد القاصرة أو بدونها وباستخدام المعقمات أيضاً.

وكانت النتيجة هي ان غسل الملابس والصحون بدرجات حرارة عالية لايدع أي مجال لتراكم البكتيريا العادية والبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية في الأجهزة. وإذ قتلت الحرارة البكتيريا العادية بنسبة 100% تبقى شيء قليل من البكتيريا التي تطلق انزيم بيتا- لاكتاماس في ثنايا الأجهزة رغم الحرارة العالية.

عناية أكبر عند وجود طفل رضيع أو إنسان مريض

وقال البروفيسور بوكمول ان على العائلات التي ترعى أطفالاً رضع، أو ترعى أشخاصاً مرضى ومقعدين، ان تنتبه إلى تنظيف وتعقيم غسالات الملابس أكثر من غيرها. ونصح هذه العائلات، بين فترة واخرى، باستخدام برامج الغسيل بدرجات حرارة تزيد عن40 مئوية، وان بدون ملابس، وباستخدام المعقمات والمواد القاصرة.

وفي حالة غسالات الصحون، اعتبر بوكمول هذه الأجهزة أفضل بكثير من الغسل باليد، وان هذا يشمل الصحون والملاعق والاشواك والسكاكين. وقال ان غسل الصحون بدرجات حرارة عالية لم يبق على بكتيريا تذكر في جوف الغسالات.

وينبغي في هذا المجال غسل الأواني التي استخدمت للعمل على اللحم الطازج بشكل جيد وبدرجات حرارة عالية، لأن اللحم سريع التفسخ. وعموماً لا يتطلب غسل الصحون الحذر من درجات الحرارة كما هي الحال مع غسل مختلف الأنسجة.