عالم أميركي في التكتونيات والأرض يؤكد أن مدينة أطلنطس الأسطورية هي أسطورة بالفعل، فهذه المدينة غير مفقودة في قاع المحيط، لأنها غير موجودة في الأصل، وتقنيات ترسيم خرائط قاع المحيطات تشهد على ذلك.

إيلاف من دبي: الإثارة والتشويق يدفعان الإنسان دائمًا إلى الاعتقاد بالأساطير والخرافات، ولهذا – ربما – استمر مدة طويلة الاعتقاد بأسطورة مدينة أطلنطس المفقودة. إلا أن للعلم والتقانة حديثًا آخر: آن أوان إنهاء هذه المسألة، فمدينة أطلنطس غير مفقودة، لأنها لم تكن موجودة يومًا، بل هي من نسج الخيال.

هذه خلاصة قول تقرير نشرته مجلة "نيوزويك" الأميركية أخيرًا، اعتمد فيه على سِث شتاين، الأستاذ المتخصص في علمي التكتونيات والأرض في جامعة نورث وسترن الأميركية، الذي قال إن أقوى سحب لأسطورة أطلنطس من التداول بصفتها حضارة قديمة حقيقية هو حقيقة ساطعة مفادها أن الإنسان لم يجدها.

هذا مستحيل
تخطيط المحيطات ورسم خرائطه علم متقدم جدًا اليوم، فعلماؤه يستخدمون تقنيات "السونار" التي ترسل نبضات صوت قوية إلى قاع المحيطات لقياس عمق المياه، ولرؤية تفصيلات هذا القاع. 

لم تظهر مدينة أطلنطس بمعاينة قاع المحيط كله بالسونار 

ونسبت "نيوزويك" إلى شتاين قوله: "تمت معاينة قاع المحيط بكامله بهذه التقنية، وما ظهرت أطلنطس أبدًا، تحديدًا في المكان الذي أشارت إليه النظريات الكثيرة التي تناولت موقعها".

أضاف: "نملك خرائط دقيقة لقاع المحيط الأطلسي، ولا دلائل على وجود قارة مفقودة هناك. وإذا كانت ثمة قارة مفقودة في الأصل، فكان سيتم رسم خرائطها منذ أمد بعيد". والكلام هذا ينسحب على باقي المحيطات.

حتى لو سلمنا جدلًا بأن تقنية رسم خرائط قاع المحيط أخطأت بأي شكل من الأشكال، وفاتها تعيين مكان المدينة الغارقة، فوجودها مستحيلٌ علميًا. وفقًا لشتاين: "ببساطة، الأجسام الأقل كثافة لا تغرق في الأجسام الأكثر كثافة. بعبارة أوضح، يستحيل أن تغرق قارة في محيط".

مغمورة موقتًا
إيضاحًا لهذه الحقيقة العلمية، يمكن ارتفاع منسوب مياه البحر وهبوطه على مر الزمن أن يؤديا إلى اختفاء الجزر، إلا أنها لم تغرق بل هي مغمورة بالماء موقتًا. كما يمكن الجزر أن تتأكّل بفعل عوامل التعرية الطبيعية، كالمناخ والمحيطات، لكن هذا التأكّل لا يمكنه تفسير اختفاء قارة برمتها في قاع المحيط.

يخلص تقرير "نيوزويك" إلى الآتي: "ربما نشأت قصة أطلنطس من قبيل الخرافة، لا القص الخيالي التاريخي، وربما تعزى أول قصص هذه المدينة المفقودة إلى أفلاطون في عام 330 قبل الميلاد تقريبًا، وربما كانت اختراعًا هدفه تعليم أمثولة أخلاقية. فعلى الرغم من التقدم الذي وصل إليه شعب أطلنطس، فالرواية تقول إنه كان غاية في الجشع، وربما أدى هذا إلى غرقها، بحسب مجلة ’العلوم الحية‘ (لايف ساينس)". 

في الوقت الراهن، تؤكد "نيوزويك" أن الكثير من الأدلة العلمية يدحض إدّعاء وجود أطلنطس، "لكن هذا لا يعني أبدًا أن يتخلى الإنسان عن متعة الاعتقاد بأسطورة عاشت طويلًا".

 

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "نيوزويك". الأصل منشور على الرابط التالي:
http://www.newsweek.com/could-lost-city-atlantis-exist-ocean-mapping-reveals-likelihood-legendary-city-828457