إيلاف من الرياض: وقعت السعودية ومصر اليوم الاثنين، اتفاقيات استثمار لتطوير أراضٍ مصرية جنوب سيناء، لتكون ضمن مشروع "نيوم"، الذي أعلن عنه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال مؤتمر مبادرة الاستثمار المستقبلي.

ويأتي توقيع هذه الاتفاقيات استكمالًا للاتفاقيات التي وقعتها حكومة البلدين أمس الأحد في إطار الزيارة التي يقوم بها حاليا إلى القاهرة، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، حيث التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وأكدت الدكتورة سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي أن الحكومة المصرية قامت بمجهود كبير لجذب الاستثمار، حيث قامت بتطوير شامل للبنية الأساسية، ثم نفذت برنامج إصلاح اقتصادي وتشريعي، تم تنفيذه بعد استطلاع آراء المستثمرين في الأقطار الشقيقة والدول الأجنبية.

وأشارت وزيرة الاستثمار إلى أن المناخ في مصر أصبح محفزًا لضخ المزيد من الاستثمارات خلال المرحلة المقبلة.

وعرضت سحر نصر في وقت سابق الفرص الاستثمارية على المستثمرين السعوديين في مختلف المجالات والقطاعات، ودعتهم لتوسعة استثماراتهم في مصر، وضخ استثمارات جديدة خاصة في العاصمة الإدارية الجديدة ومحور تنمية قناة السويس ومشروع تنمية غرب مصر وسيناء، وطالبتهم بتوجيه شكواهم لوزارة الاستثمار إذا ما تعرضوا لأي مشكلة، من أجل حلها، مؤكدة أن الحكومة تعطي أولوية كبيرة لحل كل مشاكل المستثمرين، ومنهم السعوديون.

صندوق استثماري

وأسست السعودية ومصر صندوقا مشتركا بالمناصفة بما تزيد قيمته عن 10 مليارات دولار، (حصة المصريين منها الأراضي المؤجرة لمدد طويلة) للاستثمار في الأراضي الواقعة في الجانب المصري ضمن مشروع "نيوم".

وتعتبر اتفاقية الاستثمار الموقعة بين الطرفين متفرعة عن اتفاقية صندوق الاستثمار السعودي المصري المشترك، كما وقع البلدان اتفاقية بيئية تعد جزءًا من الاستراتيجية السعودية قبل شروعها في البدء في مشاريع البحر الأحمر.

والاتفاقية عبارة عن بروتوكول لحماية البيئة البحرية والحد من التلوث للمحافظة على الشعب المرجانية والشواطئ، والاتفاق على ضوابط ملزمة لمنع التلوث البصري.

ويعد "نيوم" مشروعًا سعوديًا واعدًا لمدن المستقبل، أطلقه الأمير محمد بن سلمان، في 24 أكتوبر 2017، ويقع في أقصى شمال غرب السعودية، ويشمل أراضي داخل الحدود المصرية والأردنية.

وتعتزم السعودية إنشاء سبع نقاط جذب بحرية سياحية في البحر الأحمر، في "نيوم"، ما بين مدن ومشاريع سياحية.

وتعمل أيضا على إنشاء 50 منتجعاً على البحر الأحمر و4 مدن صغيرة في مشروع البحر الأحمر، الذي أعلنت عنه الرياض مؤخرا.

كما ستقوم بتطوير المناطق بين "نيوم" ومشروع البحر الأحمر، وخلق 3 وجهات سياحية أخرى بين جزر وشواطئ، وستنشئ السعودية أكثر من 15 واجهة بحرية ومئات المنتجعات. 

وتمتاز منطقة "نيوم" بخصائص مهمة، أبرزها الموقع الاستراتيجي الذي يتيح لها أن تكون نقطة التقاء تجمع أفضل ما في المنطقة العربية وآسيا وأفريقيا وأوروبا وأميركا، وتقع المنطقة شمال غرب المملكة على مساحة 26.5 ألف كم2، وتطل من الشمال والغرب على البحر الأحمر وخليج العقبة بطول 468 كم2، ويحيط بها من الشرق جبال بارتفاع 2500 متر، يضاف إلى ذلك النسيم العليل الذي يسهم في اعتدال درجات الحرارة فيها، كما ستتيح الشمس والرياح لمنطقة المشروع الاعتماد الكامل على الطاقة البديلة.