إيلاف من القاهرة: في زيارة وُصفت بالتاريخية، قام الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي بزيارة كاتدرائية العباسية، حيث استقبله البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، في المقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية. 

وألقى ولي العهد السعودي كلمة أكد فيها على الشواهد التاريخية للتعايش والتراحم بين المسلمين والأقباط، مجددًا التأكيد على أهمية التعاون الإسلامي المسيحي في وأد الفتن واستقرار المجتمعات والأوطان.

وقال الأمير محمد بن سلمان: "الواقع، الأقباط عزيزون على كل مسلمي العالم، وليس مصر فقط.. المسلمون يجب أن يعرفوا ذلك الدور الوطني الذي تحملته الكنيسة من أذى، نعزيكم في شهدائكم الغاليين علينا وعلى مصر والعرب والعالم، ونشهد لكم بموقفكم تجاه العنف الذي حدث لكم، وعدم رد الأذى بأذى، ذلك الموقف الذي كان مميزًا جدًا، ومضرب مثل، الآن موجات إرهابية كثيرة في المنطقة، ولكن الرئيس عبدالفتاح السيسي، وكذلك الإمارات والأردن وغيرها من الدول تصدوا لهذه الهجمات".

واستطرد ولي العهد قائلًا: "الرسول يقول لكم دينكم ولي ديني، وكانت زوجته مسيحية، وعمرو بن الخطاب صلى بجانب الكنيسة حتى لا تتحول مسجدًا، وكل هذه شواهد تاريخية للتعايش والتراحم والتآزر".

واختتم كلمته قائلًأ:" نحب أن نؤكد تعاوننا الدائم معكم، التعامل الإسلامي - المسيحي بقيادة الأقباط بمصر للمسيحيين في المنطقة، نظرًا لمكانتكم التاريخية".

من جانبه، رحب البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، بزيارة الأمير محمد بن سلمان قائلًا: "نرحب بهذه الزيارة الغالية علينا، زيارة الأمير محمد بن سلمان، في أول زيارة للكنيسة القبطية في مصر، ونرحب بالأحباء الوفد المرافق لسموك، نتذكر زيارة جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز في محل إقامته منذ عامين".

وقال: "بإسم الكنيسة القبطية المصرية، وباسم الآباء الحاضرين، وباسم المجمع المقدس، وكل الهيئات الكنسية، والأوقاف، والمجلس، والمعاهد التعليمية، وكل جموع الأقباط، نرحب بسموك في هذه الزيارة الطيبة.. زيارة سموك سعادة لكل المصريين، والعلاقات الطيبة بين مصر والسعودية، وهي علاقات لها جذور، وسلامة هذه العلاقات هي سلامة لكل المنطقة العربية".

أهلًا بك في بلدك

وأضاف البابا تواضروس في كلمته الترحيبة بولي العهد :"نتابع بإعجاب التطورات التي نقرأ عنها في الصحف والقنوات والميديا بصفة عامة، والتطورات الحادثة في السعودية تساهم بشكل كبير في تنمية المنطقة العربية كلها، ونقدر للسعودية استضافتها للملايين من كل البلاد، ومنهم المصريون الذين يعملون هناك، ويجدون كل رعاية ومحبة، ولنا أولادنا المصريون المسيحيون الذين يعملون في السعودية، وهم يشيدون بالعمل الطيب من السلطات السعودية.

وقال إن الكنيسة القبطية تعود جذورها للقرن الأول الميلادي، وهي مؤسسة وطنية خالصة، وعلى الرغم من أن الوطن احتل، إلا أن الكنيسة المصرية لم تحتل، وهي كنيسة مخلصة للوطن، وكلمة قبطي تعني مصريا، والكنيسة بخدمتها تعتني بالمواطن.

واستطرد: "ونتذكر زيارات الأنبا مرقس للسعودية 3 مرات منذ عام 2012، وعاد بانطباعات طيبة، وكذلك الترحاب الذي لاقاه هناك، والمحبة الخالصة التي قدمت له، وهنا عرض الأمير تكرار الزيارة لنيافة الأنبا مرقس، ولكل الحاضرين.

وقال البابا تواضروس :"نسعى للحياة والسلام، ونريد أن تكون هذه المناطق في قمة التقدم الدائم، وإن النهضة التي نراها في السعودية الآن نهضة عظيمة، ونفرح بما يتم بها خطوة بخطوة حتى تكون بلادنا الأولى على مستوى العالم".

واختتم كلمته مشيدًا بأن علاقة الملك سلمان بن عبدالعزيز، والرئيس عبدالفتاح السيسي، والتي لها أثرها الطيب على الشعوب، والمستقبل، والشباب، سموك شاب، وكذلك الرئيس السيسي يهتم بالشباب، الشباب هم الحلقة الذهبية، والتي على أساسها تنمو وتتقدم البلاد، أهلًا بك في بلدك، نحن مسرورون بك، ونسجل اليوم في التاريخ كتابة صفحة جديدة للتاريخ.