اضطرت قافلة المساعدات التابعة للأمم المتحدة التي أرسلت إلى الغوطة الشرقية المحاصرة في سوريا إلى المغادرة قبل إتمام إفراغ حمولتها بسبب القصف.

وأفاد مسؤول في مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بأن القافلة - وهي الأولى منذ منتصف شهر فبراير/ شباط - أفرغت قدر المستطاع من حمولتها في دوما لكنها غادرت بعد نحو تسع ساعات.

وأوضحت المفوضية أن عشر شاحنات من القافلة التي ضمت أكثر من 40 شاحنة لم تتمكن من إفراغ حمولتها.

ويقول ناشطون إن عشرات الأشخاص قتلوا جراء الغارات الجوية التي شنها الجيش السوري الاثنين بالرغم من هدنة متفق عليها مدتها خمس ساعات.

وقتل 719 شخصاً على الأقل خلال الأسابيع الماضية في الغوطة الشرقية، بينهم الكثير من الأطفال.

وقال سجاد مالك، ممثل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في سوريا، في تغريدة سابقة بموقع توتير "أوصلنا مساعدات بقدر المستطاع وسط القصف".

وأضاف "المدنيون عالقون في وضع مأساوي".

وأعلن الهلال الأحمر السوري في وقت سابق دخول 46 شاحنة محملة بالمواد الغذائية وإيصالها لنحو 27 ألف شخص، فضلاً عن مواد طبية لأكثر من 70 ألف شخص ببلدة دوما.

وقال روبرت مارديني، مسؤول عمليات الشرق الأوسط باللجنة الدولية للصليب الأحمر، إن "دخول القافلة إلى الغوطة الشرقية سيخفف من معاناة بعض المدنيين في الغوطة الشرقية".

وأضاف مارديني أن "قافلة واحدة، مهما كبر حجمها، لن تكون كافية على الإطلاق لمواجهة الظروف القاسية والحرمان الذي يعشيه الناس. الإيصال المتكرر والمتواصل للمساعدات الإنسانية ضروري، كما يجب منح المزيد في الفترة المقبلة".

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول في منظمة الصحة العالمية قوله إن السلطات السورية نزعت 70 في المئة من المساعدات، بما فيها معدات جراحية وطبية، من الشاحنات قبل خروجها من المخازن. ويعتقد أن الحكومة لا تريد استخدام هذه المعدات لعلاج عناصر المعارضة المسلحة.

تشير التقارير إلى أن الغارات الجوية أحدثت دمارا هائلا في دوما، كبرى بلدات الغوطة الشرقية.
AFP
تشير التقارير إلى أن الغارات الجوية أحدثت دمارا هائلا في دوما، كبرى بلدات الغوطة الشرقية.

وأفاد "المرصد السوري لحقق الإنسان" المعارض من مقره في بريطانيا بأن الحكومة السورية، بمساعدة قوات حليفة لها، استعادت في بضعة أيام السيطرة على ثلث الغوطة الشرقية التي كانت تسيطر عليها فصائل إسلامية متشددة منذ 2012.

وقال الرئيس السوري بشار الأسد الأحد في حديث للتلفزيون الحكومي إن الحملة على "الإرهاب" ستتواصل، وفند التقارير عن الأوضاع الإنسانية القاسية في الغوطة ووصفها بأنها "أكاذيب سخيفة".

وأضاف أنه يدعم مقترحا روسيا بإقرار هدنة يومية لخمس ساعات بهدف تمكين "أغلبية من في الغوطة الشرقية" من الهروب من المناطق التي يسيطر عليها "الإرهابيون".

ونددت الولايات المتحدة بالحملة العسكرية الحكومية وقالت إن روسيا، حليفة دمشق، تقتل المدنيين الأبرياء.

كيف هي الظروف الإنسانية؟

لم توفر الهدنة التي أمرت بها روسيا، حليفة الحكومة السورية، ولا قرار مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار في كل البلاد، أي مساعدات إنسانية للغوطة الشرقية.

ووصفت الأمم المتحدة "العقاب الجماعي للمدنيين" بأنه أمر "غير مقبول".

وقال منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية، بانوز مومزيس، إنه "بدل التراجع في أعمال العنف، نشهد المزيد من المعارك والمزيد من الموت، والمزيد من التقارير المزعجة عن الجوع وقصف المستشفيات".

ويبلغ عدد العالقين في الغوطة الشرقية نحو 393 ألف شخص.

القوات السورية تسيطر على ربع الغوطة الشرقية وتتقدم على عدة جبهات، بحسب مصادر سورية رسمية ونشطاء.
AFP
القوات السورية تسيطر على ربع الغوطة الشرقية وتتقدم على عدة جبهات، بحسب مصادر سورية رسمية ونشطاء.

إلى أين يهرب الناس؟

تقول مصادر في المعارضة وتقارير صحفية إن المئات كانوا يهربون من القصف باتجاه بيت سوا، جنوبي دوما، ونحو الأطراف الشرقية للغوطة ذات الكثافة السكانية العالية.

وتفيد تقارير بهروب الكثيرين إلى وسط الغوطة بعد احتدام القتال في بيت سوا بين القوات الحكومية وفصيل جيش الإسلام.

وتسيطر على الغوطة الشرقية فصائل جيش الإسلام، وهناك وجود لفصيل هيئة تحرير الشام، المرتبط بتنظيم القاعدة.

ووصف أحد سكان الغوطة في حديث لبي بي سي الأوضاع الإنسانية "بالقاسية".

ماذا تريد الحكومة السورية؟

تفيد تقارير بأن القوات الحكومية تسعى إلى تقسيم المنطقة إلى قسمين.

وتقول وسائل الإعلام الرسمية إن الجيش يتقدم على عدة جبهات، وسيطر على قرى ومزارع، ويواصل هجومه من الجهة الشرقية للغوطة.

ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الجيش بات على بعد 3 كيلومترات من بلدة دوما.