نصر المجالي: دخلت زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الرسمية لبريطانيا يومها الثاني وسط زخم إعلامي وسياسي واقتصادي كبير، بينما تجري الاستعدادت البروتوكولية لبرنامج زيارته الرسمية المنتظرة للولايات المتحدة. 

وأدلى الأمير محمد بن سلمان بأول حديث للإعلام الأميركي منذ العام 2005، حيث خصّ قناة (سي إن بي سي –CBS NEWS) بمقابلة قبل أيام من زيارته المرتقبة لواشنطن وعدد من المدن الأميركية الكبرى وكذلك لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب وأركان إدارته.

وسيذاع الحديث المطول الذي كانت أجرته مراسلة برنامج "60 دقيقة" بقناة "CBS" الأميركية، نورا دونيل، خلال زيارتها للرياض، حيث التقت ولي العهد الذي وصفته بأنه "أحد أقوى الزعماء في الشرق الأوسط"، مشيرة إلى قراراته وخطواته الفعالة في تحديث وتطوير المملكة.

وذكر تقرير نشره موقع القناة، مساء أمس الأربعاء، "أن السعودية تشهد في الوقت الحالي تغيرات سياسية واجتماعية واقتصادية هائلة، أبرزها حملة تطهير الفساد التي شملت عددا من الأمراء ورجال الأعمال السعوديين، وكذلك القرار التاريخي الذي سمح للمرأة السعودية بقيادة السيارة"، مؤكداً أن الحديث تطرق أيضاً للعلاقات السعودية الأميركية وحرب اليمن، وكذلك التوترات مع إيران.

مواصلة اللقاءات 

وإلى ذلك، فإن الأمير محمد بن سلمان يواصل لقاءاته على أعلى وأهم المستويات السياسية والاقتصادية في المملكة المتحدة اليوم الخميس، حيث استهلها بلقاء قمة مع رئيسة الحكومة تيريزا ماي في 10 داونينغ ستريت، ومن المحتمل ان يتواصل اللقاء اليوم في قصر تشيكرز المقر الريفي لرؤساء الحكومة البريطانيين.

وكانت الملكة اليزابيث الثانية استقبلت الأمير محمد بن سلمان وأقامت حفل غداء على شرفه في قصر باكينغهام، كما قام ولي العهد الأمير تشارلز حف عشاء تكرما لولي العهد السعودي. 

وكان تقرير لصحيفة (ديلي تلغراف) قال إنه "ليس من المعتاد أن تثير زيارة مسؤول غير رأس الدولة مثل هذا الاهتمام الذي تثيره زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى بريطانيا". 

وتضيف: لكن محمد بن سلمان ليس ولي عهد السعودية فقط، بل الشخصية الأكثر أهمية في كل منطقة الشرق الأوسط، كما ترى الصحيفة، حيث بفضله ستودع المملكة ماضيها المحافظ على المستوى الديني والسياسي.

العالم الخارجي 

وتشير الصحيفة إلى أنه لا تكمن أهمية ذلك في تأثيره على الوضع الداخلي فقط، بل ترى الصحيفة أن له انعكاسات على علاقات السعودية بالعالم الخارجي أيضا.

وقالت على المستوى الداخلي بدأت القيادة السياسية السماح للنساء السعوديات بالحركة في هامش اقتصادي وسياسي أوسع، بهدف محاربة التطرف الإسلامي الذي يهدد السعودية كما يهدد الغرب.

وترى (ديلي تلغراف) أن الأمير الشاب يملك من البراغماتية قدرا كافيا حتى لا يتجاهل حقيقة أفول عصر النفط، وأن على بلاده أن تسعى للتحديث والتنوع إن كانت تريد أن تعيش في رخاء كما في السنوات الخمسين الماضية.

وخلصت الى القول: وتكمن أهمية السعودية لبريطانيا بكونها شريكا دفاعيا وسوقا ومستثمرا مهما وكذلك شريكا في مكافحة التطرف.