واشنطن: ماذا ستكون عليه التبعات المحتملة لحرب تجارية عالمية نتيجة السياسة الحمائية للرئيس الاميركي دونالد ترمب؟

لماذا حرب تجارية عالمية؟

يعطي القرار الاحادي الجانب الصادر عن الادارة الاميركية في 8 مارس الجاري بفرض رسوم ب25% على واردات الصلب و10% على واردات الالمنيوم، ثم التوقيع الخميس على مذكرة تستهدف الواردات من الصين، الشركاء التجاريين للولايات المتحدة الحق بالرد من خلال التقدم بشكاوى امام منظمة التجارة العالمية.

وقالت سفارة الصين في واشنطن الخميس محذرة "اذا بدأت الولايات المتحدة حربا تجارية، فان الصين ستكافح حتى النهاية من أجل الدفاع عن مصالحها الشرعية بكل الوسائل اللازمة".

وكان الاتحاد الاوروبي، الذي قالت واشنطن انها ستعفيه مؤقتا من هذه الرسوم على الصلب والالمنيوم، أعد اجراءات للرد تستهدف منتجات اميركية مثل دراجات هارلي ديفيدسون النارية، والويسكي بوربون وجينز ليفايس.

ما هو الاثر على الاقتصاد العالمي؟

يعتمد نمو الاقتصاد العالمي على التبادلات التجارية في كل انحاء الكرة الارضية. وحذر صندوق النقد الدولي مرات عدة منذ تولي ترمب مهامه بان اي محاولة حمائية سيكون لها انعكاسات عالمية.

واقر الرئيس الجديد للاحتياطي الفدرالي الاميركي والذي عينه ترمب، جيروم باول الاربعاء بان حربا تجارية ستمثل "خطرا أكبر على الافاق الاقتصادية".

الا ان نظيره على رأس المصرف المركزي الاوروبي ماريو دراغي كان اكثر وضوحا وقال قبله ان "الميل نحو الحمائية يشكل خطرا جديا على نمو الانتاجية والنمو المحتمل للاقتصاد العالمي".

واشار خبراء اقتصاديون لدى "اوكسفورد ايكونومكس" الخميس في مذكرة الى ان "تباطؤ (اقتصاد) الصين بسبب الرسوم الجمركية سينعكس سلبا على الاقتصادات الاخرى في آسيا، وخارجها على المانيا".

ولفتت سفارة بكين في واشنطن الى ان الاجراءات الاميركية "تهدد النظام التجاري العالمي والاستقرار الاقتصادي".

المستهلكون: رابحون أم خاسرون؟

يمكن ان يترجم فرض الضرائب على الواردات بزيادة في الاسعار في مختلف القطاعات. وحذرت شركة "تويوتا" لتصنيع السيارات من انها اذا لم تعد قادرة على استيراد الصلب بسعر رخيص من الولايات المتحدة لصناعة السيارات في مصانعها، فان اسعار سياراتها ستزداد شكل كبير.

وحذرت الصين ان هذه الاجراءات "ستمس بشكل مباشرمصالح المستهلكين الاميركيين".

كما ستؤدي زيادة اسعار المواد الاستهلاكية الى ابطاء الاستهلاك، ما يشكل خطرا على النمو الاميركي الذي يعتمد عادة على استهلاك الاسر.

هل هو جيد للولايات المتحدة؟

وكان ترمب قال الخميس "علينا حماية بلادنا وعمالنا"، وذلك لتبرير الاجراءات الحمائية.

الا ان الحجة التي تعتبر ان فرض رسوم جمركية سيؤدي الى حماية او حتى تعزيز الوظائف، لا تحظى بالاجماع.

اذ يقول صندوق النقد الدولي ان القرار "سيلحق اضرارا ليس فقط خارج الولايات المتحدة بل ايضا بالاقتصاد الاميركي نفسه، بما في ذلك على صعيد قطاعات التصنيع والبناء حيث الطلب مرتفع على الصلب والالمنيوم".

كما نددت اتحادات فدرالية اميركية في القطاع الزراعي مؤخرا بان ترمب ومن خلال محاولته حماية منتجي الصلب والفولاذ يفتح الباب امام اجراءات بالرد ستؤثر بشكل كبير على قطاعات اخرى مثل الزراعة.

وباتت هذه القطاعات تخشى فرض رسوم على صادراتها الى العملاق الاسيوي (الصويا والذرة البيضاء والخنازير).

وذكر خبراء الاقتصاد لدى "اوكسفورد ايكونوميكس" انه وفي العام 2002، فرض الرئيس الاسبق جورج بوش ضرائب على الصلب ظلت سارية 18 شهرا وخلال تلك الفترة، تأثرت نحو 200 الف وظيفة اميركية سلبا نتيجة هذا الاجراء الحمائي.

الا ان جمعية الصناعيين الاميركيين أعلنت ان هذه الضرائب على الصلب والفولاذ تعطي منذ الان نتائج ايجابية على التوظيف في قطاع التعدين الاميركي مع انشاء نحو 3 الاف وظيفة.

ما هو الاثر على نافتا؟

تخوض الولايات المتحدة وكندا والبرازيل منذ سبعة أشهر مفاوضات صعبة لاعادة النظر في اتفاقية التبادل الحر لدول اميركا الشمالية (نافتا).

وكان ترمب وصف الاتفاقية التي تعود الى العام 1994 ب"الكارثية" ولوح مرارا بالخروج منها اذ لم تفض المحادثات الحالية الى اتفاق مرض بالنسبة الى المؤسسات والعمال في الولايات المتحدة.

وقرر ترمب اعفاء شركائه في نافتا مؤقتا من الرسوم على الصلب والالمنيوم واكد ان اعفاء دائما مرتبطا بما ستؤول اليه مفاوضات نافتا، ما يشكل تحديا كبيرا بالنسبة الى كندا المزود الاول للولايات المتحدة من الصلب وايضا شريكها التجاري الاول.